نبيُّ ﷲ يوسف(ع)شاب بعمر المراهقة كبشر لا حجر .. تراوده (زليخة).. تلك الملكة الشابة الجميلة؛ التي إذاما واقعها ستحمل منه ، و ربما سيكون يوسف أباً لولي العهد من خلف الكواليس .. غداً أو بعد غد .. ستخبر الملك الجديد بأبيه الحقيقي ، فتنقلب حياة يوسف الغريب المجهول النسب التائه الضائع السجين خادم قصر الملك إلى أب الملك وريث عرش مصر..
والحالة تلك ؛ لكنه أبى و استعفف و هرب من كيدها و تحمّل الحبس الشديد على معصية ﷲ و خيانة من آواه صغيرا ..
يوسف الذي استعصم فعصمه ﷲ و فتح له أبواب النجاة من تلك الفتنة الخطيرة..
هناك حقق نبي ﷲ يوسف(ع) نتيجتين :
١/ طاعة ﷲ
٢/ الوفاء للملك
– طاعة ﷲ سبحانه أعطته مالم تعطه التداعيات
– الوفاء للملك حفظ له سمعته و أعلى مكانته و قدره
لو كان قد استجاب لإغراءاتها لقضى وطراً عابراً يسقطه أمام ﷲ و أمامها وأمام الناس و نفسه..
بحيث تنتهي فيه صفة العصمة المقدسة و يفشل إمتحان فراق أبيه النبي و يخيب ظن أبيه (يعقوب)!!
صموده و ثباته حقق له نجاحات كل الخسارات التي قد ينالها من (زليخة) ؛ لكن على حساب نبوّته العظيمة
نعم ؛ لم يكن أباً غير شرعيٍّ لملك منتظر ، لكن صار هو الملك الشرعي ..
لم يزنِ (بزليخة) مأثوماً ، لكن تزوّجها مثابا ..
أصبح أنموذجاً قرآنياً و توراتياً و إنجيلياً وفي كل كتب السماء و أدبيات الدُّنيا ، وهذا ما لا يكون لو كان كما كان الشيطان يريد له !..
من هنا نرى لماذا قال ﷲ(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) يوسف – الآية ٣..
فما أحرانا لأن نقرأ القرآن بتفكر ، لا أن نتلوه بقصد الختمة.. فننتهي إلى ما لا يتأسس لأجله كدستور حياة..
* * *