19 ديسمبر، 2024 2:52 ص

قراءة في الساحة السنية حول مشروع التسوية

قراءة في الساحة السنية حول مشروع التسوية

بدأت بشكل علني, حركة التحالف الوطني نحو القوى السياسية العراقية الاخرى, للمضي نحو ايجاد تفاهمات, والاطلاع على رؤى وتصورات تلك القوى, وتحديد لجان المفاوضات بين القوى الفاعلة, بشان وثيقة التسوية, فكان تحالف القوى (الجهة الممثلة رسمياً للعرب السنة) في العملية السياسية, المحطة الاولى على الصعيد الوطني, لمباحثات بناء دولة المواطنة.
التحالف الوطني؛ صاحب الامتياز بالمشروع التسوية, التقت قياداته ممثلي واعضاء التحالف السني, في خطوة تعد الاهم والانسب, اذ تمثل هذه القوى قرابة 40% من اصوات مواطني العرب السنة, لان احداث ما بعد حزيران 2014, كشفت الاوراق, وافرزت الاجنحة المؤثرة في المكون العربي بالمحافظات الغربية, فاغلب الجهات التي تدعي تمثيلها له, باتت بحكم الاوراق المحترقة, والمرفوضة من قبل سكان تلك المناطق.
النسبة الاكبر من السنة العرب يراهنون على الوجوه, التي وقفت معهم في محنتهم, ولم تشترك بإدخال عصابات داعش لمدنهم, كما قدمت لهم المساعدات الانسانية, بعدما لحقهم من حيف جراء الممارسات الاجرامية لتلك الزمر, وايضاً لدورها الفاعل بالمساهمة في الحرب ضد الارهاب, من خلال المشاركة في الحشد العشائري, أولئك يشكلون نسبة جيدة من سكان المحافظات الثلاث, ولهم احقية تمثيل أبناء السنة.
فيما تروج بعض وسائل الاعلام, لفريق يحاول زج نفسه ممثلاً عن السنة, الا إن نواياهم ربما لا تبتعد كثيراً عن ممارسات الجهة, التي يعتقد انهم واجهتها السياسية, (هيئة علماء المسلمين) المتهمة بالتحريض على الارهاب, ومعاداة العملية السياسية عن طريق امينها السابق, ما جعلها تقدم ممثلين يحملون مشروع اصلاحي معين, للتعريف بمظلومية اهل السنة, مماثل لمشروع التسوية, وإن كان بورقة جديدة.
من جهة اخرى؛ طرحت بعض الوجوه السنية, ما يسمى “المشروع العربي” المدعوم خليجياً, الا انها تواجه الاتهام بالإرهاب والفساد, في محاولة للدخول على خط التسوية ممثلين عن السنة ايضاً, ولكن ما هي النسبة التي يمثلونها؟ أمام مئات الالاف من النازحين, لذا أن دعاة هذا المشروع, يلاقون عزوفاً سياسياً ومجتمعياً, بسبب الرفض الشعبي لهم, كونهم السبب الحقيقي في خراب المحافظات السنية.
بينما الشارع العراقي؛ رفض ابتداءً الوجوه السنية السابقة, والتي يتهمها في دمار البلاد, وجره الى مهاوي الارهاب والاقتتال طيلة السنوات الماضية, فتلك الوجوه الكالحة لا يعتقد من المصلحة دخولها طرف في مشروع التسوية, لان تجربة العملية السياسية افرزت الكثير من الدروس والعبر التي من الممكن الاستفادة منها, وبمقدور المساحات المؤيدة لهم ابراز وجوه جديدة, لتمثيلها بديلاً عن تلك الوجوه المرفوضة.
إذن؛ الساحة السنية غير مستقرة, لعدم وجود مرجعية دينية او سياسية موحدة لتمثيلها, والاعتماد عليها, وهذا ما يجعل الطرف السني, الاضعف بين القوة العراقية, الامر الذي جعل الامم المتحدة, ومن خلال ممثلها في العراق, تقدم مقترح بمساعدة ابناء السنة, باختيار الفريق الممثل عنهم, وفقاً لما جاء في بنود مشروع التسوية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات