*ما يزال البعض يؤمن ويعتقد جازما، بأن صاروخ صنع في ورشة حدادة يمكن أن يحسم المواجهة؟ في مقابل قوة عسكرية هائلة لديها أحدث ما توصلت إليها تكنولوجيا الصواريخ والعتاد العسكري بمختلف أنواعه؟
ما تزال التصريحات والتسريبات تتوالى للصحافة والإعلام من قبل المسؤولين في إدارة الرئيس “جو بايدن” ومقدار الحزمة الشاملة من الامتيازات والمكافآت وحتى التعويضات , إذا قامت إسرائيل بغض النظر عن الضربة أو على الأقل بضرب أهداف محددة ومقبولة وغير شاملة في إيران , مما لا تؤدي معها في النهاية ,الى نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط , تضطر معها مرغمة ومجبرة أن تدخل أمريكا الحرب مع إسرائيل لنصرتها على إيران ووكلائها في محور المقاومة والممانعة , وعلى الرغم من أن ما يزال هناك تخوف واضح وصريح من أن ” نتنياهو ” ومعه المجلس الوزاري الأمني المصغر “الكابنت” بالإضافة إلى القادة الأمنيون والعسكريون ومن خلال اجتماعاتهم المتتالية للتباحث حول طبيعة وأسلوب الرد وحدوده ونوعيته والذي تطور في الساعات الماضية إلى أن يتحول بالإضافة لكل هذا أن تكون هناك مناسبة لتصفية حسابات قديمة أخرجت من الأدراج لكي يتم تنفيذها على أرض الواقع واستغلال مثل تلك اللحظات والشروع بالأخذ بها والعمل عليها ؟ في المقابل وخلف الأبواب المغلقة وبعيدا عن الضجيج والصخب الإعلامي، ووسط جهود ومساع أميركية/ قطرية حثيثة، ما تزال قائمة للدفع باتجاهات وتفاهمات وإيجاد أرضية مشتركة ومناسبة بين إيران وإسرائيل حول الرد وطبيعته لحفظ الماء الوجه الإسرائيلي؟ بأن يكون الرد مدروس ومتوازن ومحدود لا يؤدي إلى الحرب الشاملة وبالمقابل تهدئة كبح جماح التي تنطلق من رجال الدين المتشددين والتهديدات الإيرانية الصارمة والحاسمة، سيكون هناك رد قاسي وغير طبيعي وشامل ويخرج عن نطاق السيطرة على أي استهداف غير متناسب مع قصفها الصاروخي لإسرائيل خارج المتفق عليه مسبقآ ومن خلال الالتزام القطري الأمريكي لكلا الجانبين! ومتى تم تطبيق ما حدث من التزام وتفاهم مع أدارة دونالد ترامب في استهداف إيران لقاعدة عين الأسد ردآ على مقتل قاسم سليماني؟
الحزمة تتضمن ضمانة كاملة وشاملة من إدارة الرئيس بايدن, والتي لم تذكرها وسائل الإعلام والصحافة بصورة مفصلة وشاملة وقد تكون مضافة إليها , نستطيع أن نلخصها بالنقاط التالية:
1/ زيادة وتعزيز مختلف أنواع المساعدات العسكرية، وبما في ذلك الأسلحة المتقدمة والتكنولوجيا الدفاعية بما يضمن التفوق العسكري على المدى الطويل في المنطقة.
2/ تحسين التعاون الاستخباراتي لتعزيز امنها في المنطقة من خلال تكثيف وإنشاء اللجان المشتركة وتبادل كافة المعلومات الأمنية والاستخبارية بدون أي قيود مسبقة للوصول إلى المعلومة بسهولة.
3/ الدعم الدبلوماسي للمواقف الإسرائيلية في المحافل الدولية وتذليل أي عقبات في مواجهة التحديات الدبلوماسية التي قد تنتجها بعض الدول ضد المصالح السياسية والاقتصادية والأمنية.
4/ المشاركة الفعالة لتعزيز جهود السلام ومع تقديم الدعم الشامل في إطار أي اتفاقيات ثنائية مستقبلية لإقامة علاقات دبلوماسية مع دول عربية وبالأخص دول الخليج العربي.
5/ تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات وإنشاء مشاريع البنية التحتية التي تحتاجها وبما في ذلك المشاريع المشتركة والاستثمار وإطفاء الديون المترتبة عليها.
6/ تقديم ضمانات أمنية واستخبارية لتعزيز تفوقها واستقرارها بين دول المحيطة بها، وعلى منطقة الشرق الأوسط ككل.
7/ زيادة الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة والتعاون في تطوير تقنيات مبتكرة جديدة، مثل الدفاع الصاروخي أو الأمن السيبراني.
8 / تقديم مشتقات وشحنات نفط وبأسعار مدعومة لغرض مواجهة الطلب المتزايد في ظل الحرب الدائرة حاليآ.
9 / تقديم معونات اقتصادية فورية من مختلف المواد والسلع الغذائية الاستراتيجية وكذلك الدوائية في حالة إطالة أمد المواجهة العسكرية ولسد أي نقص أو عجز قد تتعرض اليه.
ولكن بالمقابل لا نرى أحد تكلم لغاية الآن عن الامتيازات التي قد تقدمها أمريكا إلى إيران في حالة عدم الرد على الضربة الإسرائيلية المتوقعة، أو على الأقل الاكتفاء فقط بالشجب والاستنكار، والعودة إلى مبدأ ضبط النفس وعدم الانجرار في حرب شاملة، وعلى الرغم من أنه لا توجد معلومات أو تسريبات صحفية لغاية الإن , حول أي امتيازات محددة قد تمنحها إدارة الرئيس بايدن لإيران في حالة عدم الرد على الضربة ، وقد تتطور حزمة الامتيازات إلى حوار شامل والتخلي عن وكلائها من الفصائل والجماعات المسلحة أو على الأقل كبح جماحهم والوصول بعدها لحل شامل ونهائي , ولكن مع هذا قد تكون الحزمة الحالية لإيران تتلخص بالآتي:
1/ العمل مع الشركاء الدوليين للعودة الى الاتفاق النووي مع شروط ميسرة وغير معقدة.
2/ إعطاء دور ملحوظ والدعوة للمشاركة في محادثات مباشرة تتعلق بالاستقرار الإقليمي سواء في لبنان أو سوريا والعراق وإعادة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية والتي قد تكون متوترة مع بعض دول الخليج.
3 / تسهيل الحركة التجارية والاقتصادية والمساعدة أو غض النظر عن فتح قنوات تجارية محددة، وتخفيف القيود التجارية لتعزيز التبادل الاقتصادي بين إيران ودول العالم.
4 / تقديم مساعدات إنسانية لدعم الوضع الاقتصادي والاجتماعي ودعم مشاريع تنموية والبنية التحتية.
5 / فتح المجال للمنظمات الدولية لغرض التعاون في القضايا البيئية والمبادرات المشتركة للتعامل مع التحديات البيئية مثل تغير المناخ.
6/ منح تسهيلات أو دعم فني لمشاريع تكنولوجية معينة والمساعدة في استيراد قطع غيار الطائرات المدنية والمنشآت النفطية والغازية.
7 / تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة والتي تشمل القطاع الصناعي والزراعي والمصرفي.
8 / المساعدة في سرعة دفع جميع الديون المترتبة على العراق مقابل شحنات الغاز لمحطات الطاقة الكهربائية والمشتقات النفطية وزيادة تصدير مختلف أنواع السلع والبضائع.
ومع حزمة المساعدات الاستراتيجية المقدمة إلى إيران وإسرائيل التي يسيل إليها لعاب الرؤساء والقادة العسكريين في كلى الطرفين قد تتغير الأوضاع في أي لحظة، والاكتفاء بما هو عليه الآن من شن الحروب بالوكالة، ولكن مع كل هذا، يصطدم حاليآ بما انتهجه والتزمه كمبدأ يجب تطبيق النظرية التوراتية من قبل رئيس الوزراء نتنياهو والمتمثلة بـ ” شرق أوسط جديد ” تكون إسرائيل هي المتسيدة بالمنطقة دون منازع!؟.
وأخيرآ وليس أخرآ يبقى العراق مع الأسف الحلقة الأضعف في كل هذا الذي يجري … حتى سمائه وأجوائه ستكون ممر ومعبر مفتوح على مصراعيه لغرض التزود بالوقود جوآ للطائرات الإسرائيلي المتجهة لضرب إيران … لافتقاره لأبسط معدات الدفاع الجوي!؟