الجزء الرابع – الخلافة العثمانية
تنويه :
أرتأيت أن أسرد في بداية كل جزء من سلسلة المقالات / ذات الصلة ، نفس المقدمة ، لأنها تقريبا ، دالة ومؤشرة على كل حقب تعاقب الخلافات الأسلامية .
المقدمة : مارس رجال الأسلام / شيوخ وكتبة ودعاة .. نوعا من القهر الفكري على العقل المجتمعي للمسلمين خاصة ولغير المسلمين أيضا ، وذلك عن طريق حجب الحقائق ، وتضليل الذهن ، ونشر الخرافات ، وتزوير الوقائع ، وجعل الظالم مظلوما ، والمظلوم ظالما .. هولاء الرجال نقلوا صورة أسطورية للمجتمع / الأسلامي خاصة ، من أن عصر الخلافات / من الخلافة الراشدة الى الخلافة العثمانية – مرورا بالخلافة الأموية والخلافة العباسية ، من أن هذه الحقب ، هي حقب كسلسلة من اللؤلؤ والمرجان ، شعارها نشر الدين بالحب والقبول ، وطابعها هو الورع والتقوى والتدين والزهد ، لا مجون ولا خمر ولا فسق ولا غزل بالجواري ولا لواط بالغلمان ، حقب أنتشرت بها المعرفة ، وساد بها العدل والمساوات ، حتى بالنسبة لليهود والمسيحيين فقد كان حالهم حال المسلمين! لا تفرقة ولا خلاف ولا أختلاف ، فقط تحقيرهم ، وفرض الجزية عليهم ، والمعاملة الدونية لهم ، ك ” أهل الذمة “، ولولا دورهم بالطب والترجمة والمعرفة عامة ، لسحقوا أو هجروا !! ، كما صوروا خلفاء وأمراء وقادة ورجال تلك الحقب ، على أنهم ، ظل الله على الأرض ، ودعاء ، تركوا متاع الدنيا ، وعشقوا الأخرة ! .. في هذا البحث المختصر سأسلط الضوء على بعض من هذه المغالطات بالمراجع وبالأسانيد ، لكي يفقه ويعي الفرد المسلم قبل غيره ، على حقيقة الصورة الحقيقية لعصر تلك الخلافات الغابرة المقيتة ! المعبأة بروايات بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع ، وذلك لأن تلك الروايات الماضوية كتبت تحت سيف ونار الخليفة أو الحاكم ، ولكن هذا لا يعني أنطواء كل الحقب تحت شبهة التزييف والتضليل ! وهذا لا يحجب أيضا من وجود بعض الجوانب المنيرة.
الخلافة العثمانية : الدَّوْلَةُ العُثمَانِيَّة ، بالتركية العثمانية ( دَوْلَتِ عَلِيّهٔ عُثمَانِيّه ) ؛ أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة ، إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل ، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة ، وبالتحديد من 27 يوليو1299م حتى 29 أكتوبر 1923م. بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر ، حيث امتدت أراضيها لتشمل أنحاءا واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة: أوروبا وآسيا وأفريقيا ، حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا ، غربي آسيا ، وشمالي أفريقيا ، ووصل عدد الولايات العثمانية إلى 29 ولاية ، وكان أول سلطان للدولة هو – عثمان الأول 1326-1290م ، أما أخر سلطان فهو – عبد المجيد الثاني 1924-1922م ، وتعاقب على حكم الخلافة العثمانية 36 حاكماً من آل عثمان . / نقل بتصرف من المواقع التالية : المعرفة ، الويكيبيديا وموضوع . كوم .
أضاءات : ليس المراد من هذه القراءة لعهد الخلافة العثمانية ، أن أسرد الفتوحات التي تمت خلال هذه الحقبة ، والتي تمت بحد السيف ، والتي عنونت تزييفا وتدليسا وأفتراءا تحت عنوان ( نشر الدين الأسلامي ) ، والسؤال الأول ، هل يتم نشر الدين بالقتل والسبي والأستعباد وجلب الغلمان ونهب الاموال والممتلكات .. !! ، أم يتم بالدعوة السلمية للعقائد الجديدة في بلاد بعضها يدين بالمسيحية ، ودول أخرى هي أصلا تدين بالأسلام ! ، والسؤال الأخر ، هل يحتاج الأمر لدول أسلامية أن تكون جبرا وحصرا تحت ظل الحكم العثماني ! .. أود في هذا لبحث المختصر ، أن أضع ولو ضوء قنديل على بعض الوقائع والأحداث ، ليس حصرا بل الأكثر معرفة والأكثر شيوعا ، كالأتي :
أولا * الحرملك : يمكن أعتبار الحرملك هو علامة مميزة وواقع هيكلي ومكاني فارق للخلافة العثمانية ، لأنه يمثل الحياة الخاصة ، المميزة بالترف والمجون والخلاعة للسلطان العثماني ، فهو مكان للجواري الذين يتمتع بهن السلطان تحت أشراف أحد أعضاء العائلة المالكة / وغالبا ما تكون والدة السلطان أو أخته .. ، وتمارس رئيسة الحرملك سلطة مطلقة في اختيار أعضاء الحرم وتوزيع أدوارهم ولا يضاهي سلطتها هذه سوى السلطان نفسه ، وهي التي تختار الجواري ليطأهن السلطان ، الذي هو بالعادة يكون أبن هذه المسؤولة أو أخوها ! .. ، و رجوعا الى أسم الحرملك ، فيقال ” ان اللفظة نفسها آشورية مأخوذة من كلمة « حرمتو » اي النساء / نقل من مدونة قال الراوي ” ، وقد ارتبط مفهوم الحريم بالدولة العثمانية للدلالة على الجناح الضخم الملحق بقصر السلطان والذي يضم والدته وزوجاته وجواريه ، وأبنائه .. كان الحرم السلطاني في الباب العالي يأخذ مساحة كبيرة تضم ما يزيد على 400 غرفة ، وكان يضم أيضًا الخدم والموظفين من النساء فقط للاهتمام بأعضاء الجناح ومرافقه ، أما مصدر الجواري فهو ( الشراء ، الإهداء للسلطان ، السبايا وهناك من تجبرهم ظروفهم القاسية على اللجوء إلى الحرملك ) ، أما سبب وجود الحرملك من و جهة نظر السلاطين العثمانيين ، فهو لأن الجواري كانت تستعمل لإنجاب أكبر عدد من البنين لتقوية الدولة و السلالة العثمانية . وكان السلاطين يفضلون الجواري على الزوجات الشرعيات لأن زوجاتهم غالباً ما تكون من السلالة نفسها أو من عائلة مرموقة مما يثير خوف السلاطين على أن يكون ولاء هذه النساء لعائلاتهن وليس لأزواجهن ، وكان يطلق على النساء اللاتي يخترن لمخدع السلطان « خاصكي » . والخاصكي التي تلد ابناً للسلطان تتمتع بامتياز خاص : فتذهب بمراسيم خاصة لتُقبّـل يد السلطان وهي ترتدي التاج وفرو السمور ، وكان يُفرد لها جناح خاص في البلاط ، أما إذا أنجبت بنتاً يطلق عليها « خاصكي خاتون » ومعناها والدة ابنة السلطان .. / نقل بتصرف مع أضافات الكاتب ، من المواقع التالية : harimalsultan.wordpress.com ، ثقافات و الويكيبيديا .. 1 . ان الحرملك يمثل أدق صورة واقعية للعبودية الجنسية للمراة ، أن هذا المهجع يمثل أهانة للمرأة بوضعها الأنساني والأجتماعي والأسري . فهو مستودع لحريم السلطان ، في أي وقت أو مكان يحتاج أليه السلطان . 2 . أن الحرملك ، منظومة سرية تديرها الأسرة الحاكمة ، بعيدا عن أعين السلطنة ، فهي تخضع لمزاج والرغبة والميول الجنسية للسلطان ، وقد جرت الكثير من الدماء من أجل هذه السرية ، ويحدثنا موقع / ثقافات ، عن محاولة معرفة هذه الخبايا بالتالي ( .. من ذلك حادثة لأحد تجار البندقية ، أمسك منظارا وحاول أن ينظر من بعد من فوق منزله إلى أجنحة الحريم السلطاني ، وسرعان ما اكتشف أمره وهو يقوم بمحاولته في كشف خبايا الحريم ، فأمر السلطان بشنقه فوراً . وتكررت المحاولة بعد ذلك وقام بها أرمني ، يعمل ترجماناً للسفير الفرنسي في استانبول ، وألقت السلطات العثمانية القبض عليه وأسرعت بشنقه ) . 3 . أن سلطة الحرملك ، ليست سلطة في تنظيم الحياة الجنسية للسلطان فقط ، ” بل لقد شكل تدخل حريم الحرملك ، بدرجات متفاوتة ، في شئون الدولة ، ظاهرة فجة ومتكررة ، حتى بات « الحرملك بمثابة بلاط داخل البلاط » ! / نقل من نفس المصدر السابق ” . 4 . الحرملك ، مفهوم ونهج للجواري وللعمارة والثقافة وحتى للسياسة خلال حقب الخلافة العثمانية ، ويعبر ، مثلا قصر ( ضولمه باغجه ) ، نموذجا للعمارة الرائعة ، فهو يبين ” الاهتمام الشديد بزخرفتها من الداخل بالخزف العثماني والآيات المذهبة والرسوم . ويتمتع هذا القسم من القصر بإطلالة بديعة على الخليج الذهبي والبوسفور ، ولذلك كانت تضاف إليه باستمرار مبان كـ « ركن بغداد » البديع الذي بني ذكرى لحملة السلطان مراد الرابع ضد الصفويين عام 1634م .. / نقل من موقع الحياة تجريبي ” . والسؤال ، هل بنيت القصور خلال الحقبة العثمانية من أجل الشعب المقهور ! ، أم من أجل السلطان وولعه بالجواري ، هل هذه القصور بما فيها أركان الحرملك ، بنيت وشيدت / والتي صرف عليها ملايين الليرات من الذهب ، من أجل حضارة معينة للشعب ، أم بنيت من أجل العبودية الجنسية للجواري ، ومن أجل الهوس والرغبة الجنسية للسلطان !! . هذه مجرد تساؤلات ! .
ثانيا * ليس من خلافة بربرية ، همجية ووحشية كالخلافة العثمانية ، فالسلاطين العثمانيون أوحش من الوحوش في سبيل سعيهم وراء الخلافة والسلطنة ، حتى لو كلف ذلك قتل الابناء / كما قتل السلطان سليمان القانوني ( 1494 / 1566 م ) أبنه وولي عهده الأمير مصطفى وذلك خوفا من طمعه بالملك ، أو قتل الأخوة ، والغرابة أن القتل ، وضع له مسوغ قانوني وفق الشريعة الأسلامية ، التي يكيفها الفقهاء حسب مقتضيات الحكم ، والفقهاء كالعادة يفتون حسب رأي ورغبة السلطان ، وتقول هذه المادة ( ” إذا تيسرت السلطنة لأي ولد من أولادي فيكون مناسبًا قتل إخوته في سبيل تأسيس نظام العالم ، وقد أجاز هذا معظم العلماء ، فيجب العمل به ” ، وشرحها ” إن عقوبة الإعدام في كل نظام قانوني وحقوقي للمحافظة على الصالح العام ، أي ” نظام العالم ” حسب تعبير القوانين العثمانية ، أي لصالح ” نظام المجتمع ” / نقل من الموقع التالي بتصرف مع أضافات الكاتب http://ottoman-state.blogspot.com ) ، والتساؤل هنا ، أي قانون أنساني ينص على قتل الأخوة والأبناء من أجل الخلافة ، فأنها كلمة حق يراد بها باطل ، وأي منفعة أجتماعية في هكذا توحش ، أن كمية الدم المتضمن في الخلافة العثمانية فاق كل شئ ! ، ومن أغرب وأشنع من قتلوا في سبيل بقاء الخلافة لهم ، هو ما حدث في عهد السلطان محمد الثالث ( 1566 – 1603 م ) ، فقد جاء في موقع yallafeed.com/ashhr ، التالي ، نقل بتصرف ( وكان الحادث الأبشع في حياة الأسرة العثمانيّة الحاكمة هو التالي : أنه بعد لحظاتٍ من تنصيب محمد الثالث سلطانا ، أمر بتجهيز 20 قبراً ، أحدهم لأبيه السلطان مراد الذي توفي ، و19 قبراً لأشقّائه الأمراء ، حيث تم خنقهم من قبل الجلّادين ، ليخرج من القصر 19 تابوتاً بالوشاح الأسود في مجزرةٍ بكل معاني الكلمة ، كان من بينهم 3 رضّع و 5 أطفال أعمارهم بين 3 و 6 سنوات .. ) ، هذا هو الحكم العثماني ، لا رحمة ولا شفقة حتى مع الأهل ، شابا كان أو رضيعا ، المهم الحكم والسلطنة ، ولتجري الدماء أنهارا !! .
ثالثا * السلطنة الطائفية وقتل الشيعة : المعروف عن العثمانيون ، عدم قبول الأخر ، وهذا يتحقق في كل بلد يتم فتحه من قبلهم ، ليس فقط المسيحيين ، بل حتى المسلمين والشيعة خاصة ، فقد جاء في موقع / شبكة النبأ المعلوماتية ، التالي : (( أنتهج الاتراك موقف معادي للشيعة وانتهاج سياسة همجية وقاسية تجاههم فأمتلأ تاريخ دولهم بصفحات سوداء وعمليات إبادة بحق الشيعة في كل زمان ومكان ، وتشير المصادر إلى أنهم ـ أي الأتراك ـ كانوا يحاولون بشتى الطرق إلى إبادة هذه الطائفة واستئصالها عن بكرة أبيها ، فما إن وطأت أقدام الأتراك الغزاة أرض الهند عام (392هـ/1001م) حتى سعى قائدهم ( محمود بن سبكتكين الغزنوي ) إلى حرب الشيعة واضطهادهم ومحاربة معتقداتهم وقتل علمائهم وسلبهم ونهبهم ، وقد استمر في غزواته لفتح تلك البلاد حتى عام (416هـ/1025م) وقد سفك في تلك السنوات مما لا يحصى من دماء الشيعة وغيرهم حتى وصفه المؤرخون بأنه ” متعطش للدماء مغرم بالتدبير ” )) . أن أي خلافة تقوم على مكون واحد لا يمكن أن تستمر ، وهي حتى أن أستمرت زمنا ، فأنها سوف تحتضر وتفنى بعد حين ! .
رابعا * مذابح الأرمن : وهي عملية تصفية عرقية ، أرتكبتها السطنة العثمانية بحق الارمن ، وتعتبر الابشع والأفضع في التاريخ ( حيث قامت الدولة العثمانية بمذبحة بحق الأرمن ، أضافة الى تصفية طوابير من المسيحيين / الكلدان والسريان و الأشوريين واليونانيين .. ، وتعتبر هذه المذبحة تصفية بشرية عرقية دينية ، قام بها الأتراك ، متجردين من الرحمة ومن أي حس أنساني ، وذلك في يوم 24 نيسان 1915 ، حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمينية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لأعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن ، وأستمرت المذبحة حتى عام 1922 – أثناء عهد أتاتورك / نقل بتصرف من مقال لكاتب المقال بعنوان ” مذابح الأرمن .. الوجه الحقيقي لتركيا اليوم ” ) .. هذه هي الخلافة العثمانية ، التي يتغنى بها حاكم تركيا اليوم ” أردوغان ” ، ويطبل لها الدعاة المسلمين ، حالمين بأن التأريخ سيعيد يوما نفسه ، وترجع تلك الخلافة العثمانية البشعة ، التي فتكت ليس فقط بالمسيحيين ، بل بالعرب عموما أيضا ! .
خامسا * العثمانيون والفتك بالمصريين : كذبا كل ما يقال مأ ان الخلافة العثمانية ، بسطت نفوذها في البلدان ، ومنها مصر ، من اجل حماية الأسلام والمسلمين ، أن العثمانيون قتلة للمسلمين ، همهم هو بسط النفوذ وأمتلاك الحكم والسلطة والأرض ، أنهم يكرهون العرب ، ويعتزون ب ” العثمنة ” ، ومن مقال في / موقع اليوم السابع للكاتب عبد الرحمن مقلد ، نقل بتصرف وأختصار ، يقول عن حقبة أحتلال الأتراك لمصر وما أرتكبوه من جرائم ، التالي ( كانت القاهرة قبل عام 923 هجرية ، عاصمة الخلافة الإسلامية ، وكان حكامها من المماليك من المدافعين عن الإسلام والعرب ، وكانت تدين لها بلاد الحجاز بالولاء ، وكانوا القائمين على شؤون الحرمين ، علاوة على أن مصر كانت مقر الخلفاء العباسيين بعد سقوط بغداد ، لتنتهى بعد نقل الخليفة المتوكل عنوة إلى اسطنبول ليتنازل عنها لسليم الأول الامبراطور التركى ، غزا العثمانيون مصر بقيادة سليم ، بمبررات الدفاع عن الدين الإسلامى وحماية الشريعة ، مستندين لرسالة أرسلها شيوخ وقضاة الشام تطلب إنقاذهم من ظلم المماليك وتعطيل الشريعة . ولم يكن شهر محرم لعام 923 هجرية الموافق يناير 1517 م ، شهرًا عاديًا على مصر ، ولكنه كان يوم نكبة وحسرة ، وحسب ما يقول المؤرخ المصرى محمد ابن إياس فى كتابه « بدائع الزهور فى وقائع الدهور » ، وصل الأمر لوصفه أنه وقع في مصر ، مثل ما وقع من جند هولاكو فى بغداد . ابن إياس الذى توفى عام 1523 ، أى بعد 6 سنوات من سقوط عاصمة الخلافة فى هذا الوقت « القاهرة » فى يد الترك ، وروى الأهوال التى تذهل لها العقول مما قام به الأتراك وفاقت ما قام به من بعده الإنجليز والفرنسيون بل والاحتلال الإسرائيلى ، والتى وصلت لاقتحام الأزهر الشريف ومسجد ابن طولون وجامع الحاكم ، وإحراق جامع شيخو ، كما أنهم خربوا ضريح السيدة نفسية وداسوا على قبرها . الأتراك هدموا الدين ذاته ، فعسكر الأتراك ” قلة دين يجاهرون بشرب الخمور فى الأسواق بين الناس ” وبين أن عدد مذابح العثمانيين فى مصر .. وصل الى 10 آلاف قتيل من عوام المصريين فى يوم واحد وعرّوا الناس فى الشوارع .. والاتراك أطعموا الغلال لخيولهم وسرقوا الدجاج والأغنام من الفلاحين وفرضوا الإتاوات فجاع الناس .. ) .
خاتمة – الأضاءأت / الخوازيق : أرى أن أفضل خاتمة للخلافة العثمانية هو سرد بعض الشي عن الخوازيق ، ويعتبر الخازوق ميزة بل علامة أخرى للخلافة العثمانية ، بالرغم من أنه كان معروفا تاريخيا سابقا ، ولكن العثمانيون رسخوه ومارسوه كوسيلة للأعدام المرفق بالتعذيب ، و« الخازوق » كمفهوم : ” هي إحدى أشنع وسائل الإعدام ، حيث يتم اختراق جسد الضحية بعصا طويلة وحادة من ناحية ، وإخراجها من الناحية الأخرى ، حيث يتم إدخال الخازوق من فم الضحية أحيانا ، أو في الأعم الأغلب يدخل من مؤخرة الضحية ليخرج من رأسه … / نقل من موقع المصري اليوم ” . وقد ربط الخازوق بتاريخ المنطقة العربية ، وأقترن بدخول العثمانيين لمصر والشام ، حيث أستخدم كأدات للموت الوحشي ، ( وقد تفنن الأتراك في صنع الخازوق ، وكانت الدولة العثمانية تدفع المكافآت للجلاد الماهر الذي يستطيع أن يطيل عمر الضحية على الخازوق لأطول فترة ممكنة تصل إلى يوم كامل ، حيث يتم إدخال الخازوق من فتحة الشرج ليخرج من أعلى الكتف الأيمن دون أن يمس الأجزاء الحيوية من جسم الإنسان كالقلب والرئتين بأذى قد يودى بحياة “ المخوزق ” سريعا / نقل بتصرف من موقع خارج السرب ) . هذه هي ثقافة الخلافة العثمانية ، فالخلافة العثمانية لم تخلق حضارة معينة ، بل أوجدت حضارة خوازيق وقهر للبلدان التي تحتلها ، أضافة الى خوزقة شعبها المقهور .
سقوط الخلافة : ” بعد ستة قرون من الخلافة العثمانية المريرة ، سقطت الدولة العثمانيّة ، بعد الحرب العالميّة الأولى ، ونشط في هذه الفترة مصطفى كمال أتاتورك ، الذي عمد الى ، إنهاء الخلافة وإلغاء منصب السلطان ، وتمّ توقيع معاهدة لوزان ، وهي معاهدة بين تركيا الحديثة وريثة الدولة العثمانيّة والدول المُنتصرة في الحرب العالميّة الأولى ، وأعترفت بموجبها بسيطرة بريطانيا على قبرص ، وبسيطرة إيطاليا على دوديكانيسيا اليونانيّة ، كما تخلّت تركيا عن أيّ مطالب لها في المشرق العربيّ .. وفي عام 1924م انتهت الخلافة الإسلاميّة نهائياً في تركيا ، وانهارت الدولة العثمانيّة التي دامت أكثر من ستّة قرون .. / نقل بتصرف من موقع موضوع كوم ” . وبدأت دولة تركيا الحديثة ، بعهد أتاتورك ( ولد في 19 مايو 1881 – توفي 10 نوفمبر 1938 ) ، دولة علمانية ، بسيطرة عسكرية على الدولة ، وركن الدين جانبا ، الى أن برز دور ( رجب طيب أردوغان ) ، الذي يريد أن يرجع الخلافة العثمانية بأسلوب جمهوري ، مع أعادة الدين للواجهة ، وتقليل دور جنرالات العسكر ، وتركيز سلطته المطلقة ، ولكن لا يمكن لخلافة الظلم والقهر والتوحش والجواري والخصيان والخوازيق .. أن تستنسخ مرة أخرى في القرن 21 .