22 نوفمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

قراءة عن الصابئة المندائية في العراق

قراءة عن الصابئة المندائية في العراق

بمناسبة عيد الخليقة (البرونايا البيضاء) وايمانا” بتماسك اللحمة الوطنية وعلى خطئ قول الامام علي(اما اخا لك في الدين او نظير لك في الخلق) المرتكزات الاساسية التي تبنى عليها الانظمة الديمقراطية التي تؤمن بالحرية والتعددية وحقوق الانسان والاحترام المتبادل واحترام حرية الاديان والمعتقدلت ولاتلغي او تهمش الاخر وتحترم الاقليات وتحافظ عليها,وتحترام الهوية الوطنية الجامعة لكل العراقين والتي يتعامل معها الدستور بمسافة واحدة ,ويؤكد على عدم تهميش او اقصاء اي مكون ومصادرة حريتة او التشكيك بهويتة وانتمائة مادام يحمل الجنسية العراقية او له جذور في الوطن ولم يمنح الجنسية للاسباب سياسية اواسقطت عنه ,و طائفة الصابئة المندائية موضوع البحث جزء مهم من النسيج الاجتماعي ولهم جذورهم الممتدة منذ الاف السنين ومن اقدم الديانات ولازالت باقية بقاء الفراتين اللذان تربطهم علاقة قدسية قد تنفرد بها الطائفة عن الديانات الاخرى وهي التعميد بالماءالتي تدخل في التركيبة التعبدية وتحضى باحترام وقدسية من رجل الدين والعامي ومحط تقدير واحترام المجتمع,وهناك شواخص في بغداد والمحافظات على ضفاف النهر لممارسة هذه الطقوس, ولهم حضور اقتصادي فني مهني متميز وهم احد اهم اعمدة البناء الاقتصادي بتجارة الذهب بحكم امتهانهم (صياغة الذهب والفضة التي تعتبر تجارة رائجة ولايمكن لزواج ان يتم في اغلب مدن العراق الابزيارة احد هذه المتاجر,والتبضع منه لزينة وللادخار وحسب المثل الدارج في العراق( الذهب صاية وصرماية),كما ان الكثير من ابناء الطائفة اعلام في العلم والادب والفن والتربية والتعليم والرياضة وذكرتهم في التفصيل المبسط في المقالة السابقة, المندائيون متجذرين ومتداخلين ضمن نسيج اجتماعي مع جميع الديانات وخصوصا المسلمين بحيث لايمكن للاحد ان يفرق بين المندائي والمسلم في بغداد والمناطق الجنوبية لافي اللهجة ولافي الزي ولافي الشكل (فجا خوية ) تخرج بنفس الوزن والقافية حالها حال كثير من المفردات,بالاضافة الى وجود الكثير من التشابة في العادات والتقاليد الاجتماعية مع كل المكونات التي يتعايشون معهم في جميع المحافظات,وسمة الطائفة المسالمة البسيطة وسام تتوشح به على مر التاريخ ,واذكر ان احد الاصدقاء قال لي لم اعرف ان المرحوم الفنان ابن الفنان ستار جبار ونيسة صابئي الابعد وفاته ,وهذا يدل على مدى التشابك والاندماج بين مكونات المجتمع العراقي والامثال كثيره, ولايمكن معرفة العوائل المندائية الافي وقت الاعياد والمناسبات التي تحظئ باحترام وتقدير من كل المجتمع المثقف, في تسعينيات القرن الماضي بدات ملامح الحث على سفر الطائفة بسب معاناتهم من النظام السابق وبعد التغير وظهور بعض النزعات والتطرف الديني واستهداف الديانات الاخرى مثل المسيحيين والايزيدية والصابئة والفتنة الطائفية زداد السفر والهروب من العنف ولكنه اخذ سمة الهجرة الى البلاد العربية والاوربية التي تحمل في طياتها الغربة عن الوطن,من هنا بدات مشكلة الطائفة, الدكتور قيس مغشغش امين الرابطة المندائية في المانيا وخلال المقابلة التي نشرتها صحيفة الصباح وضع اصبعة على الجرح,كونة من ابناء الطائفة ويحس المعانات ومثقف يتحمل مسؤولية الكشف عن مكمن المعانات التي تعاني منها الطائفة ومن اولويات مهامه كمثقف واكاديمي معالجة الخلل الذي يكتنف المجتمع الذي هو جزء منه”ان مشكلة المندائيون في المهجر بداو من الصفر في التعريف بانفسهم ودياناتهم وكيانهم وتاريخهم” وان المسلم والمسيحي يذهب الى الجامع والكنيسة القائمين في بلدان المهجر فليس للمندائي وجود سابق ولابامكانه ان يؤسس المندى بيت العبادة الذي يجمعة وفقد اي فرصة لتجمع وان الانواء الجوية لاتساعدة في إجراء طقوسه وخاصة التعميد بالماء,والكارثة هي ان التشظي والفرقة في المهجر وصل الى حد العائلة الواحدة فتجد كل واحد منها في دولة ويبدا وقع هذه المعانات في المناسبات عندما تجد الديانات الاخرى تقوم بمراسيمها وانت لا, الاستهداف المباشر والغير المباشر لهذه الطائفة في بلدهم العراق والمهجر والخوف من ضمور الهوية الوطنية عند الاجيال القادمة وضياع ارث متجذر منذ الاف السنين في العراق بعد ان اوشر على وجود عشرة بالمئة من ابناء الطائفة فيه, تعتبر حالة خطرة ويجب الوقف على تداعياتها واسبابها ووضع الاليات التي تحد منها , المشكلة تتحملها كل الاطراف, اولهم مثقفو ورجال الدين الطائفة والحكومة العراقية والمجتمع كونها مسؤولية تضامنية والكل مطالب اليوم بايجاد حلول عاجلة لها,ونؤكد على الطبقة المثقفة كونها الشريحة التي يعقد عليها الرهان و التي تعول عليها الطائفة والمجتمع وتتحمل مسؤولية اصلاح الصدع وردم الهوة بين الوطن والمهجر وفتح قنوات عن طريق الاعلام والسفارات والضغط على الحكومة والمجتمع وتحميلهم مسؤولية الضياع لاسامح الله ونشر الوعي والاطمئنان والترغيب للعودة الى الوطن او زياراتة في المناسبات وغرس حب الوطن للاجيال التي ولدة في الغربة من اجل ديمومة الهوية, ,ولايمكن ان نقول بان الديمقراطية ارست بضلالها على العراق ونحن نرى ونسمع بان احد اهم واعز المكونات ايل الى الظمور والضياع في غياهيب الغربة بدون المندائيين لايمكن لديمقراطية ان تلبس حلتها في العراق ولايمكن لفرحة ان تتم, ولايمكن للابناء الرافدين الاصلاء ان ينسو اخوانهم الذين شاركوهم الزاد والماء,و الحلوة والمره ولايمكن لمندائيين ان ينسو العراق بلدهم وبلد ابائهم واجدادهم وتبقى رسائل حب الوطن ترسل على اجنحة الطيورومع النسيم مازال هناك قلب ينبض بحب الوطن ومادامت الدماء العراقية تجري في العروق فالعراق والمندائيين مثل الروح والجسد و وتبقى عيون الوطن تترقب عودت الاحباب والعيش بامان وسلام,وكل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الخليقة. 

أحدث المقالات