23 ديسمبر، 2024 9:03 ص

قراءة سريعة في الاستحواذ الايراني على العراق

قراءة سريعة في الاستحواذ الايراني على العراق

حققت إيران نجاحات ومكاسب إستراتيجية عظيمة قبيل وخلال وبعد الحرب ألأميركية البريطانية على العراق في عام 2003 (حرب ديمقراطية العراق) بالمشاركة المباشرة وغير المباشرة وأهمها التغلغل السياسي من خلال ألأحزاب الدينية (الصفوية)  وبعض القيادات العلمانية ذات الثقافة (الصفوية)  وبعض القيادات الكردية في الاتحاد الوطني الكردستاني ومن خلال الدعم المباشر لأعلى مرجعية دينية  في النجف (يحمل الكثير منهم الجنسية الايرانية) وسطوة  المليشيات (الصفوية) المسلحة المسندة بقوة من إيران في المؤسسات التنفيذية الامنية منها خاصة  ومشاركة غير محددة من الحرس الثوري والمخابرات الايرانية فتحققت الهيمنة على السياسة العراقية الجديدة بشكل مباشر والذي جعل أخطر مؤسسات حكومة السيد المالكي في قبضة الحكام المواليين لإيران و التي  دخلت العراق من أوسع ابوابه ، وابتلعت معظم موارد العراق ألاقتصادية ونزح الى العراق مئات الالوف من الاصول الايرانية ودخول الايرانيين للعراق بلا فيزا وتسهيل تنقلهم داخل العراق بدعم وتوجيه من السيد المالكي ، بعبارة موجزة ان ذكاء السياسة ألإيرانية مكنها من امتطاء صهوة ألأخطاء  وقصر النظر التي ميزت ألإدارة الاميركية فاستثمرت القدرات العسكرية ألأميركية والقدرات العسكرية المتحالفة معها  بشكل غير مباشر  لتحقيق أعظم المكتسبات وبأ بخس ألاثمان في العراق والمنطقة مع استعادة قدرتها كلاعب إقليمي جيد حجم المأزق ألأميركي في العراق بل ذهبت إيران ألى أبعد من ذلك لتجعل من القوات الاميركية في العراق  انذاك ما يشبه الرهينة الثمينة للانطلاق نحو أهداف أكبر منها كامتلاكها القدرات النووية لتحقيق توازن نووي بوسائط فعالة (الصواريخ البالستيقية –كصواريخ شاهين 3 ) مع أعظم حليف استراتيجي لأميركا ألا وهو إسرائيل ،لقد أصبحت الولايات المتحدة وأوربا بائستين في موضوع المشروع النووي الايراني وتمكنت ايران من ابتزازهما بالوقت الذي اصبح الخطاب السياسي ألإيراني اكثر حده وقوة من قبل وخاصة في وجود (محمود أحمدي نجاد)  الذي يحاول أن يظهر للعالم العربي والإسلامي حجم عضلاته وقوتها باستعادته لمفردات الصراع العربي الاسرائيلي  وهي (كذبة كبرى) ،القادة الايرانيون قد توصلوا في حساباتهم وتقديراتهم أن ايران تستطيع الوقوف ومواجهة الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها الولايات المتحدة وألا وربيون والعديد من الدول ألأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية كذلك لديهم الثقة بأنهم قادرين على الصمود في وجه العقوبات الدولية وأن لديهم من الصادرات ما يمكنهم من هزيمة العقوبات الدولية  ويثق الايرانيون بنجاح سياستهم في العراق لحجم المكتسبات التي حققوها هناك والنفوذ القوي الذي أصبحوا يمارسونه بحرية جيدة  ( الدين , السياسة , القوة الميدانية , ألاقتصاد ) , ألا انه لا يعني أن الطريق سيضل ممهدا أمام السياسة ألإيرانية وأنه ليس من السهل أن ترفع الولايات المتحدة الراية البيضاء أمامها غير أن ألإيرانيين يؤمنون بأن الامريكان  سيخضعون للواقع خاصة بعد ولاية ثانية للرئيس اوباما وأنهم سرعان ما سيصافحون اليد التي عجزوا عن كسرها بالوقت الذي اثروا في سياستهم ودعمهم إلا محدود لحكومة بشار الاسد بالتعاون مع اصدقائهم  في حكومة العراق ووجهوا القدرات الميدانية  لحزب الله في جنوب لبنان بما يخدم سياستهم لتحقيق أهدافهم التكتيكية والإستراتيجية ،  الاخفاق ألأميركي في العراق فرصة ذهبية لإيران الموضوعة على الاجندة الاميركية كدولة مارقة وقد استثمرته بذكاء ودهاء متميزين وإذا نظرنا الى حجم المكتسبات الايرانية لوجدناها عظيمة فقد ضمنت أمنها الوطني من تهديد خطير في المستقبل القريب واندفعت بثقة أكبر نحو تحقيق أهدافها القريبة والبعيدة فعلى المستوى الداخلي أصيب الاصلاحيين والعلمانيين بإحباط شديد مقابل تشدد ظاهر من جانب المحافظين الاصوليين مع زيادة نسبة من ثقة  الشعب الايراني بقيادته وما سينعكس على ألاقتصاد الايراني الذي (أمتص الكثير من قدرات وموارد العراق خاصة النفطية من سرقة واضحة لنفط حقل خانقين ومجنون وبعلم الحكومة العراقية بالإضافة الى حجم ألاستثمارات الايرانية الكبيرة في العراق ) وقد بلغ حجم مبيعات ايران للعراق من 30/6/2011 ولغاية 30/6/2012 بحدود (25) مليار دولار عدا الدعم المالي من قبل حكومة المالكي لحكومة ايران وما قضية البنك المركزي العراقي الاخيرة إلا جزء من فضيحة هذا العصر ( من خلال  مزاد بيع الدولار ودفع قسم من احتياطي العراق المالي لإيران والذي رفضه السيد الشبيبي ) امام انظار المجتمع الدولي اما حجم التبادل التجاري مع دول العالم الاخرى بلغ (57) مليار دولار حسب ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز يوم 28 ت1 من العام الجاري  ومن هنا  علا  صوت الخطاب السياسي الايراني ليعرض إقليميا القدرات الايرانية في لعب دور قيادي ومؤثر ينبغي على الاخرين عدم تجاهله, فظهور إيران كبرى كدولة نووية يعني الكثير من فسحة العمل متوازنة في الردع المباشر مع الحليف الاستراتيجي لأميركا (اسرائيل) علاوة على الفرق في المساحة الجغرافية والسكانية والموارد الاقتصادية ما بين الطرفين ، أن ظهور ايران كلاعب قوي يوحي بالثقة سيؤمن فرص للتعاون والتحالف مستقبلا مع الصين القطب الاسيوي المتنامي بسرعة وقوة بالإضافة الى حجم التعاون ألاقتصادي والتقني مع روسيا وكوريا الشمالية حاليا , أن استحواذ ايران على العراق بداية لوضع جغرافية سياسية جديدة لإقليم الشرق ألأوسط فيا ترى ما يجول في العقل السياسي الاميركي ؟ الذي بلاشك أصبح يدرك جيدا ما معنى هذا ألاستحواذ العملي الايراني على العراق.