22 ديسمبر، 2024 11:14 م

قراءة حداثوية .. في مفهوم ” اللوح المحفوظ ” و ” النص القرأني “

قراءة حداثوية .. في مفهوم ” اللوح المحفوظ ” و ” النص القرأني “

المقدمة : كان وما زال موضوع اللوح المحفوظ والنص القرأني ، يؤسس لأشكالية معقدة وحساسة بالوقت نفسه بالنسبة للباحثين والدارسين و المهتمين ، خاصة الذين ينهجون منهج البحث العلمي ، بحرية فكرية بعيدا عن العاطفة و الأنتماء الديني و المذهبي ، فهناك القليل من نهجوا هذا المنحى ، أمثال .. الراحل نصر حامد أبوزيد و شهيد الكلمة الحرة د.فرج فودة ود.سيد القمني والسيد أحمد القبانجي و أسلام البحيري ، وغيرهم من فرسان الرأي الحر و التفسير العقلي والحداثوي للنص . في هذا البحث المختصر ، أعرض قراءتي المتواضعة لهذا الموضوع ، وما وددت قوله بادئ بدأ أن رحيل أصحاب المذاهب الأربعة / الحنفي و المالكي و الشافعي و الحنبلي ، والمفسرين / بن جبير ومجاهد المكي وأبن عباس وشهر الأشعري .. ، و المحدثين / يحي القطان و بن معيان و البخاري و الأثرم .. ،و الفقهاء / السيوطي وأبن تيمية و بن العربي و الأوزاعي .. وغيرهم ، لا يعني أن التفسير و التحليل والأجتهاد و القراءات أنتهت لموت هؤلاء ، كما أن البحث العلمي لا يرتبط بجماعة معينة ، ولكنه حالة مستمرة لها صفة الديمومة ، ما زال هناك رجال وهناك تغييرات زمانية ومكانية لقراءة النص ، أن الرؤية الحداثوية للنص ليست حكرا لأهل وجمهور الفقه و الشريعة و التفسير وباقي رجالات الدين بما فيهم خريجي المؤسسات الدينية كالأزهر .. ، ولكن الأمر الأن أصبح أكثر شمولية ، ما دام الدارس أو الباحث يسلك منهج البحث العلمي ، وحتى من غير خريجي المدارس الدينية ، كالدكتور كامل النجار / وهو طبيب جراح وغيره .. الموضوع هو الأصعب و الأعقد ، وقد نهجت الأسلوب التالي لكي أصل الى قراءتي الخاصة ، حيث وزعت هذا البحث المختصر ألى خمسة محاور وهي كالتالي ، اللوح المحفوظ ، حادثة الأفك / جاءت في مجرى البحث كمثال ، أنتقادات حادثة الأفك ، تبرئة أم المؤمنين عائشة .. ثم قرائتي الحداثوية للموضوع .
المحور الأول / اللوح المحفوظ : في هذا المحور سأسرد ما جاء في القرأن و الحديث بما يخص اللوح المحفوظ / موضوعنا الرئيس ، وبعض الشروحات والتفاسير والوصف الواردة بصدده . فاللوح المحفوظ ، كتعريف ” هو مصطلح في العقيدة الإسلامية يدل ، بشكل عام ، على أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل أن يخلقهم وهو مستودعٌ لمشيئاته ” ، أي بمعنى أنه ” الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير الخلق قبل أن يخلقه ” . وفي القرأن ، قال الله تعالى : ( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب )[ الحج :70 ]، قال ابن عطية : هو اللوح المحفوظ . وقال تعالى : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) [الحديد: 22 ] ، قال القرطبي يعني اللوح المحفوظ. ظهر قول ” اللوح المحفوظ ” في القرأن الكريم بشكل مباشر في سورة البروج ، والتي ربطته بالقرأن الكريم نفسه . كما ظهر في أيات أخريات بشكل غير مباشر بتعابير مثل “الكتاب” و”الإمام المبين” و”أم الكتاب”. وتم تفسير المعنى الحقيقي للوح المحفوظ في الأحاديث النبوية وعن طريق مفسري القرأن والسنة . وهناك ملل أخرى فسرته بحسب معتقداتها . فسرت كل الأيات القرأنية التي تدل على اللوح المحفوظ ” على أنه هو أم الكتاب الذي عند الله تعالى المدوّن فيه كل شيء إذ أن الله وضع كل سنن ومجريات الحياة وما سيحدث في الكون منذ خلقه للكون وحتى نهايته وحفظها بشكل غير قابل للتغيير” . واختلف حول نوعية وشكل اللوح فمنهم من قال أنه لوح مكتوب ومنهم من قال أنه على جبهة اسرافيل ( و إسرافيل هو أحد الملائكة المقربين من الله عز وجل وهو الموكل بالنفخ في الصور (بوق) يوم القيامة لإعلان قيام الساعة ) . وأيضا أسرافيل يعرف بأنه ” هو حاجب الربّ ونافخ الأرواح في الأجساد و المبلّغ لأوامر الله لجبرئيل عليه السلام و هو الملك الموكّل بركن الحياة ، و له جهة و أجنحة عقلانية يطير بها في الجهات العقلية و يتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها ، وله جهة و أجنحة نفسانية يطير بها في الجهات النّفسية و يتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها ، و له جهة و أجنحة جسمانية يطير بها في الجهات الجسمية و يتبعه في تلك الجهات أعوانه المجانسون لها ، فهذه ثلاثة أركان لأسرافيل عليه السلام يتصرف بها كما أمره الله تعالى في العوالم الثلاثة : عالم الجبروت ، و عالم الملكوت ، و عالم الملك ، نقل من -www.ahlbayt.org/ar-ul ” . ومن الأحاديث النبوية التي ذكرت به اللوح المحفوظ مايلي ” وقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين – الطويل – وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” كان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء ، وكتب في الذكر كل شيء ، وخلق السموات والأرض “. قال الحافظ ابن
حجر أن المراد بالذكر هنا : هو اللوح المحفوظ . وعن ما يرويه النبى صلى الله عليه و سلم عن ربه و يسمى هذا الحديث عند العلماء حديثا قدسيا قوله “كَتَبَ” أي كتب وقوعها وكتب ثوابها ، فهي واقعة بقضاء الله وقدره المكتوب في اللوح المحفوظ ، وهي أيضاً مكتوب ثوابها . أما وقوعها : ففي اللوح المحفوظ . وأما ثوابها : فبما دل عليه الشرع . ” ثُمَ بَيَّنَ ذَلِك ” أي فصله .. / نقل بتصرف من شرح الشيخ بن العثيمين للحديث . وحول وصف و تفسير اللوح المحفوظ ، ذكرت كتب التفسير وغيرها آثاراً عن ابن عباس في وصفه منها أنه قال : اللوح من ياقوتة حمراء أعلاه معقود بالعرش وأسفله في حجر ملك ، كتابه نور ، وقلمه نور ينظر الله عز وجل فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء : يرفع وضيعاً ، ويضع رفيعاً يغني فقيراً ويفقر غنياً ، يحيي ويميت ويفعل ما يشاء لا إله إلاَّ هو . ومنها أنه قال : خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عامٍ فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق : اكتب علمي في خلقي ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة . ويقول أبن كثير ” أنه لوح من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه ياقوتة حمراء وقلمه نور وكلامه معقود بالعرش وأصله في حجر ملك. ” / نقلت بتصرف بعض فقرات و أفكار المحور الأول من موقعي / مركز الفتوى & الويكيبيديا ، مع أضافات الكاتب .
المحور الثاني / حادثة الأفك : أن عرض حادثة الأفك جاء على سبيل المثال وليس الحصر ، حيث أن من متطلبات البحث عرض واقعة محددة وجاء الأختيار عليها ، ولهذه الحادثة روايتان ، فحسب المذهب السني تروى كالأتي : ( اثناء عودة الرسول إلى المدينة من غزوة غزاها , تخلفت السيدة عائشة رضى الله عنها لمدة قليلة تبحث عن عقدها , و لما عادت القافلة رحلت السيدة عائشة رضى الله عنها دون أن يشعر الركب بتخلفها , و ظلت وحيدة حتى وجدها صفوان بن المعطل و أوصلها إلى منزلها , إلا أن حاسدات عائشة رضى الله عنها و أعداء النبى اختلقوا الإشاعات غير البريئة عن السيدة عائشة رضى الله عنها و أتهموها رضى الله عنها بالزنى , فتأذى النبى و هجرها و كان دائماً يسأل الأقرباء له و للسيدة عائشة عن ما حدث فيقولوا أنهم ما سمعوا عن عائشة رضى الله عنها إلا خيراً وإنها من المستحيل ان تفعل ذلك ابداً , و لكن الشك بدأ يزيد عند النبى و أخذ دائماً يسأل الله تعالى أن يبرأ السيدة عائشة , فذهب إلى السيدة عائشة فى بيت أبيها أبى بكر الصديق و قال لها : يا عائشة : إن كنتى قد اصبتى ما يقولون فتوبى إلى الله و استغفريه , فنظرت السيدة عائشة لأبيها ابى بكر و امها و قالت لهم : آلا تجيبان ؟ فقال لها ابى بكر : والله ما ندرى ما نقول , فقالت لهم السيدة عائشة : والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت ابداً , والله يعلم أنى بريئة , ووالله ما اقول اكثر مما قال أبو يوسف { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ). نقل بتصرف من موقع www.elahmad.com/rasoul/efk.htm . أما حسب المذهب الشيعي فلها مغزى وتفاصيل ليس لها علاقة بالرواية الأولى : ( .. وهي عدة روايات تدل على أن المرأة المقذوفة بالزنا هي مارية القبطية رضوان الله عليها، منها … / نقل من موقع الشيخ علي آل محسن ) … وحسب تفســير القمي قدس سره : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال : حدثنا عبد الله (محمد خ ل) بن بكير عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليهما السلام يقول : لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزناً شديداً فقالت عايشة : ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وأمره بقتله فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط وضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى علياً عليه السلام عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعاً ولم يفتح الباب فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبراً فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في أثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمى في الوتر أم أثبت ؟ قال فقال : لا بل أثبت ، فقال : والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذى يصرف عنا السوء .نقل من موقع / منتديات يا حسين . وفي هذا البحث سأعتمد الرواية الأولى دون الثانية لنزول أيات تبرئة / قرأنية ، أكثر بيانا بحق السيدة عائشة وليست بحق السيدة ماريا القبطية ، أضافة الى أنه كل المؤشرات تدل على أن المقصود بها هي عائشة وليست ماريا القبطية ، ولكن بالرغم من كل هذا سأترك الباب على مصراعيه للقارئ !! لأن مسار البحث سوف لا يتأثر
بأي المرأتين كان المقصود بها حادثة الأفك .. بالرغم من أن بعض المصادر تؤكد أن المقصود بحادثة الأفك هي عائشة ، وتبين أن قوله تعالى : ” إن الذين جاؤا بالافك ” إن العامة روت أنها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بني المصطلق من خزاعة ، وأما الخاصة فإنهم رووا أنها نزلت في مارية القبطية ، وما رمتها به عائشة : ملاحظة ::يقصدون بالعامة /أي أهل السنة ، والخاصة / أي الرافضة ، الرد عليهم :: مما يبطل هذه الفريه : أن حديث الإفك ونزول هذه الآيات كان في غزوة بني المصطلق سنة أربع أو خمس أو ست على أقوال وأرجحها أنه كان في سنة خمس ، وأن بعث المقوقس بمارية القبطية إلى رسول الله كان عام مكاتبة رسول الله ملوك الأرض سنة سبع أو ثمان أرجحهما أنه كان سنة ثمان وذلك بعد غزوة بني المصطلق التي حصل فيها القذف والتي سلف آنفاً تاريخها فنزول الآيات في براءة عائشة كان قبل مجيء مارية بحوالي ثلاث سنوات فكيف ينـزل في شأنها قرآن وهي في مصر على دين قومها وكيف حصل هذا القذف المزعوم وهي في بلادها من وراء السهوب والبحار ./ نقل بتصرف من موقع الدفاع عن الصحابة .
المحور الثالث / أنتقادات حادثة الافك : وسأسرد أنتقادا مهما في قرار الرسول محمد بهذه الحادثة ، حيث أنه لم يتعامل بأنصاف وعدل بين الحالتين ، فهناك انتقادات بخصوص أمر النبي بقتل مأبور القبطي في حادثة اتهامه بالزنا بمارية القبطية ؛ في حين أنه لم يأمر بقتل صفوان بن المعطل الخزرجي في قضية عائشة على الرغم من تشابه القصتين ؛ وكيف يأمر رسول الله بقتل مأبور القبطي دون أن يتحقق عنده ذلك الأمر لا بوحي ولا بعلم صحيح ولا ببينة ولا بإقرار ، وهذا يخالف ما تقرر في الشرع من وجوب التحري لاسيما في مثل هذه القضية الحساسة ؟ ثم كيف يأمر بقتله دون أن يسمع منه دفاعه عن نفسه ؟ وكيف يكون الحكم بالقتل ، والقضية متعلقة بالزنا ، وحد الزاني الرجم أو الجلد ؟ وقد أظهر الله تعالى براءته بعد ذلك بيقين لا شك فيه ، وكيف يأمر عليه السلام بقتله ولا يأمر بقتلها والأمر بينه وبينها مشترك ، ومن الأجوبة على هذه الشبهة ، ما أشار إليه أبو محمد بن حزم في ( الإيصال إلى فهم كتاب الخصال ) ، فانه قال : من ظن أنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتله حقيقة بغير بينة ولا إقرار فقد جهل ، وانما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أنه برئ مما نسب إليه ورمي به ، وان الذي ينسب إليه كذب ، فأراد صلى الله عليه وسلم إظهار الناس على براءته يوقفهم على ذلك مشاهدة ، فبعث عليا ومن معه فشاهدوه مجبوبا – أي مقطوع الذكر – فلم يمكنه قتله لبراءته مما نسب إليه ، وجعل هذا نظير قصة سليمان في حكمه بين المرأتين المختلفتين في الولد ، فطلب السكين ليشقه نصفين إلهاما ، ولظهور الحق ، وهذا حسن. / نقل بتصرف من الويكيبيديا مع أضافات للكاتب .
المحور الرابع / تبرئة السيدة عائشة : هناك عدة روايات مقترنة بأيات قرأنية بأحاديث نبوية بخصوص تبرئة السيدة عائشة منها التالي : و هنا نزل الوحى على النبى و أخبره ببراءة السيدة عائشة من هذة الحادثة الشنيعة و أنزل الله فى هذا الموقف قرآناً ، قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَخَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ سورة النــور ) و هنا تبشر الرسول و أبتسم و أخبر عائشة رضى الله عنها فقالت لها أمها : آلا تشكرى رسول الله ؟ فقالت لها السيدة عائشة رضى الله عنها : بل أشكر الله الذى برءنى و أنزل فى قرآنا يبرءنى من هذا الذنب العظيم . نقل بتصرف من / www.elahmad.com/rasoul/efk.htm . ومن الأحاديث التي تبرئ عائشة ( .. وقال الإمام أحمد : حدثنا هشيم ، أخبرنا عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : لما نزل عذري من السماء ، جاءني النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرني بذلك ، فقلت : نحمد الله لا نحمدك ../ نقل بتصرف من موقع المنتدى الأسلامي العام ) ، بعض المصادر .. تشير الى أن اتهام عائشة بالفاحشة هو اتهام للنبى محمد انه ليس نبى ، لأنَّه لو كان نبيًّا لأخبره ربُّه – عزَّ وجلَّ – بما تفعله زوجته ليطلِّقها ، ويتبرَّأ منها على أقلِّ تقدير، أوْ يَعْني أنَّ الله – سبحانه وتعالى – أخبر نبيَّه ، لكن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – آثر الإبقاء على عائشة رغم عِلْمه بما تفعله ، وهذا نوعٌ من الدَّياثة الملعونِ صاحِبُها . لو كانت عائشة فعلت الفاحشة فلماذا لم يطلقها النبى صلى الله عليه وسلم ؟ لم يطلقها النبى لأنها طاهرة وقد برائها الله فى القرأن والنبى يشهد على ذلك وبقيت زوجتة الى اخر لحظة فى حياته وتوفي ودفن فى بيتها ومات وهو فى حضنها . الله تعالى يقول ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) سورة النور . وهذا يؤكد طهارة عائشة فالنبى محمد لم يطلقها وجلس معها الى اخر لحظة فى حياته
فهو يشهد انها طاهرة ولو كان هناك شك فى اخلاقها لطلقها . كما أن اتهام عائشة بالفاحشة هو اتهام لله بأنه اختار أختيار خطأ فالذى اختار عائشة لتكون زوجة للنبى هو الله وقد ارسل الله جبريل للنبى محمد ليخبره ان عائشة زوجته فى الدنيا والاخرة وقد وصف الله زوجات النبى بأنهم امهات المسلمين ، ومن يصف أختيار الله بأنه خطا فقد كفر ومن يتهم عائشة بالفاحشة فقد كفر واتهم الله بأنه يختار اختيار خطأ . / نقل بتصرف من موقع -الدفاع عن السنة .
المحور الخامس / القراءة : 1.أن نص اللوح المحفوظ يثير أشكالية معقدة ، حيث ليس من المنطق و العقلانية ، وليس من حقيقة تعاقب التأريخ والتغييرات الزمكانية للوجود ، أن يكون لدى الله تعالى كتابا أو سجلا ، موثقا به الأعمال و الأقدار و الأفعال و الأحداث و الأرزاق .. لأكثر من 7.5 مليار فرد / عام 2015 ، ولو رجعنا لبدء الخليقة ولحد الأن / لكان الرقم لا نستطيع أن نقرأه ، كذلك أضف الى ذلك كتبا للحروب و المجاعات والفيضانات و الثورات و الأنقلابات و التحرير و الأمراض والبراكين .. ، وكتبا للخير و الشر والطيبة و الرحمة و الشفقة ، وكتبا للقتل و الصلب و الجلد و الرجم والحرق ..، وكتاب للموت و الحياة – كقوله تعالى ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ ) / فاطر 11 ، ليس علميا أن يكون كذلك كتب ، ولو قبلنا أيمانا بالكتاب الأخير ، فأننا سوف لا نقبل أو أن نتقبل الكتب الاخرى . نعم أن الله تعالى هو القادر الجبار العليم .. ولكن لا أرى علميا أن يكون كل شي مكتوب ومعلوم ومعروف منذ الأزل للبشر ! كما يقول العامة ” كل شئ مقدر ومكتوب ” / هذه المقولة أتت من هذا الفهم ، هذه القرأة الماضوية لمفردة اللوح المحفوظ وترابطها بالنص القرأني تعمل على تحجم العقل وتقوقعه وتحصره في دائرة مغلقة مظلمة ، ولا تعطيه نبضا حياتيا للخلق و النمو و التطور والأجتهاد ، وتجعله بالوقت نفسه مستسلما و أسيرا للقدرية !. 2 . أما حادثة الأفك ، فبها تداعيات كثيرة ، أولا ان الله تعالى رسم روايتين للحادثة ، الرواية السنية / المقصود بها عائشة و الرواية الشيعية / المقصود بها ماريا القبطية ، بالرغم من عدم وجود مذهبية في ذلك الوقت ، ثانيا ، ان الرسول شك بهما / عائشة و ماريا .. الى أخر الرواية ، وأرى أن شك الرسول بمحله ، لأن الرسول لا ينطق عن الهوى ، لأنه معصوم ، قال تعالى: ” وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ” النجم : 3-4 ، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: ( ولم يقل: « وما ينطق بالهوى »؛ لأن نفي نطقه عن الهوى أبلغ ؛ فإنه يتضمن أن نطقه لا يصدر عن هوى ، وإذا لم يصدر عن هوى فكيف ينطق به؟ فتضمن نفي الأمرين: نفي الهوى عن مصدر النطق ، ونفيه عن نفسه ، فنُطقه بالحق ، ومصدره الهدى والرشاد لا الغي والضلال ). [بدائع التفسير (4/672) / نقل بتصرف من موقع / منتدى التوحيد ، ثالثا ، لماذا لم يرجمهما الرسول / عائشة وماريا ، حيث ( أن حكم الرجم للحر المحصن ثابت بالقرآن والسنة والإجماع ، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال عمر: إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف .متفق عليه)./ نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى . رابعا ، لماذا لم يقتل الرسول الفاعل / صفوان بن المعطل و مأبور القبطي ، قبل علم الرسول كون مأبور القبطي مجبوب لا ذكر له ( .. روى ابن أبي خيثمة وابن السكن وغيرهما من حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه أن ابن مارية كان يتهم بها فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه اذهب فإن وجدته مارية فاضرب عنقه فأتاه علي فإذا هو في ركي يتبرد فيها فقال له علي اخرج فناوله فأخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف عنه علي ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول إنه مجبوب ماله ذكر وفي لفظ آخر أنه وجده في نخلة يجمع تمرا وهو ملفوف بخرقة رأى السيف ارتعد وسقطت الخرقة فإذا هو مجبوب لا ذكر له / نقل بتصرف من موقع ملتقى أهل الحديث ) ، خامسا ، كيف للرسول أن يصبر و أن ينتظر الى أن تنزل أيات التبرئة ! والكلام و اللغط منتشر في العشير ، سادسا ، ولكن من ناحية أخرى كيف يشك الرسول بعائشة والله أختارها له ، ( .. كما أن اتهام عائشة بالفاحشة هو اتهام لله بأنه اختار أختيار خطأ فالذى اختار عائشة لتكون زوجة للنبى هو الله وقد ارسل الله جبريل للنبى محمد ليخبره ان عائشة زوجته فى الدنيا والاخرة / نقل بتصرف من موقع – الدفاع عن السنة ) ، هذه كلها جزء من تساؤلات عديدة ، أيعقل أن الله تعالى كتب و سجل كل هذا في اللوح المحفوظ ، الأمر الذي أدخل الشك في نفس الرسول بداية ، ثم أراح له نفسه بتبرئته لعائشة ، وبعد البراءة .. ( أن تبشر الرسول و أبتسم و أخبر عائشة رضى الله عنها فقالت لها أمها : آلا تشكرى رسول الله ؟ فقالت لها
السيدة عائشة رضى الله عنها : بل أشكر الله الذى برءنى و أنزل فى قرآنا يبرءنى من هذا الذنب العظيم ./ نقل بتصرف من موقع www.elahmad.com/rasoul/efk.htm ) . وسؤالي و أستفساري هنا ، أتوجد كذا سجلات في السماوات تؤرشف وتوثق مستقبل ما سيحصل للخلق و العالم و الدنيا والكون و الوجود .. من أمور ووقائع و احداث ! .. أخيرا ، هو أن الله تعالى يطلع ” البعض ” على جزء من الغيبيات .. ( وأما الإطلاع على بعض غيب الله ، مما تضمنه اللوح المحفوظ ، فمن الممكن أن يحصل لمن يشاء الله تعالى من عباده فقد أطلع الأنبياء بطريق الوحي على كثير من المغيبات . كما حصل ويحصل لبعض عباد الله الصالحين عن طريق المكاشفات والإلهامات الإلهية .. / نقل بتصرف من موقع مركز الفتوى ) ، والتساؤل هنا كيف الرسول محمد ، المصطفى الامين و خاتم النبيين و المرسلين و أشرف خلق الله ، لم لم يطلعه الباري عز وجل على هكذا نوع من الغيبيات ، حتى يبعده من هكذا حال من الشك و الريبة و الظن !! ويثير من حوله ظنون العشير و القوم !! 3. ” من الممكن ” أني لم أبين بشكل واضح في بداية البحث ما المطلوب بيانه من هذا السرد ! وأرجأت الأمر للأخر ، لغرض الأطلاع على المحاور الأربعة أنفة الذكر ، وذلك من أجل وضع القارئ في حيرة و محنة خلال أطلاعه على البحث فقرة فقرة ، وجاء التوضيح مؤخرا على كل هذا الشك ! فهل أن النص القرأني و الأحاديث النبوية و كل الأفعال .. ، كانت في لوح محفوظ لدى الباري عز وجل ! والجواب : أولا ، لا أعتقد هذا لأن النص القرأني ، كغيره من النصوص ، هو ” صيغةُ الكلام الأصلية التي وردت من المؤلف / كائن من كان الله تعالى أو الرسول أو الوحي ، النَّصُّ : ما لا يحتملُ إِلاَّ معنّىً واحداً ، أَو لا يحتمل التأويل / أحيانا ؛ ومنه قولهم : لا اجتهادَ مع النصِّ ” ، ثانيا ، النص القرأني هو وصف بنيوي لواقعة معينة ، يجب التعامل معها كنص قائم بذاته ، ثالثا ، النص القرأني يخضع لتأريخية الزمان و المكان ، وليس من الممكن أن تكون نصوصه أستجابة للظروف الزمكانية لما قبل التأريخ / أي زمن توقيت كتابة اللوح المحفوظ ، رابعا ، النص القرأني جاء أستجابة لزمان ومكان الحدث ، والدليل مثلا حادثة الأفك وكل ما نزل بها من أيات ، أنها أستجابة لحالة معينة بزمن محدد وبمكان معلوم ، خامسا ، النص القرأني ، بمعنى أخر هو رد الفعل لفعل معين محدد ، سادسا ، لو كان النص القرأني في لوح محفوظ ، من المنطق أن نسأل بأي لغة كتب وبأي خط وضع وأين حفظ وكيف يصان ! سابعا ، وهل يحتاج القادر العليم الى لوح محفوظ ، و الأية تقول ( أنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس:82 ، لا يحتاج الله تعالى مرجع أوسجل أو كتاب لأنه قادر على كل شي ! ثامنا ، قراءة النصوص القرأنية / عدا الخاصة بالعقائد و أركان الأسلام وثوابت الدين ..، من الممكن أن تخضع في تفسيرها لتأريخية القراءة ، وليس دائما قراءة نصوص بداية الدعوة الأسلامية تتطابق مع القراءة الحالية لتلك النصوص ! خلاصة ، أن النص القرأني أو أي مفهوم أخر / كاللوح المحفوظ ، يجب أن يتبع في تفسيره على العقلانية ، التي يجب أن تكون معتمدة على الأستنتاج و الأستنباط ، وأن يكون المنطق هو المقياس للتفسير و المعرفة ، منتهجين نهجا علميا بدلا من المعايير الحسية و العاطفية ، كل هذا يجب أن يقترن بالقراءة الحداثوية للنص ، أخذين بنظر الأعتبار الظروف الزمانية و المكانية ، عدا ذلك نكون قد أنزلقنا في مستنقع وهم الأساطير والغيبيات .