23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

قراءة تحليلية لواقع العراق …. لا خلاص من تآمر اميركيا الا بالتحالف معها  -3 -2

قراءة تحليلية لواقع العراق …. لا خلاص من تآمر اميركيا الا بالتحالف معها  -3 -2

لا يخفى على احد ان القوى المؤثرة على المشهد العراقي وعلى القوى السياسية ، هما اللاعبان الاساسيان، اميركا وايران ، وتشير الوقائع منذ الاحتلال ولغاية يومنا هذا ان اميركا هي اللاعب الاقوى ,، فهي ان ارادت تثبيت العملية السياسية كان لها ذلك ، وان ارادت العكس فبأمكانها فعل ذلك ، فبمجرد الاشارة دون اوامر الى التابعين من انظمة المنطقة والاشخاص الفاعلين على الساحة العراقية يمكن وقف الاعاقات أو وضع العراقيل لبناء حكومة قوية قادرة على مسك الامن والبناء وأيقاف الفاسدين الذين اوغلوا في الفساد بمباركة سلطة الاحتلال وقتذاك  ثم استمروا غير ابهين بما يحدث للعراق ، وهنالك الكثير من الشواهد على ما نقول ، فعندما احست اميركا ان مغامرتها باحتلال العراق الذي كلفها الاف القتلى وعشرات الالاف من الجرحى ومئات الالاف من المليارات قد ذهبت هباءا منثورا ونصبت اشخاصا لم يخطر على بال احدا منهم ان يصل الى ما وصل اليه ، ثم يتنكرون لهذا المعروف كما تعتقد اميركا  ويجرون الاحتفالات الكرنفالية تحت مسمى طرد الاحتلال ، سيكون له عواقب وخيمة في الحسابات الاميركية التي تستثمر كل شيء بدءا من التصريح الكلامي وصولا الى الرصاصة والصاروخ البسيط ، لان يكون لهم مردود مادي بالاساس او مردودا معنوي على اقل تقدير وهذا اضعف الايمان ، فما بالك بتضحيات اشرنا اليها انفا دون مقابل ، حتى الاتفاقية الستراتيجية التي عقدت لحفظ ماء الوجه للاميركان بخروجهم المذل لم تعد ملزمة للاميركان اطلاقا ، فكان الرد الاول دخول داعش ، فلو احدا منا استذكر  الاحداث والتصريحات التي سبقت دخول الاخيرة واحتلالها ثلث مساحة العراق ، من اطراف اميركية او محلية او من الدول الجوار، لتيقن ان دخول داعش والتهامها ثلث مساحة العراق واستيلائها على معدات تبلغ اقيامها عشرات المليارات ، امرا مدبرا ورسالة متعددة الاغراض ولجميع اطراف العملية السياسية ولدول الجوار ، ولو لم يكن كذلك فقد كان بالامكان ايقافه طبقا لاستحقاقات الاتفاقية الستراتيجية  ، حيث الرصد الفضائي قائم على قدم وساق ، بل ان احدى الفضائيات الاميركية نقلا عن الاقمار الاميركية رصدت احد الدواعش في جزيرة الموصل وهو يمارس الرذيلة مع حمار ، فأن كانت ترصد مثل هكذا موقف ، كيف لم ترصد حشود غزاة العصر وهم يدخلون بارتال ترصدها العين المجردة ، الم تكن هذه رسالة استهزاء بالطبقة الحاكمة ، وان بامكان اللاعب الاكبر ان يعيق وان يبيد وان يدمر ، ان تم استفزازه ، وخروجه خالي الوفاض ، الم يكن جزءا من هذا الاستفزاز ، فيما احتل اشخاص موقع الحكم بتضحيات هذا اللاعب ، ما نقوله هنا ليس من باب نظرية المؤامرة ، لان كل الوقائع تشير الى ان الولايات المتحدة لا تتحرك الا بفعل حسابات دقيقة تصب في خدمة المصلحة الاميركية العليا ، ولا نذهب بعيدا ونزيد من الامثلة ما حدث يوم امس من قصف اميركي لثكنة عسكرية سورية كانت مهيأة بالتنسيق مع الروس لضرب داعش قرب دير الزور والذي اتى بعد يوم واحد من تصدي المقاومات الارضية السورية للطائرات الاسرائيلية واسقاط اثنين منهن حسب الرواية السورية ، هل كان فعلا خطأ غير مقصود كما ادعت قوات التحالف بقيادة اميركا ام كان اعاقة لجهد روسي سوري مشترك ،  تمكنت داعش في لحظات هذه الضربة من احتلال التلال القريبة من دير الزور ،     واميركا الان تعد العدة لاكبر حدث في العالم سوف تستنزف من خلاله اموال السعودية وما تحويه باطن اراضيها من النفط بحجة تعويضات احداث ايلول عام 2000 ، تماما كما فعلت مع صدام عندما امتلك العراق ما يمتلكه الخليج جميعا انذاك اثر تأميم النفط ، وادخلته في حروب ومتاهات انتهت ببلد صاحب اكبر مديونية ، لان في كلي الحالتين السعودية والعراق نأى الحاكم عن مصالح شعبه وارتمى عميلا من اجل مجد شخصي لا غير 
    اذن المكر الاميركي كبير وكبير وذا امتدادات واسعة تخشاه دول متقدمة ، حيث يفتك من غير سلاح ، فما بالك بأشباه الدول مثل العراق الجديد حيث لا وجود لاطر الدولة الحقيقية فيه ، حكومة اعضاءها ، بعضه يعمل بالضد من الاخر ، بل يتآمر عليه حتى لو كان الثمن رأس الشعب ، اننا لا نفتعل التهويل لغرض الترويج لعظمة اميركا وهذا هو واقع الحال ، ولا نحط من وضع الدولة العراقية وهذا هو ايضا واقع حال ، لكن رحم الله امرْءا عرف قدر نفسه وجنب ناسه الويلات ، فلم يعد بامكان الشعب الصبر على بلوى امتدت لعقود طويلة كان يتنقل فيها من سيء الى أسوأ ودماء ابناءه تنزف يوميا من غير انقطاع  وثرواته تهدر وارقام اليتامى والارامل تزداد حتى بلغت ارقاما يعجز عن تصورها العقل البشري السوي، في حين تعيش ثلة من السياسيين الذين اتت بهم الصدفة هم وعوائلهم برفاهية وترف شبيه بحياة سلاطين الروايات وقصص الخيال من اموال الشعب ، لقد مل شعبنا الحياة وصار لا يؤمن بعد ان روضته الحكومات المتعاقبة على مدى عقود على الذل والهوان وصل من الترويض وفقدان الامل مبلغا صار لا يبالي بما يدور من حوله من هدم وسفر نحو المجهول ، ولزاما على الجميع  من الذين لهم غيرة على شعبهم  ان يعمل جاهدا لان يوقف هذا التدهور وان يجنب شعبنا المزيد من الذل والهوان الذي لاقاه ويلاقيه الان  ، ولابد من وقفة حازمة لوقف التآمر على بلدنا سواءا كان اميركيا او غيره ، سيما ونحن لا نملك القوة القادرة على رد تلك المؤامرات ، بوضعنا الحالي المفتت وبوجود حكومة غير قادرة اصلا على مناقشة املاءات القوى الخارجية، بل وتنفيذها لهذه الاملاءات في صمت يشبه صمت اهل القبور ، ورحمه الله امرءا عرف قدر نفسه وجنب اهله السوء وكما فعلت دولا اخرى هي ليس بقادرة على درء اخطار تآمر الدول الكبرى عن شعوبها واضطرت  اما ان تساير الشر تجنيبا لضرر اكبر سيما وان الاحداث اثبتت ذلك او اللجوء الى اقامة علاقات ضمن لعبة تحقيق المصالح المشتركة ، وفي كلي الحالتين لا بد من وجود قيادة متزنة تضع مصلحة الشعب والبلد في اول اولوياتها وان تتخلى عن تحقيق المصالح الذاتية والمادية لانها ان ضمنت السلم الاهلي والتطور ستحفر في قلوب الملايين مكانتها وسيخلدهم التاريخ كما خلد زعماء اخرين ، يجيدون التفاوض ، بالتاكيد لن يكونوا من هذا الرعيل الحالي الحاكم الا من رحم ربي ، فجل هؤلاء لا يفهم فن السياسة ولا مباديء الاقتصاد ، ولا معنى السيادة الا بمفهمومها الغوغائي البعيد عن سعادة الشعب وتقدمه، كما اسلفنا اننا غير قادرين على اي فعل ناهيك عن رد الفعل ، واعتقد ان ايجاد معادلة او صيغة من التحالف مع اية قوة فاعلة ستنزوي بقية القوى في زويايا النسيان مع اقلمة اظافر مغذيها ، اما ايران ، والتي هي اقل وزنا من اميركا ، الا ان تاثيرها رغم انه لايجاري التأثير الاميركي ، لكن لها خصوصية فرضتها الطبيعة الاجتماعية والروابط المذهبية مع المكون الاكبر للمجتمع العراقي ، ولهاتين القوتين مصالح قومية لكل منهما ، فهي اما ان تدخل مجبرة ضمن لعبة التوازن هذه او انها ستقف بالضد وبالتالي ستفقد حلفاءها في الداخل لانهم بالتاكيد لن يقفوا بالضد من مصالح الشعب سواءا من باب الحرص او لمسايرة الوضع العام ،و لا ننكر ان هنالك دولا اخرى ايضا لها دورا مهما وتبحث عن مصالحها وعلى حساب مصلحة الشعب العراقي بحجة ادعاء الحرص على هذا المكون او ذاك ، وايا من هذه الدول لم يجد حراجة سابقا وحاليا لان يثير القلاقل هنا وهناك ان دعت الضرورة في تنافسه او صراعها مع اميركا سابقا او ما بين هذه الدول التي وجدت في الساحة العراقية ملعبا لتصفبة الحسابات فيما بينها وعلى حساب الدم العراقي ،
        صراع المصالح له مايبرره حيث تسعى الدول من خلاله للحفاظ على مصالح شعوبها وحماية امنها ، اما ان نجتر كلمات الاستنكار دون ان نفعل شيئا فهذه هي الامية السياسية بعينها ، لذلك نحن مدعوين لان نضع مصالحنا في ميزان المساومة ونكون طرف ثالث ضمن هذه المعادلة ، اي تحقيق مصلحتنا وضمان مصالح الاخربن على ان لا تتعارض مع مصالحنا الجوهرية ، لنجنب بلدنا الخراب ولنبدأ الاعمار والبناء بدلا من وقوفنا متفرجين ننتظر ما يفعله بنا الاخرين ، ربما لا يعرف البعض ان  بغداد كانت تقرر حكومات طهران وانقرة قبل ثورة تموز عام 1958  ، واليوم هذه العواصم وعواصم اخرى تقرر الحكومات العراقية لذلك كانت ولاداتها عسيرة وتأخذ وقتا طويلا  ،
     بالمختصر للتخلص من مؤامرات الاميركان لا يتم الا بالتحالف معهم ، هكذا هو واقع الامر ، فالقوة تفرض نفسها شئنا ام ابينا ، ولسنا بافضل من اليابان او المانيا او كوريا ودول اخرى ، الا اذا كانت لدى البعض قوة خفية لا يصرح بها ويخفيها عن شعبه ، والتحالف الذي نعنيه ان يكون وفق الرؤويا التي مر ذكرها سابقا وطرح كافة الملفات بدءا من ملف النفط والامن العراقي الذي تهدر تحت لواءه المليارات بين رواتب وصرفيات وهمية وما تمثله من عسكرة المجتمع والذي ادى ايضا الى اعطاء الجريمة المنظمة غطاءا من قبل بعض قوى الامن ومن كل المكونات ، مرورا بالحدود العراقية واطماع الجيران ، تقليم اظافر القوى السياسية واجبارها على احترام القانون والدستور الذي يجب ان يعدل قبل ذلك والاهم انهاء الحالة الشاذة للفدرالية التي لا تشيه اية فدرالية في العالم ، حيث ان الاقليم ياخذ ولا يعطي، له حقوق وليس عليه واجبات وفي ذلك اهانة لبقية المكونات تسهم الكتل في فرضها من خلالها مباركة ذلك ، فرض اتفاقية مائية منصفة مع دول الجوار ، كف اذى العرب اولا ومن ثم غيرهم ومنعهم من التدخل ،وغيرها من الملفات الساخنة الاخرى مثل اعادة الاموال المسروقة والتي لا تخفى على الاميركان اطلاقا من حيث المبالغ واسماء المستحوذين عليها  ،اعتقد عندما تتوفر مثل هذه الاجواء سيبدأ البناء ، لجميع هذا ثمن وبالتأكيد سيكون ثمنه جزءا يسيرا مما نفقده من اموال والاهم دماء بريئة وسعادة مسلوبة من العراقيين الذين يعيشون في بلد من المفترض ان يكون اغنى دول المنطقة ان لم نقل عالميا – يتبع