18 ديسمبر، 2024 8:18 م

قراءة تحليلية إستخبارية لفضيحة حسين الشهرستاني وزمرته‎

قراءة تحليلية إستخبارية لفضيحة حسين الشهرستاني وزمرته‎

يتابع العالم بحكوماته (ماعدا الحكومة العراقية) وشعوبه بشغف وترقب كل ماتداولته وسائل الإعلام عن فضيحة المسؤولين العراقيين عن القطاع النفطي مع شركات النفط العالمية الكبرى لكشف كل حقائق الرشاوى وحجم الفساد الذي غرق به المسؤولين العراقيين عبر سرقة أموال الشعب العراقي وثراءهم الفاحش على حساب إفقار الشعب وتجويعه .لو تتبعنا بدقة تفاصيل مانشرته التحقيقات العالمية من خلال إختراقها للإيميلات والمراسلات الخاصة بهذه الفضيحة بعيدا” عن جانب الفساد والمال لوجدناها عملية إستخبارية متقنة تمت عبر شبكة من العلاقات الدقيقة والمعقدة حيث أن الشركات التي تعاملت مع المسؤولين العراقيين لم تتعامل معهم بصورة مباشرة وإنما من خلال أشخاص وسطاء عبر شركة unaoil التي إتصلت بشكل مباشر مع الشركات الكبرى لضمان حصولهم على عقود نفطية في الحقول النفطية العراقية مقابل مبالغ مالية وتولى عملية إقناع المسؤولين العراقيين أشخاص تعاملوا معهم بشكل مباشر بإسلوب إستخباري عالي المستوى، إذ اعتمدوا في بداية الأمر مد خطوط التعارف والصداقة من خلال أشخاص على علاقة وطيدة بهم وهما باسل الجراح وأحمد الجبوري حيث إبتدأ الأمر بعملية إستشعار وجس النبض لمدى تقبل هؤلاء المسؤولين على التعامل معهم من خلال هدايا مالية وحفلات تقام لهم بالإضافة إلى شراء بعض الهدايا العينية لهم كالعطور والساعات والبدلات غالية الأثمان وملاحظة مدى تقبلهم للأمر وإرتياحهم لقبولها وهو مايسمى بعلم الإستخبار عمليات الإستدراج والتوريط من خلال إستغلال نقاط الضعف للأشخاص الذين يوضعون تحت الإختبار لفحص مدى جهوزيتهم للتعامل التام ومرونتهم في التنفيذ مقابل مبالغ مالية( وهي نقط ضعف كافة مسؤولي العراق بعد2003).لقد تعمدت شركة unaoil على حصر دائرة الإتصال بالمسؤولين العراقيين بشخصين فقط هما باسل الجراح وأحمد الجبوري، ونتسأل هنا لماذا كان المدعو أحمد الجبوري هو الشخص الوحيد المؤثر على حسين الشهرستاني بالذات وما هو السر في الأسباب والأدوات التي يمتلكها للتأثير عليه مما يجعله متأكدا” من قوة تأثيره في إتخاذ القرار ويتفق ويقبض مقدما”ملايين الدولارات ومن هو هذا الشخص وماهي طبيعة العلاقة التي تربطه بالشهرستاني ، وطالما تعدى الأمر في بداية عملية التوريط والإستدراج الهدايا المالية والعينية والحفلات إلى إهداء دواء الراحة النفسية والحياة الهانئة فإننا نجزم بأن الأمر لابد وأن يكون فيه أستخدام النساء لزيادة الإستدراج والتوريط ويستتبع ذلك عمليات توثيق وتسجيل لمثل هذه الليالي الحمراء التي كانت تقام لهم في فلل أو فنادق  دبي ولندن وروما (وبطبيعة الحال ربعنا ماشايفين وشافوا) .وبعد نجاح عمليات الإستدراج والتوريط إنتقل الأمر إلى التعامل المباشر وطلب الموافقات على العقود لصالح شركات معينة بذاتها مقابل مبالغ مالية ضخمة ومن خلال تتبع تفاصيل الإيميلات التي كشفت يلاحظ إستخدام شركة unaoil عملية تشفير المعلومات من خلال إطلاق أسماء ورموز مستعارة لكل المسؤولين العراقيين وكذلك عمدت إلى تشفير حجم المبالغ التي يتقاضونها بطريقة أمنية معقدة وهذا مايعكس أبعد وأقصى حالات الحيطة والحذر في العمل الإستخباري لضمان عدم كشف الشخصية الحقيقية لعملائهم وضمان سرية المبالغ التي يتقاضونها حتى في مراسلاتهم الداخلية مع الوسطاء أضف إلى ذلك أن جميع اللقاءات معهم كانت تتم خارج العراق في دبي ولندن وروما لضمان سرية العمل وعدم كشف شخصياتهم الحقيقية وعدم متابعتهم  وهذا هو العمل الإستخباري الدقيق والمدروس ،وإلا كيف نفسر قيام شركة لايتون وبناءا” على طلب باسل الجراح بشراء شقة في لندن لمصلحة ضياء جعفر الموسوي وتخصيص راتب شهري له بقيمة ستة الآف دولار بالرغم من كونه موظف رفيع المستوى في شركة نفط الجنوب ويتقاضى مبالغ مالية ضخمة من شركة unaoil مقابل تسهيل العقود للشركات النفطية ومنها شركة لايتون ، لايمكن تفسير مثل هكذا إيميل إلا أنه كان أبعد من كونه يقوم بتقديم تسهيلات لعقود نفطية إذ أنه يتقاضى مقابل هذه الخدمات بل إبتعد الأمر إلى تقديم معلومات غاية في الاهمية لايعلم بها إلا الله وهؤلاء المسؤولين الفاسدين الساقطين خلقيا”.ودعونا لانبتعد أكثر ونقرب المسافات لنقول إن  مدير شركة unaoil المدعو إحساني عطا هو إيراني الأصل أسس شركة نفطية في لندن عام 1991 وحسين الشهرستاني كان قد أنشأ مؤسسة Iraqi Refugee Aid Council  في لندن ولها فرع في طهران ومختصرها IRAC تحت غطاء مساعدة اللاجئين العراقيين، وبعد عام 2003 قام شقيق حسين الشهرستاني المدعو رضا الشهرستاني بتأسيس شركة إستشارية نفطية ومقرها الإمارات العربية المتحدة بأسم   Ideal research and consultancy  ومختصرها IRAC وهذا الإختصار مثبت في مراسلات شركة رضا الشهرستاني مستغلا” بذلك المناصب السيادية التي تولاها شقيقه حسين الشهرستاني في مجال النفط والطاقة في العراق لتسهيل إبرام الصفقات والعقود في هذا المجال، مما يثبت علاقة الشهرستاني المباشرة في عمليات الفساد مع الشركات النفطية الكبرى عبر شقيقه رضا الذي كان يشرف على إدارة اللقاءات وترتيباتها وهذا ماستكشفه التحقيقات اللاحقة في المستقبل القريب إن شاء الله، كما وستكشف التحقيقات عن علاقة حسين الشهرستاني بصفقات الفساد في شركة نفط الشمال مع بعض الشركات النفطية والتي انشأت لها فروعا”في اربيل ، ولانستبعد أن يكون حسين الشهرستاني هو من رشح بقية المسؤولين في وزارة النفط لشركة  unaoil للتعامل معهم وهذا مايبرر دفاعهم المستميت عن معلمهم حسين الشهرستاني بعد الإعلان عن التحقيقات .وليكن في علم حسين الشهرستاني وزمرته الفاسدة الساقطة بأن من فضحهم وكشفهم هي جهات مخابراتية عارفه وظالعة بصفقات الفساد التي أبرموها ومثلما ورطتهم جهات مخابراتية بالموضوع فقد فضحتهم جهات مخابراتية أخرى وهذا واضح جدا” من خلال تصريح الصحفي الاسترالي نيك ماكينزي الذي أعلن أنه وصلته رسالة مجهولة المصدر تعرض عليه معلومات عن فضيحة فساد عالمية تضم مسؤولين عراقيين وشركات عالمية لها مشاريع مترامية الأطراف في أقصى أرجاء الكرة الأرضية وبأسلوب أمني وإستخباري عالي المستوى طلب منه نشر إعلان خاص عن بيع عقار معين يعلن في صحيفة معينة وفي تاريخ معين وبأسم مستعار تم تحديده   لضمان السرية التامة في العمل وطلب منه الإنتقال إلى باريس للقاءه وتوالت اللقاءات معه بأسلوب مخابراتي بحت حتى تم تزويده بتفاصيل عمليات الفساد وكافة المراسلات الإلكترونية عبر مصادر معلوماتية متنوعة وأخضعت لعمليات الفحص والتحليل وتوزيع البيانات التي حصلوا عليها وبتحليلها الدقيق وفرز المعلومات تم التوصل الى النتائج التي أعلنت للعالم واستمرت مايزيد على ستة أشهر .وأنا على يقين بأن حسين الشهرستاني يعرف هذا الأسلوب الإستخباري الرفيع المستوى حق المعرفة ويعرف مدى جديته في التعامل مع العملاء ولديه باع طويل وخبرة تمتد إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضي يوم أن كان يدرس في باريس ضمن بعثة علماء عراقيين للحصول على شهادة الدكتوراه في العلوم النووية ويعرف كيف كانت تتحرك تلك الأجهزة الإستخبارية على العلماء العراقيين لتوريطهم واستدراجهم تمهيدا” لتجنيدهم ( وماخفي كان أعظم من أسرار عن تلك الحقبة من حياته وهل هو متورط أصلا” مع تلك الاجهزة الاستخبارية وخاصة الاسرائيلية والامريكية منذ تلك الفترة ولازال ينفذ ماهو مرسوم له من دور)  ومن ثم فترة التحول الثانية في حياته بعد هروبه من سجن أبو غريب إلى إيران عام 1991 وتعامله مع المخابرات الايرانية وفترة تحوله الاخيرة بعد مغادرته إيران إلى بريطانيا وأميركا وإتصاله بالمقبور أحمد الجلبي وسعيهما لدى وكالة (CIA) وتزويدها بمعلومات كاذبة عن العراق وبرنامجه النووي وأسلحة الدمار الشامل إذ أن الشعب العراقي لن ينسى أو يغفر له عمالته وخيانته يوم تعاون الشهرستاني مع أحمد الجلبي في إقناع الكونغرس بإصدار قانون الغزو الذي سمي (تحرير العراق) عام 1998 حيث أدلى بشهادته هناك بوصفه كان يعمل في البرنامج النووي العراقي وقال في حينه للكونغرس إن العراق يمتلك أسلحة نووية واخترع رواية إخفاء أسلحة الدمار الشامل في أنفاق تحت الأرض التي تلاقفها المجرم كولن باول واستند إليها في تقريره الذي عرضه أمام مجلس الامن لتبرير إحتلال العراق وتخريبه وبعد الاحتلال إعتذر كولن باول وقال انها معلومات مغلوطة شكلت نقطة سوداء في سجله السياسي .ختاما” نقول إن جميع المسؤولين العراقيين مابعد 2003 بسنتهم وشيعتهم وكردهم عملاء لأجهزة المخابرات العربية والعالمية وحتى البعض منهم كان عميلا ومصدرا”من مصادر جهاز المخابرات العراقي قبل عام 2003 يعرفون أنفسهم جيدا” وهم عملاء  فاسدون جاء بهم المحتل الأمريكي وأجهزة المخابرات العالمية لتخريب العراق ولعلنا بدأنا نشهد حاليا قيام تلك الأجهزة الإستخبارية العالمية بتصفية عملاؤها في العراق لإنتفاء الحاجة اليهم (مثل أكياس القمامة) ونشهد خلاص العراق منهم وفي مقدمتهم المقبور أحمد الجلبي الذي مات مسموما”، بل الأحرى أن تتم إحالتهم إلى القضاء العراقي لمحاكمتهم ليس عن الرشاوى والفساد المالي بل محاكمتهم عن جريمة الخيانة العظمى وتعمد تخريب العراق والإقتصاد الوطني العراقي.حفظ الله العراق وشعبه