23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

قراءة الافكار ومعرفتها

قراءة الافكار ومعرفتها

الفطنة او قراءة الافكار ،وفي احيان اخرى تسمى بتوارد الخواطر ، هي معرفة أو قراءة ما يجول من افكار في اذهان الاخرين ، والذي نريد ان نبحثه في مقالنا هذا هو كيفية حصول هذه المعرفة أو القراءة ؟! … يحكى أن عـضد الدولة بعث القاضي أبا بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم ، فلما وصل إلى مدينته عرف ملك الروم خبره ومكانته من العلم ، ففكر الملك في أمره وعلم أنه إذا دخل عليه لن يعمل كما يعمل رعيته بأن يدخلوا على الملك وهم ركوع بين يدي الملك .ـ ففكر بأن يوضع أمام الملك باب صـغير لا يمكن لأي شخص أن يدخل منه الا إذا كان راكـعا ليدخل القاضي منه راكعا أمام الملك .ـ فلما وصل القاضي إلى عند الملك ورأى الباب الصغير فطن بهذه الحيلة .ـ عندها أدار القاضي ظهره للباب وحنى ظهره ودخل من الباب وهو يمشي إلى خلفه ، وقد أسـتقبل الملك بدبره حتى صار بين يديه ثم رفع رأسـه وأدار وجـهه حيـنئذ للملك … نستطيع القول بأن القاضي قرأ فكر الملك من معطيات كانت لديه حول الملوك وهذا ما يعرف بالفطنة … اذن فقراءة الافكار تعتمد على ذكاء وفطنة الشخص نفسه ، والآن وجب ان نعرف كيف تتم معرفة الافكار ؟! حيث انها تحصل بين اناس لا يعرف بعضهم الاخر ولم يلتقوا ايضاً !! بمعنى أن قراءة الافكار ليست كمعرفتها فانما تكون الاولى من خلال معطيات وتأتي الاخرى بلا معطيات … هنالك قولان في طبيعة الانسان ، القول الاول : ان الانسان يتكون من جسم مادي وهو الجسم الذي نراه ذو الابعاد الثلاثة وآخر نوراني وهو الروح او النفس والذي لانعرف كنهه ولكن نعرف صفاته … اما القول الثاني فيقول : ان الانسان ذو طبيعة واحدة وما النفس او الروح سواء نتاجات لتفاعلات كيمائية داخل جسم الانسان … ان القول الاول جعل من الروح او النفس شئ غيبي وهو بذلك لم يخدم العلم بشئ في هذا الجانب ، ولكنه استطاع ان يضع حلا لموضوع مقالنا هذا وهو ان الروح تغادر البدن فهي غيره وتذهب الى مكان وزمان اخران لتاتي له بالغيب من المستقبل !! واما القول الثاني فيتبنى نظرية كيميائية فيزيائية ، حيث ترى هذه النظرية أن هناك تفاعلات كيميائية داخل خلايا الجهاز العصبي تنتج موجات كهرومغاطيسة ، فيكون في ذلك كل انسان لديه موجات كهرومغاطيسة تنبعث عن جسمه فاذا وجدت مستقبل قرأها وهو يظن انها من بنات افكاره ، ( ومن اراد ان يتوسع يستطيع العودة الى كتاب ” آلية انتاج الفكر” للباحث رائف امير اسماعيل ) . وعلى القول الثاني فلو تمكن العلماء والباحثين من انتاج الآت لبث موجات تحمل افكار متطورة الى مستقبِلين من ذوي الاطار الفكري المغلق والقائم على صفات وعادات سيئة وبذيئة لتحول المجتمع البشري الى يوتيبيا (المدينة الفاضلة) حقيقية وليست حلم ولتحققت تطلعات الفلاسفة القدماء وحلمهم الا وهو البلوغ بالانسان الى السعادة القصوى ….. اعتقد ان هذا اصبح قريباً وقريباً جداً (ان شاء الله ) ولكن على المجتمع البشري تطبيق الالزام والالتزام كما اوضحنا في مقالنا السابق وعلى الحكومات والمتحكمين في مصير المجتمعات ان يعوا هذا المعنى وان يكفوا عن استعباد الاخرين والنظر لهم على انهم اوباش ووحوش لا علاج لهم الا الاقصاء والقتل …..