23 ديسمبر، 2024 1:37 ص

قراءة، لما سوف ينتج عن لقاء اردوغان، بوتين

قراءة، لما سوف ينتج عن لقاء اردوغان، بوتين

يأتي اللقاء المرتقب غدا بين الرئيسين التركي، اردوغان والروسي، بوتين؛ على خلفية المعارك الاخيرة والغير مسبوقة بين الجيش السوري ومجاميع الارهاب والتى يقوم الجيش التركي بدعمها، بعد ان قام الاخير بتكثيف وجوده العسكري كما ونوعا في مناطق القتال بل قد دخل وتحت غطاء مجاميع الارهاب بالقتال الفعلي مع الجيش السوري المدعوم جويا واستخباراتيا من القوات الروسية. الجيش السوري حقق في القتال، تقدما كبيرا وفي مناطق ذات اهمية ستراتيجية، واخرها سراقب من قبضة الارهاب المدعوم من القوات التركية الغازية للارض السورية اصلا، بالاضافة الى محاصرة نقاط المراقبة التركية على الارض السورية. السؤالان المهمان هنا واللذان يطرحان نفسيهما علينا وبقوة؛ كيف يكون الحل او ما هي الصيغة التى سوف يتم التوافق عليها بين الجانبين التركي والروسي؟ وهنا لايفوتنا غياب صاحب العلاقة وهو النظام السوري او بعبارة اكثر ملائمة؛ بتجاوز في الاجتماع القادم، النظام السوري وأبعاده عن الحوار الذي يتناول قضية ارضه وشعبه؟! أما السؤال الثاني؛ هل يعمل الجانبان على التوصل الى صيغة توافقية، تلبي حاجتهما الى الهدنة وتسوية الاوضاع باخراج يفكك ويطفيء مشاعل النار في ادلب ولو الى حين؟ وللاجابة على السؤالين وبحزمة واحدة وبإختصار شديد، علينا ان نعرف ونفهم وبعيدا عن التمنيات او التهويل والتضخيم، بأن العلاقة بين الاتحاد الروسي وبين تركيا، هي علاقة متينة وذات حساب ستراتيجي لكلا الجانبين ومن غير الممكن التفريط بها ومن الجانبين؛ لذا سوف يسعى الاثنان الروسي والتركي بجهد جهيد الى ايجاد صغية مرضية للطرفين. أما تأجيج الحرب وزيادة فتيل اشتعالها، فهذا امر بعيد الاحتمال وبعيد جدا ان لم نقل غير ممكن وفي هذه الظروف الاقليمية والدولية وصراع التنافس بين القوى الدولية الكبرى. لكن ماهي الصغية وعلى اي الاسس وما هي المناطق التى سوف يتواجد عليها الاتراك الغزاة؛ ان بقاء نقاط المراقبة التركية في اماكن تواجدها الحالية والمحاصرة من قبل الجيش السوري، امر غير ممكن وبصورة مطلقة. عليه ماهو السبيل الذي يقود الى وقف النار والخروج بحل مرضي؛ نعتقد وربما نكون على خطأ وربما نكون على صواب في رؤيتنا هذه؛ سوف يتم الابقاء على تواجد الجيش السوري، تواجدا دائميا في ارضه وحماية شعبه من الارهاب وبعبارة اخرى او بوصف اخر؛ استمرار البقاء فوق الارض السورية المحررة من الارهاب والغزاة الاتراك، لحماتها من عودة الارهاب اليها و عودة الاحتلال التركي اليها مرة اخرى، مع نقل نقاط المراقبة التركية الى مناطق اخرى، قريبة من الحدود بما يحافظ على ماء وجه اردوغان، اي تقليص المساحة من محافظة ادلب التى تتواجد فيها، مجاميع الارهاب؛ جيش الشام، النصرة سابقا وكذلك ما يسمى بالجيش الوطني السوري( الجيش الحر..) مع احياء او العودة الى توافقات سوتشي بين تركيا اردوغان وايران وروسيا وبالذات وفي الاخراج والتنفيذ؛ تركيا وروسيا، والذي يعود فيها او العودة فيها، الى ان تتعهد تركيا مرة اخرى، في اخراج مجاميع الارهاب. تبقى هذه التوافقات، توافقات وقتية او حلول انية بإنتظار العمل على ايجاد حلول دائمية وهذا هو الامر الصعب في التحقق المستقبلي الذي يأخذ في الحضور، شكل الحاضر المستقبلي الذي يتمحور في مدى او قدرة او صدق تركيا اردوغان في الايفاء بما سوف تلتزم به مجددا، وفي مدى القدرة على انجاح التسوية السياسية، وهذه الاخيرة هي الاهم الاهم.