23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

قراءات الشارع العراقي للكاظمي

قراءات الشارع العراقي للكاظمي

ضياءالزركاني
الكاظمي خرج من رحم الاحزاب التي جاءت بسابقيه ، وبنفس ايديولوجية المحاصصة التي اعتادت عليها السلطات في تشكيل الحكومات السابقة،
لم يكن مرشح الشعب قطّ، وانما استخدم سياسة دغدغة مشاعر المتظاهرين ، من خلال نزوله لرغباتهم وتطلعاتهم ، والعمل على تحقيق جزء منها من خلال واقع او على شكل وعود،
ولربما عمل فسيفساء لتغييرات بيروقراطية لبعض مناصب الدولة المهمة ، من خلال استقطابه لناشطين واعلاميين ، سياسته ربما تكون ذكية نوعاً ما ، لذلك نلاحظ من خلال ظهوره في وسائل الاعلام يستعرض عضلاته ليتناغم مع تطلعات الشعب ، فهو يعلم جيدآ ان سايكولوجية الشعب العراقي يرغب القائد الشجاع ذو الخطاب الحاد، مستغلا هذا النفس العميق والشجاع لدى الشعب للخروج بصورة رجل المرحلة او المنقذ،
فولادة حكومة الكاظمي كانت ولادة عسيرة في خضم الواقع السياسي والاقتصادي والميداني المترهل ،ناهيك عن الاجندات الخارجية والدولة العميقة التي تتحكم بمفاصل الدولة المهمة ،وهو رجل استخبارات ويعلم جيداً هذه التدخلات ، فهو امام اختبار صعب وبنفس الوقت بيده العصا السحرية التي من خلالها يقلب السحر على الساحر ، او يبقى موظف بيد الدولتين المتناحرتين ( امريكا و ايران) من منها ينتصر قبل الاخر ليستحوذ على ما تبقى من خيرات البلد، فالاولى خلقت عدو للعراق متمثلة بداعش تحركه متى ما شاءت ،والثانية زرعت مليشيات تنامت عناصرها لولاء طهران بل وتعتبر نفسها القوة الكبرى في العراق قد تصل لحد عدم اعترافها حتى بالمؤسسة العسكرية والامنية،
اما الوضع الاقتصادي ، في ظل جائحة كورونا التي تزامنت مع حكومة الكاظمي التي استلمت خزينة فارغة وخاوية على حد قوله لاينسجم مع المنطق ، رافقتها نزول فضيع لاسعار النفط الذي يمثل ٩٥٪؜ من ميزانية الدولة التي عملت بنظام احادي الاقتصاد، فهل سينجح الكاظمي في ادامة التوازن الاقتصادي في هذه الظروف الصعبة؟ اعتقد انه سيسعى لتعزيز العلاقة بين واشنطن وبغداد وهذا ماصرح به باتصاله الهاتفي مع دونالد ترامب،
اما ما يخص الملف الأمني: فالكاظمي هو رجل دولة، فقد كان يمثل رأس الهرم في الاستخبارات العراقية ، يعلم جيداً التحديات التي تواجه هذا الملف واهمها المليشيات التي تمتلك سقف قانوني وسلاح مرخص وعجلات حديثة وسلطة محلية ودولية ، تقابلها النزاعات العشائرية والسلاح المنفلت ، وعصابات الخطف والتسليب والمخدرات مما يرافقها ضعف الاداء الامني وترهل القضاء الذي نراه مرة يجامله خوفاً ليحمي نفسه وتارة اخرى يرى ان لا دولة تحميه،
اذا :
هل الكاظمي يستطيع مواجهة ما ذكرناه آنفا ؟؟
هذا ماستثبته الايام،
وتوثقه كاميرات الاعلام،
وتبثه مواقع التواصل الاجتماعي
شخصياً :- اراه يسير على خطى قريبة للنجاة ، متفائلاً ان من خلاله لربما يصل العراق الى بر الامان لا سيما والانتخابات الديمقراطية القادمة ،حتمآ لو نجح في ادارة هذه المرحلة ينجح في الدورة الرئاسية القادمة …مجرد تكهنات