كأنها مخصصة لنا العراقيين حصراً في هذا الوقت العصيب!!طلب وَلَدٌ من أمهِ أنْ تلخص له خبرتها في الحياة والحكمة التي أخذتها منها ، فقالت له :” هل تقدر على الاستماع ؟ ” ، فقال لها : ” نعم”… فقالت:
بُنَي :إيّاك أنْ تتكلم في الناس والأشياء إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر ، وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أنْ تتهور!
وإيّاك والشائعة ، لا تُصدقْ كُلَّ ما يقال ولا نصف ما تبصر ، وإذا ابتلاك الله بعدو قاومه بالإحسان إليه ، فالاحسان اقوى من العداوة ، ادفع بالتي هي أحسـن
إذا أردت أنْ تكتشف صديقاً سافر معه ! ففي السفر ينكشف الإنسان ويذوب المظهر وينكشف المخبر ، ولماذا سُمي السفرُ سفراً ؟إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يُسفر
وإذا هاجمك الناس وأنت على حق فافرح ! لأنهم يقولون لك أنت ناجح ومؤثر ،ولا يُرمى إلا الشجر المثمر .
بُنَي .. عندما تنتقد أحداً،فبعين النحل تعوّد أنْ تبصر، ولا تنظر للناس بعين ذباب ، فتقع على ما هو مستقذر !
نَمْ باكراً يا بُنَي فالبركة في الرزق صباحاً ،وأخاف أنْ يفوتك رزق الرحمن لأنك تسهر .
وحينما يثق بك أحد ، فإياك ثم إياك أنْ تغدر .
سأذهب بك لعرين الأسد وسأعلمك أن الأسد لم يصبح مَلكاً للغابة لأنه يزأر ! ولكن لأنه عزيز النفس ،لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعاً يتضور، فلا تسرق جهد غيرك فتتجوّر !
سأذهب بك للحرباء ، حتى تشاهد بنفسك حيلتها ! فهي تلون جلدها بلون المكان ، لتعلم أنّ في البشر مثلها نسخ تتكرر .
تعود يا بُنَي أن تشكر،إشكر الله فيكفي أنك تمشي وتسمع وتبصر إشكر الله وإشكر الناسفالله يزيد الشاكرين ،والناس تحب الشخص الذيعندما تبذل له يقدر .
أعظم فضيلة في الحياة هي الصدق ،واعلم أنَ الكذبَ وإن نجا ،هو أرذل رذيلة .
بُنَيّ ..وفّر لنفسك بديلاً لأي شيء إستعد لأي أمر ، حتى لا تتوسل لنذل يذل ويحقر ، وأستفدْ من كل الفرص ، لأن الفرص التي تأتي الآن قد لا تتكرر.لا تتشكي ولا تتذمر ! أريدك مُتفائلاً مُقبلاً على الحياة ، اهربْ من اليائسين والمتشائمين ، وإياك أنْ تجلس مع رجل يتطير !
لا تتشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك ، وإياك أن تسخر من شكل أحد ، فالمرء لم يَخلق نفسه ! ففي سخريتك أنت في الحقيقة تسخر من صُنع الخالق عزَّ وجلَّ.