20 ديسمبر، 2024 3:00 م

قد لا يصبر الحليم طويلاً..

قد لا يصبر الحليم طويلاً..

الاجراءات الكثيرة المستعجلة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء بخصوص الاستجابة لمطالب المتظاهرين، من تشكيل لجان وزارية وسياسية، غايتها تحقيق المطالب المشروعة الدستورية، هي خطوة جيدة في الطريق الصحيح لا يمكن غض الطرف عنها او التهرب من حقيقتها، وان كانت ليست بالمستوى المطلوب من ناحية فترة سرعة التطبيق الذي سببه التسويف في بعض القضايا المهمة، ولكن مع ذلك نقول، قليل متوفر خير من عدم محض.
وفي هذا الصدد – المطالب المشروعة – كان بودي ان اسال الاخوة المكلفين بالعمل السياسي في التيار الصدري، ابتداءا من المرجعية السياسية المتمثلة بالاخوة الكرام في الهيئة السياسية، مرورا برئيس الكتلة السيد الاعرجي، عروجا على الاخ العزيز النائب الاول لرئيس مجلس النواب قصي السهيل، ومن ثم سيرا نمشي نحو الاخوة البرلمانيين والسادة الوزراء الصدريين، واقول لهم، اما حان الوقت لان تطالبوا بحقوقكم المشروعة كما طالب بها غيركم؟، ام انكم تنتظرون الشعب يقول قولته ويدلي بدوله نيابة عنكم؟..
فعلى سبيل المثال، ان دولة الرئيس الذي اعتقل اخوتكم المجاهدين المقاومين الشرفاء لا لشيء الا حبا بالاحتلال الامريكي وتزلفا له، وايضا اعتقل وتشفى وعذب كل شريف امتدت يده بفتوى من مرجعيته لاعداء المذهب من البعثيين والتكفيريين؟، يقوم باطلاق سراح السجناء زرافات بشكل قانوني او غير قانوني، هروبا من الضغوطات التي يمارسها عليه الطرف الاخر، مستثنيا فقط اخوتكم في العقيدة والجهاد والتوجه.
وليس هذا وحسب، بل قام عمدا باطلاق سراح البعض ممن تلطخت اياديهم بدماء الابرياء، بل وتوسط لهم عند الاحتلال، وجعلهم فيما بعد ميليشيا تعمل تحت تصرفه لتنفذ اجنداته المعروفة في تصفية معارضيه واحداث الفوضى والانشقاق داخل القوى الشريفة الوطنية النزيهة.
فاليس الاولى بكم ان تحدثوه وتخبروه عن السبب الذي يجعله يستمر باعتقال الشرفاء والمجاهدين والمقاومين؟!!..ويطلق سراح البعثيين وكبار اعضاء القيادة القطرية، والذي كان اخرهم المجرم سيف الدين المشهداني.
نحن لا نريد ان تتوسطوا للقتلة والمجرمين الذين ثبت اجرامهم بالدليل، الا من اعترف منهم بالاكراه تحت التعذيب والتهديد بنسائهم واعراضهم كما كان يفعل المجرم صدام مع نفس الكثير من الذين اعتقلتهم مرتزقة المالكي اليوم، وخصوصا في الديوانية وغيرها من المحافظات الاخرى، والذين ذهبوا جريرة جرائم عصابات الاجرام المعروفة في تلك المحافظات، من الذين اطلق سراحهم فيما بعد واصبحوا الاداة الضاربة للحزب الحاكم ورئيسه.
وليس هذا وحسب، انتم مطالبون ايضا بان تطالبوا باعادة المحاكمات جميعها، لان كل ما كان يجري كان تحت الضغط والتصفية السياسية، وبعد الاعادة من سيثبت اجرامه فعليه وزره، ومن ستثبت براءته فعلا مَ بقاءه الى الان؟..
اخبروه بالنيابة عن التوابين وطالبي الثار، اليس انت مختار العصر؟، فهل مختار العصر سجن اتباع ال علي؟، ام عذبهم؟ ام اغتصب نساءهم؟ ام هدم بيوتهم؟ ام نكل بهم؟ ام طردهم من وظائفهم؟ ام هجرهم؟ ام قطع ارزاقهم؟.
قولوا له، هل هذه افعال مختار العصر؟، ام هي افعال مختار امن؟.
اخبروه بالنايبة عنا، ان سكوت الحليم لايعني ضعفا، لانه حليم، وبامكان الحليم ان يفعل بارادته التي غرسها الله في روحه ما لم تستطع ان توقف ذلك الجبال الراسيات، فليتق الله ويلتفت ان هناك امهات تدعو عليه ليل نهار، وزوجات تطالب الله بالانتقام ممن ظلم ازواجهن، وان هناك اطفالا لم يروا ابائهم سنوات، وان هناك عوائل شهداء طالت يد الاعتقال ابناءهم، وان هناك مظلومين، ينظر الله لهم ولشفاههم حين تدعو، فليتق الله وليرجع الى رشده.
ولينظر المالكي بعين العطف الى اولئك الشرفاء كما ينظر بها الى ولده، وبناته، وزوجته، لان هناك اناس اصحاب عوائل، يحبونهم ويعطفون عليهم كما هو يعطف ويحب عائلته، فكما هو حريص وعطوف ومحب لعائلته، فايضا هناك بالمقابل من ينظر لعائلته كما ينظر هو، لان كلاكما بشر، لك عواطف ولهم عوطف.
هذا من جانب المعتقلين، اما الجوانب الاخرى التي هي بالنسبة لي اقل شانا من موضوع المعتقلين، وتتضمن التوزان في توزيع المناصب، لان المالكي اجهزعلى كل المناصب الثانوية، كالوكالات والادارات العامة، في اغلب مفاصل الدولة، وعليه يجب ان يعطي الحقوق المسلوبة من الاخرين، بما فيها حقوق كتلة الاحرار المشروعة، وكلامي هذا ليس فيه اي استجداء للعواطف منه او البحث عن امتيازات اضافية خارجة عن سياق الحق المشروع، بالعكس فكلا المطلبين هما مشروعين، ولن يكون له اي فضل في تحقيقهما، فهذا واجبه الشرعي والقانوني والدستوري، وهو الذي ارهق اسماعنا كل يوم بحديثه عن الدين والقانون والدستور.
وفي الختام، اقول لاخوتي السياسيين الصدريين، ان حاول البعض ممن باعوا مبداهم في تلك الحكومة للمالكي كوزير الزراعة ووزير الصحة وبعض النواب المنشقين، تزلفا له وطمعا بفتات عيش دنيء، سرعان ما خسروه باسرع ما يمكن، عليكم الاستفادة من تلك التجربة والالتفات الى ما صنع اولئك الخاسرون وماذا كانت نتيجة خيانتهم، فتكاتفوا وتلاحموا وتاخوا واتركوا المشاكل فيما بينكم، وطالبوا بحقوقكم المشروعة باعلى اصواتكم، ولا تترددوا ابدا، فما ضاع حق وراءه مطالب، فتحية لكم، ولعملكم الدؤوب، وشكرا لكم على كل ما قدمتموه وتقدموه، والشكر من الله لكم وليس من احد، وعذرا لكم ان اصابت احرفي بقسوة عطفها ارواحكم، ولكن هكذا علمنا ولينا ومرجعنا الصدر الشهيد، على ان نقول الحق ولو على انفسنا، وهذا نابع من حبي لكم وحرصي على ان لا يتعرض اي احد لعملكم وجهادكم في ميادين السياسة المتعبة المزعجة، لان التعرض لكم، هو تعرض لكل الصدريين، فالمؤمنون كالجسد الواحد، ان اشتكى منه عضو، تداعا له سائر الجسد بالسهر والحمى.

أحدث المقالات

أحدث المقالات