ظهرت النجف كما هو معلوم في أول ظهورها مدينة دينية من خلال اكتشاف مرقد أمير المؤمنين علي (ع ) فأكتسبت قداستها من قداسته، وكانت فيما سبق كما تذكر الروايات مدفناً لبعض الأنبياء منهم آدم ونوح وهود وصالح (ع)، ومما عزز مكانتها الدينية هو قيام الناس منذ إن اكتشف مرقد أمير المؤمنين علي (ع) بدفن موتاهم إلى جواره،
وبعد ذلك تأسست فيها الحوزة الدينية على يد مؤسسها الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رض) في سنة (٤٨٤ هج ) مع إن هناك إشارات واضحة لوجود فقهاء وعلماء في النجف حتى قبل مجيء الشيخ الطوسي.
وتحتل النجف اليوم المكانة العظيمة في نفوس المسلمين عامة وموالي أهل البيت خاصة ببركة وجود المرقد الطاهر لأمير المؤمنين (ع) و كذلك وجود الحوزة الدينية بمدارسها ومساجدها ومؤسساتها وأيضاً وجود مقر المرجعية العليا فضلاً عن مراجع الدين الآخرين،
ولايمكن لإحد اليوم مهما كان يستطيع إن ينفي قدسية النجف أويقلل من مكانتها العلمية أو يلغي طابعها الديني وهويتها الإسلامية.
وفي ضوء ذلك لا يمكن إن تُترك النجف بما تحمله من مجد وسؤدد وتأريخ وحضارة وقدسية وسمو لصيحات بعض المخنثين والفسقة من الشاب والمراهقين وبعض المتضامنين معهم الذين يريدون إن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متتم نوره ولو كرهوا إذ وقفوا ضد المطالبة بقانون( قدسية النجف) بحجج واهية واعذار لا تصمد أمام الواقع الذي تمثله النجف ماضياً وحاضراً.
وبما إن المكان بالمكين (المكان النجف والمكين هو أمير المؤمنين علي (ع ))،
لذا توجب على هؤلاء إن يفهموا جيدا من هو علي بن أبي طالب (ع) وما هو التوجه الذي يمثله وماهي وصاياه مبادئه وفي ضوء ذلك يحكمّوا عقولهم وضمائرهم، هل يجوز لهم التجاوز على صاحب هذا المكان الأول؟ والذي بوجود مرقده الشريف ظهرت النجف وأكتسبت كل تلك المكانة الدينية والتأريخية منه بما له من منزلةً ومكانةً عند الله وعند رسوله والمؤمنين،
لهذا نرى من الواجب إن ينهض جميع أبناء النجف وكذلك المؤسسات الدينية والمدنية بما فيها المجلس المحلي في المحافظة للمطالبة بتفعيل الفقره القانونية الواردة في قانون ديوان الوقف الشيعي رقم 57 لسنة 2012 والتي ورد فيها العباره التالية:
الماده 24 ثالثا :
(( المدن المقدسة لها حرمة لا يجوز انتهاكها باي فعل مخالف للأداب أوالأخلاق العامة ويحظر فيها ممارسة كل فعل فاضح مخل بالحياء))
وذلك لوضع حداً لتلك التخرصات والصيحات المنافية تماماً لواقع المدينة وتأريخها وطابعها الديني وهويتها الإسلامية.