22 نوفمبر، 2024 11:57 م
Search
Close this search box.

قدرنا—- العراق

فاجعة الاحتلال المفروضة على العراق كانت حربا امبريالية وصهيونية وصفوية. جندتْ فيها الرجعية العربية كل طاقاتها المالية والبشرية والدعائية والعسكرية لزعزعة اهم دعائم وركائز الوجود العربي الوطني وكينونته.اقيم فيه نظام هرم بمساندة بعض اصحاب اللحى المعشعش الغبارفيها والقرون الغابرة. وحكامه يطأطئون رؤوسهم العفنة وعباءاتهم وقيمهم واخلاقهم. جاءوا خارج السياقات فحملتهم المصادح للحكم.وافدين على العائلة السياسية العراقية المعروفة بوطنيتها وعروبتها ورمزيتها واصالتها وشجاعتها,نهلوا من الديموقراطية الدموية الامريكية في حين مات غيرهم من اجلها والدفاع عن سيادته واستقلاله ووحدته امام المد الخميني الصفوي.,وبرايمر المستحدث لنظام وصيغة الاقاليم المذهبية والاثنية لتنتقل عدواه لاقطار المنطقة مثل مرض الايبولا الذي اخذت اسمه من نهر بالكونغو حيث سجلت اول اصابة على ضفافه!!.الامريكان واوربا دعموا النظام الجديد رغم تعفنه وجهله وظلمه . وقالوا سنجعل منه واحة ونموذجا للديموقراطية بالشرق الاوسط الجديد!! فكان منارا
للفساد والاقتتال 
من اجل السلطة والاستئثار المذهبي.فصار الوطن سائبا ومهملا و الشعب يتصرف ويعيش بتنابذ وبغض وحقد واختفت فيه المساواة والعدالة .وتفشت المحسوبية والمنسوبية والتنافر. واصبح الدين والاحزاب والمليشيات والاتباع والحوزات والمريدين,مجرد صخبا ومظاهر فارغة يتنافسون لاظهار ولائهم المؤقت!! لآل البيت الاطهار (رضوان الله عليهم اجمعين) البريئين منهم ومن اعمالهم القذرة.فهم يقتلون ويختطفون ويعتقلون ويداهمون البيوت والمحلات ويقطعون الطرق ويضربون التظاهرات والاعتصامات الشعبية والاعتداء على الحرمات ثم يذهبون بمسيرات مليونية لزيارة الاماكن الدينية المقدسة!!. فالصراعات الدموية فيه سببها رفض حكومات الاحتلال المتعاقبة بالاقتناع بكونهم غير مرغوب فيهم كعملاء وخونة واراذل جاءوا خلف الدبابات الامريكية وغرباء عن تربة ومياه وهواء وطننا الغالي. و طراز من الجهلة والامعات تموقعوا بمؤسسات الدولة والقصور الرئاسية وبيوت ومساجد ومزارع ومكاتب اركان مؤسسات النظام الوطني الشرعي التحرري. واحزاب طائفية تقول مالا تفعل وتفعل مالا تقول. والمواطن العراقي يلعب دور المتفرج الناقم. ووزراء يطبقون سياسة الست الجارية فيحرمون مناطق من حقوقها ويقدمون الخيرات لاخرى. احترفوا الشعبوية للتباكي على الشعب وارهاق مسامعه بالاتهامات والاتهامات المتضادة.يقول الكاتب الليبي صادق النيهوم( ان قاموس العراقيين اكتسبوا فيه كلمات رنانة وفقدوا امانهم واستقرارهم وواقعهم المعيشي ودولتهم المتحررة والوطنية).
يقودون البلاد بالبهلوانية السياسية والديكتاتورية الفرعونية محتكرين السلطة والثروة والنفوذ بكل المجالات. واشاعوا الفساد والمفسدين والفاسدين لضرب اخلاق الامة وقيمها ونخر اقتصادها وتبديد ثرواتها وتشريد الضعفاء والتسبب بالامراض والمشاكل الاجتماعية .تغزل فوق المنسج القديم للخفاش الاسود المالكي.ودستور مأزوم طائفي تقسيمي ممنوح,وبرلمان يضم الكذابين والرداحين والمزورين واصحاب السوابق والامعات!!. والعراقيون تمزقوا وتشتتوا او حتى اصبحوا مثل اخواننا الفلسطينيين نزلاء المخيمات ومكاتب الهجرة والدولية ومنظمات الامم المتحدة الانسانية.احدى عشر عاما بطعم الصلب والرصاص وصرخات الجياع والسجناء والمعتقلين اللذين هم تحت رحمة من لا رحمة عنده, وارامل وايتام والمرضى وسوء الخدمات وخروقات امنية وانتهاكات جسيمة واحتجاجات حقوقية واتجار بالبشر وزمن الانتظار واللارهان.ولا يوجد فيه فضاء اعلامي بالمفهوم التنظيمي لانه قريب للسياسة الحكومية واعلامها. ينسجون خطابات الارتياح البليد او المقاربات الغارقة بالتفاؤل وشاشات طائفية عراقية تستضيف البهلوانات والاجواق والابواق والببغاوات القاتلة التافهة, لاتمتلك حتى ثقافة الضفدعة.ونفوذ صفوي لم يبقْ من هيبة العراق سوى العظم ,اللذين انكسرت ظهورهم بمحافظات العز والكرامة والتحرير والصمود. وتحركهم الاستراتيجي متجهين لغزو اليمن وبفضلهم ستنقسم الى( يمنيين) ثارا لما يجري وجرى لهم في العراق لاستخدامها كورقة ضغط على العرب .
لكنهم سيتمزقون يتضاريسها ويتشتت حلفائهم الحوثيون لكونهم يلعبون لعبة اكبر من حجمهم, ومن القات الذي يمضغونه للوصول لباب المندب مما سيهز اركان القوى الدولية والعربية المعنية بالامن الاستراتيجي. ولماذا السكوت الامريكي وعربان الخليج العربي عن تحركاتهم!!؟.اما الجيش الحكومي الطائفي الجديد المتساقط مثل اوراق الخريف دون ان يرف جفن لضباطهم الخزف اللذين لاذوار بالفرار من ساحات المعارك!!. فانه غير متماسك ولا عميق وليس له اطار عقائدي واحد بل مكون من موزائييك قبلي مذهبي لان واشنطن والكيان الصهيوني تريد انظمة عربية عميلة واهنة وواهية وجيوش مكدسة بالثكنات وطائرات ودبابات كغرف نوم!! .الثورة العراقية الشعبية وثوارها واحرارها ومقاومتها الباسلة ومجالسها السياسية والعسكرية ولجانها التعبوية يقاتلون من اجل وحدة وسيادة ارض العراق وشعبه وكرامته ,ضد الاقصاء والتهجير والترحيل.وذات ايديولوجية وطنية تحررية لايمكن اغلاقها او اعتقالها او قتلها وهم ضد الدستور الذي لايشبه وجوه العراقيين. يصنعون الحرية والتأريخ.فحين صمدت هاجموها وعندما صارت قوية, ذهلوا بصلابة رجالها وخططهم الاستراتيجية وتكتيكاتهم وصولاتهم العسكرية فاطلقوا عليها الدواعش!! فانها نور نستظل به لان فترة الكذب والدجل والرياء والاحتلال انتتهت بوجود الطوفان الشعبي التحرري العراقي. وخلقت وضعا مقلوبا فمن بيده القرار لا يحاسب,ومن لا قرار له يحاسبه الجميع.. لان جغرافية العراق مثل روحه الطاهرة لاتتجزأ ولا لاتتحطم .فنحن مثل اقلام التلوين سنحتاج لبعضنا البعض لنكمل اللوحة العراقية الزاهية بارضه ومياهه ومساجده وكنائسه ومعابده وشعرائه وادبائه ومفكريه وعلمائه ونخبته ومجده وابداعه وعنفوانه والقه الحضاري.علينا ان نبصر للغد بعيون الامس الجميل الزاهي. بغداد السلام باصرار ثوارها سيكتب لهم ولها النصر والفتح المبين.

أحدث المقالات