الأمة بحاجة لقدحة قائد , فهي متوثبة متوقدة مؤهلة للإبداع الحضاري الأصيل , فما جاء به المفكرون والفلاسفة ما نفعها , ولا وضع الأجيال على سكة نهوض معاصرة تستنفر طاقاتها وتطلق قدراتها.
الأمة إنبثق ما فيها عندما قدحها النبي القائد , الذي أكد وجودها الحضاري في ظرف عقدٍ من الزمان , فالقيادة الحقيقية العملية بدأت في المدينة , ولم تتجاوز العشرة سنوات , أما في مكة فكانت السنوات الثلاثة عشرة لإرساء دعائم البنى التحتية النفسية والروحية , للإنطلاق بالدين إلى آفاق التجلي المبارك بتفتح جوهر إرادة الأمة وما فيها من الرؤى والأفكار.
فالحقيقة الحضارية التي ربما نتغافلها , أن إرادة القيادة المحمدية أوجدت الأمة بطاقاتها الحضارية وكينونتها المعرفية والإنسانية , ولولا تلك القدحة القيادية الخالدة المطلقة , لما كان للدين دور مهم في تثويرها وتفجير ينابع عطائها الأصيل.
وما تعانية الأمة في العديد من دولها , يتصل بغياب القيادات القادرة على الإستثمار بطاقاتها وتحفيز قدرات الأجيال , وبسطها متفاعلة مع بعضها لبناء حاضرها ومستقبلها , مما تسبب بإندحارات يتقدمها التقهقر والسقوط في مستنقعات الغابرات وفقدان مهارات التعلم والإعتبار منها , مما تسبب بزعزعة ثقة الأجيال بنفسها , وبتنمية المشاعر السلبية والدونية في أعماقها , حتى تجدها وكأنها إرتضت بمصير الإذعان والإستسلام والإعتماد على الغير.
وبعض دول الأمة فازت بقيادات واعية متفاعلة مع الإرادة الوطنية , وقدمت إنجازات ذات قيمة معاصرة , وتدفقت فيها آليات النهوض والتواصل الحضاري مع ماضيها التليد , الذي إتخذته قوة إيجابية وطاقة تنويرية لحث القدرات الذاتية والموضوعية , لتحقيق ما تريده من التطلعات والأهداف العلية.
ولابد لدول الأمة أن تحتذي بقيادات بعضها , التي تمكنت من إستنهاض شعوبها وشد عزيمتهم وإنجاز المشاريع العملاقة الكفيلة بتأمين السعادة والأمن والأمان الوطني للشعب , الذي اخذ يتحسس قدرته على إنجاز ما يريد بالإعتماد على إمكانياته الوطنية التي تعززها قيادة راشدة.
تلك حقيقة ما يعوز الأمة , فعندما تتوفر فيها القيادة الصالحة القادحة لما فيها من القدرات , فأنها تكون وتقدم الأصيل من العطاءات المتنوعة , فهذه أمة أكون , وأمة رسالة حضارية إنسانية لا تنتهي!!
فهل من قائدٍ عزوم؟!!