22 ديسمبر، 2024 7:01 م

خرجت البارحة برفقة حبيبتي وزوجتي المستقبلية (فاطمة الزهراء) في نزهة إلى معرض بغداد الدولي فقد مر أكثر من شهر على أخر لقاء جمعنا سويتاً وقد أعجبني كثيراً جو الألفة والمحبة الذي تعيشه العائلات البغدادية وكذلك البضائع والمنتوجات التي تعرضها وتبيعها شركات الدول المشاركة فوجدت هناك اعمال النحت على الخشب من جمهورية مصر الشقيقة والنحت على الممر من جهورية باكستان وكذلك التقنيات الحديثة المعروضة من الشركات اليابانية والمانية وخصوصاً تلك التي تختص بالطاقة المستدامة وفي قمة البهجة التي كنت أعيشها بصحبة فاطمة خطف بصري صورة لشاب في مقتبل العمر يرتدي الزي العسكري فأصابني العجب ماتفعل تلك الصورة وهي لمن فألتفت إليها وأذا هو جناح الحشد الشعبي وعلى الرغم أني متأكد بعدم وجود معروض من معروضاتهم تكون هي ضالتي الأ أني مدرك فضلهم وفضل كافة الفصائل والتشكيلات علينا.
فهم من منحنا فرصة الحياة بعد ما أصاب العراق من هزيمة وأنكسار بسقوط مدينة الرماح الموصل وغيرها من المدن العراقية عام 2014 بيد عصابات داعش الأرهابية لقد أدمت تلك الحادثة قلوبنا جميعاً ولعمري هي أشد وقعنا من هزيمة 5 حزيران 1967 فقد أنهزمت الجيوش العربية أمام دولة تدعمها الأمبريالية العالمية عسكرياً ومالياً وأعلامناً أما المدن العراقية فقد سقطت بيد مجموعة من الحثالة والعصابات وقد أعادت أنجازات قواتنا الأمنية ثقة الأنسان العراقي بنفسه وأثبته كم هو طوع يد المرجعية المباركة وعليه رأيت من الواجب زيارة جناحهم وعند دوخولنا الجناح وجدنا مجسمات لمشروع أيصال الماء إلى نخلة العراق الشامخة محافظة البصر ولكن هناك مجموعة من الصناديق المزججة وبداخل كل صندوق مجموعة من الأغراض الشخصية فأقتربت من أحداهن ونضرت إليه فوجدت فيه مقنيات لأحد الشهداء وهي مثل قداحة, ناظور, هاتف جوال وعندها أصابني الفضول كيف تم الأحتفاظ بتلك المقنيات في خضم تلك المعارك الضارية فسألت المسؤول عن الجناح وقد أجاب بكل وضوح قائلآ : أننا نعني أهمية تجربتنا التي سوف يخلدها التاريخ وعليه الأحتفاظ بأثارهم أمانة.
لقد أستوقفتني تلك الحادثة فإذا كانت تلك الحاجيات والحفاظ عليها من الأهمية لترقي لدرجة الأمانة التي ذكرها الله تعالى في محكم كتابه الكريم ̋إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها وحملها الإنسان أنه كان ظلوماً جهولآ̏ وتتم المحافظة عليها رغم كل الصعوبات التي كانت تكتنف معركنا مع قوى الإرهاب مع بساطة الأمكانيات المتوفرة لذلك في حين تعجز مؤسسة عريقة مثل المصرف المركزي العراقي يمتد عمرها لأكثر من سبعون عاماً عن صون الأمانة والمحافظة على المال العام؟!
والسؤال الأهم أن الجهة التي فشلت في المحافظة على أموال العراق من الغرق هل تستطيع حمايته من السرقة؟! وكم هي الأموال المسروقة؟