هناك غضب أسير الصدر وانكسار بات ورمًا على الأنفاس وجرح ينزف دون صوت.
كل هذا مستتر خلف ابتسامة وربما عزلة واكتفاء بالذات، ولعل خلف الملابس المتسخه قصة. ويختبىء خلف الصراخ هم، وذبول العين بكاء دون دموع سببه الفقد والحزن.
من السهل ان نصدر الأحكام على النتائج الظاهرية ولكن تغيب عنا الأسباب والتفاصيل مما يجعلنا قساة وجلادين نجرم في حق الآخرين،
كما حصل مع الطفل تيدي، فقد كانت معلمته تنظر إليه نظرتها للطفل الكسول المهمل المتسخ وتقسو عليه بتوبيخها وتدوين الملاحظات على كراساته، وتكتب عليها راسب!
حتى اكتشفت بالصدفة حقيقة تيد بعد اطلاعها على ملفه خلال السنوات الماضية، فجميع معلميه يصفونه بالذكي والمجتهد إلى قبل عام واحد حيث كتب أحد المعلمين ملاحظة: تيد وحيد منعزل، مستواه متدنٍّ بعد أن فقد والدته.
بعد ان عرفت السبب ندمت على طريقة تعاملها مع تيد وقسوتها عليه، وغيرت من طريقة المعاملة حتى أنه قدم لها هدية متواضعة في عيد ميلادها مما جعل الطلاب يضحكون عليه، ولكن المعلمة أبدت سعادتها وسرورها بالهدية وأنها رائعة وتقبلت العقد وزجاجة العطر المستعملة. وعند الانصراف استقبلها تيد ليقول لها إن رائحتك مثل رائحة أمي. لقد كان ذلك العطر عطر أمه.
هذا الطفل الآن يرسل دعوة للمعلمة يقول فيها: إلى أمي معلمتي هذه دعوة لتخرجي من كلية الطب.
وهذا الطفل أصبح الطبيب تيد استودارد أشهر طبيب في العالم لعلاج السرطان.
فلا تفقد إنسانيتك عند إصدار الاحكام على الآخرين
فقد تصنع الكلمة نجاحًا وقد تنهي الكلمة مستقبلًا.
اختر كلماتك بعناية قد تكون رصاصة قاتلة..