23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

قتل علي استهداف للمشروع الإلهي

قتل علي استهداف للمشروع الإلهي

عندما ينطلق الذهن, بذكر حياة علي عليه السلام, يرتعد القلم! ترتجف الأيادي, فهو ليس بالشخصية السهلة, فمن الولادة الى الاستشهاد, طريق ما بين المعجزة والشجاعة والبلاغة, ما لا يدركه عقل انسان.
عن بعض الفضلاء, وقد سئل علي بن أبي طالب عليه السلام. عن فضائله, فقال : “ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب”.
كانت ولادة علي عليه السلام, في 13 من رجب, عام 23 قبل الهجرة, حيث جاء المخاض لأمهِ, في المسجد الحرام, لينشق جدار الكعبة بأمر إلهي, هو الوحيد منذ أن وجد البيت العتيق, ولم يذكر التأريخ, حادثة مماثلة.
أذكر ما هو أقل من قطرة في محيط, أو ذرة رمل من صحارى الأرض مجتمعة, فقد وصفه غير المسلمين, لتفهمهم بعض معاني شخصيته الفريدة, قال عالم الاجتماع البريطاني روبرت أوزبورن:”   حفظ الاسلام الحقيقي والذي نادى به النبي محمد علي يد علي بن ابي طالب”, فلماذا أنكر العرب ولايته بعد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام؟
جوابا على ما تقدم من سؤال, أجاب عليه عمر بن سعد بن أبي وقاص, أثناء واقعة كربلاء, حين سألهم الحسين عليه السلام ما معناه, لم تقاتلوني, وأنا لم أحرف قرآنا, وانتم تعلمون أن ليس على وجه الأرض, ابن بنت نبي غيري, فقال ابن سعد: “نقاتلك بغضاً لآبيك”, وقد زاد على ذلك, عند نزول الحسين عليه السلام, الى ساحة المعركة, بعد استشهاد أصحابه وولده وأبناءه وأخوته, “هذا ابن قتال العرب”.
إن رجوع العرب إلى الجاهلية, وعدم وجود الإرادة الحقيقية, لتفهم الرسالة المحمدية, ورسوخ المفاهيم القبلية, التي تربوا عليها, جعلتهم ينسون ثلاث وعشرون, من التعاليم الإنسانية, التي بَلَّغها رسول الرحمة, صلوات ربي عليه وآله, ليقتلوا العترة الطاهرة, حقدا على قتله رؤوس الشرك والكفر, مُنزلين الفرح والسعادة, على قلوب اليهود, فأصبحوا مثلهم حسب وصف القرآن الكريم” مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا, كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ, بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا…” سورة الجمعة آية 5.منذ ذلك الزمن, والعرب يعيشون الذل والهوان, ما بين الصهاينة, ويهود أمة محمد صلوات ربي عليه وآله, فقد أرادوا قتل الرسالة الإلهية, بقتلهم علي بن أبي طالب وولده عليهم السلام, وما علموا أنهم إنما قتلوا أنفسهم, فقد قال عز من قائل:” وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيء ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ” آل عمران144.
إن ما نمر به الآن, ما هو إلا امتداداً, لتلك الأفكار الجاهلية, حيث يتم القتل تحت كلمة التكبير, والقاتل والمقتول, يشهدان الشهادتين الاسلامية, ولا عجب فقد جرى القلم, وعاد الناس إلى الجاهلية, منذ أكثر من 1400 عام.
كان علي عليه السلام, يمثل الإيمان كله, حسب وصف النبي الكريم, لذلك السبب قُتِلَ من أجل القضاء على مشروع الإيمان.