الحسين عليه السلام الذي أثر أن يشرب الماء قبل فرسه العطشان, فهل طلبه الماء لطفله الرضيع كان فيه غاية لنفسه ,وهل الماء الذي يطلبه لطفل رضيع يكفي لرجل يحترق كبده من العطش لمدة ثلاث أيام؟.الطفولة هي أستمرار للقيام والثورة الحسينية, في حسابات المنحرفين والشاذين عن الأخلاق والدين, فبقتل الطفولة يقضون على كل مايمدها بالأستمرارية والنهضة الأبدية.
كنية الحسين عليه السلام, ابو عبدالله تدل على مدى عظمة ذلك الطفل الكبير في هيبة الصغير في عمره, الرضيع الذي رافقه في رحلة الجهاد في حياته, ومن ثم بين ذراعية بعد أستشهاده, ففي دلالة ورمزية تدل على العظمة والكمال رضيع الحسين يدفن في حضن أبيه, فقد كان أصغر شهيد في تلك الصحراء كربلاء في يوم عاشوراء, ولكنه في نظر حرملة وأبن سعد المجرمين جبل شامخ ومقاتل همام, يقاتل ويذود عن بيضة الأسلام وعن دين جده رسول الله, كان أكبر المقاتلين في عاشوراء.
جريمة الطفولة المذبوحة وقتل عبدالله الرضيع, اسقطت جميع الحجج والذرائع, في أن الحسين عليه السلام خارجي, فبهذه الجريمة النكراء, سقطة الدولة الأموية وقادتها في فخ كبيرنصبوه بأيدهم الملطخة بالدماء, فعدم قدرتهم على تبرير جريمتهم الكبرى بحق أهل البيت عليهم السلام كان منزلقهم الكبير, فكيف لهم أن يبرروا قتل الطفولة وذبح البراءة؟.
في عهد الجاهلية الأولى كان وأد الطفولة وقتلها, موجود لكن تلك الجريمة لم تكن بسلاح محدد ذي ثلاث شعب, ولم تكن في معركة يمنع عنك الماء أيام عدة, ولم تكن تحت أشعة الشمس, كانت عادة متجذرة في قلوب أسلافهم المتحجرة, وجاء دين الأسلام ليحمي الطفولة من القتل والذبح والأستغلال بكل أشكاله,ولكن يبدو ان الحقد على أزلة الشرك والأوثان وهدم أخر معاقلة المتمثلة بالبيت الأموي وقتل سادتهم رموز الشرك والشيطان, زاد من بغضهم للأسلام المحمدي فأرادوا عن يعبروا عن حقدهم بقتلهم الطفولة وذبحها.
يوم ما سينطق ويتكلم الضمير الأنساني ويذكر ويعلن الحداد لجريمة نكراء حدث في بداية التاريخ الحديث, هي جريمة أغتيال الطفولة والبراءة, وسيكون ذكرى قتل عبدالله الرضيع يوم للطفولة العالمي,يوم لأيقاف جميع أنواع التعسف والقهر والأستنغلال ضد البراءة, فسيكون يوم أستشهادك سيدي يوم تضاء فيه الشموع وتقرع الأجراس ويأذن في المساجد حي على حفظ الطفولة, حي على مؤسس يومها الذي كتبت بدمة وقلبه الصغير, ذلك هو عبدالله الرضيع.