23 ديسمبر، 2024 8:35 ص

لا خير في صلاة لا تأمر بالعدل والإحسان ولا تنهى عن الظلم والعدوان

لا خير في صلاة لا تأمر بالعدل والإحسان ولا تنهى عن الظلم والعدوان

تكمن أهمية الصلاة وأحد أسرار التركيز عليها والدعوة إليها في الشريعة الإسلاميّة، كونّها من أفضل الوسائل لبلوغ أفراد المجتمع المسلم التهذيب الفكري والأخلاقيّ والسموّ الروحيّ والمعنويّ، والصلاة المُربية والمُهذِبة والمثمرة ليست محض الحركات المعروفة التي يؤديها المصلي، ولا الصلاة الكسولة الجامدة الفارغة التي لا تبعث صاحبها نحو الحيوية والتفاعل والعطاء، ولا الصلاة التي لا تنهى صاحبها عن ارتكاب الظلم والعدوان، ولا تأمره بالعدل والإحسان والتعايش السلمي، فمثل هذه الصلاة لا تزيد صاحبها إلا بعدا من الله وهي لا قيمة لها ولا لكثرتها ولا لصاحبها شرعا،
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحج والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة، وعن الإمام علي عليه السلام : يا كميل ! ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق ، إنما الشأن أن تكون الصلاة فعلت بقلب نقي ، وعمل عند الله مرضي ، وخشوع سوي .
وإنما الصلاة التي جعلها الشارع عمود الدين ومقياس لقبول الأعمال كما ورد: إن قبلت قبل ما سواها من أعمال، هي الصلاة الحركية التنويرية الباعثة نحو الخير والمانعة عن الشر التي تجعل من صاحبها مصدرا للخير والبناء والعطاء والتعامل الإيجابي المنتج في علاقاته مع الآخرين على اختلاف انتماءاتهم ورافضا لكل مظاهر الظلم والظلام والشرور، وبهذا الصدد يقول الأستاذ الصرخي:
((عرفنا أن الشارع المقدس فرض علينا الصلاة وبين أنه يريد بها الصلاة الناهية عن الفحشاء والمنكر، والتي إن قبلت قبل ما سواها من أعمال ، وأنها معراج المؤمن، وتاركها فاسق ومنافق وكافر وليس بمسلم ، ومع هذا نجد الكثير من المصلين يجني على الصلاة ويضيعها ويفرغها من معناها الحقيقي الشمولي من التربية الإسلامية الرسالية ، وينحرف بها نحو المعاني الذاتية الشخصية المادية، فلا نرى ذلك المصلي آمرًا بالمعروف ولا ناهيًا عن المنكر ولا مهتمًا بأمور المسلمين بل يتعاون مع أهل الشرك والنفاق للإضرار بالإسلام والمسلمين من أجل أمر دنيوي تافه وزائل، ولا نراه متحليًا بأخلاق أهل البيت (عليهم السلام) بل يتحلى بأخلاق أعدائهم، والمؤسف جدًا إن كل واحد منهم يعتقد أنه قد طبق التعاليم الإسلامية الشرعية كالصلاة وغيرها بصورة صحيحة وتامة ومقبولة لكن الواقع خلاف هذا )).
وختاما نقول: لا خير في صلاة لا تأمر صاحبها بالعدل والإحسان، ولا تنهى عن الظلم والعدوان.