لا يخفى على أحد تاريخ هذه العشيرة العربية والتي تمتد جذورها التاريخية إلى ماقبل ظهور الإسلام في الجزيرة العربية .ولكل قبيلة صفات اشتهرت بها …ولقد اشتهرت قبيلة طي بكرم حاتمها وشجاعة حنشها وذكاء غازيها وحكمة صباحها…
نعم فالكل يقف منحي الرأس اجلالاً واحتراماً لكرم حاتم الطائي .وحتى نبينا الكريم ذكر ذلك عندما كانت سفانة بنت الفارس والشاعر والكريم حاتم الطائي من بين الأسرى الذين أسرهم علي بن ابي طالب في سرية طيء، فقدم بها على رسول الله
المدينة في سبايا من طيء، فأعطاها نفقة وكسوة وردها إلى مأمنها، وأشارت إلى أخيها عدي بن حاتم بالقدوم على رسول الله فاسلم على أثر تلك الواقعة والتي مضى عليها أكثر من ألف وأربعمائة سنة .انتقلت هذه القبيلة مع مرور الزمن إلى أماكن مختلفة وهناك كتب ومؤلفات كثيرة أشارت إلى هذه القبيلة وانا اختصرت في مقالتي هذه بعض الجوانب المهمة للتذكير بهذه القبيلة وامراءها في العهد الجديد ..فمازال قبيلة طيء منتشرة في كل بقاع الوطن العربي من مغربه الى شرقه ومن شماله إلى جنوبه …ولكن الإمارة لهذه القبيلة وحسب المعلومات التي تعتبر وثائق رسمية للتاريخ أن شخصية الشيخ حنش الهوار هو من المجددين والمتمسكين لعادات وتقاليد تلك القبيلة ..فلقد كان رجلاً شجاعاً لايهاب المنايا وصل صيته الى كل بقاع الوطن العربي وكان كريماً يقصده الناس لقضاء حوائجهم فبايعه كل ابناء قبيلته في شمال العراق وجنوبه وفي بعض الدول العربية على إمارة هذه القبيلة فاستحق لقب أمير طيء وكانت قرية الهويره التابعة حاليا لناحية الگوير هي المركز الرسمي لتلك الامارة ..استشهد الشيخ حنش الهوار في عام 1968 لتجدد المبايعة لابن أخيه غازي الذي حمل اسم عمه واستطاع أن يوحد القبيلة من خلال مد الأواصر بين أبناء القبيلة الواحدة وإقامة علاقات واسعة مع كل القبائل العربية الأخرى .واستطاع بذكاء إقامة علاقات واسعة مع الحكومات المتعاقبة واصبحت الدولة تحسب حساباتها عند اي موضوع عشائري لتأخذ الرأي والمشورة من الشيخ غازي الحنش وله تاريخ طويل يتشرف به كل أبناء القبائل العربية والكردية والشبكية لان الشيخ غازي كان رجل يجمع كل الناس على المحبة والخير. استشهد عام 2006 عند خروجه من أحد المساجد في مدينة الموصل ..
تولى الإمارة بعدها ابنه الأمير صباح غازي الحنش الذي تحمل مسؤولية كبيرة خاصة وأن مدينة الموصل قد انقطعت بها السبل بعد قيام المعارك العسكرية فيها ولابد من إعادة مجد وتوحيد القبيلة وبعد ماحدث من انقسامات طائفية بين أبناء الوطن الواحد …وبعد تحرير مدينة الموصل توجه الأمير صباح الحنش مع وجهاء وشيوخ من قبيلته الى أبناء عمومته في جنوب العراق الذين استقبلوه استقبالاً رسمياً يليق به كأمير لهذه القبيلة وقد ظهرت تلك الأخبار في كل القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية …أن صفات الشيخ صباح الحنش ومؤهلاته العلمية والاجتماعية ورغم تسلمه مشيخة القبيلة في عز شبابه إلا أن نظرته وذكاءه المتوارث من أسلافه استطاع أن يعيد توحيد القبيلة خاصةً في هذه الظروف العصيبة التي مزقت النسيج الاجتماعي في العراق…ولقد استطاع تجاوز كل الصعوبات والتحديات التي تواجه توحيد القبيلة فأعاد اللحمة الوطنية بين أبناء قبيلة طيء في وسط وجنوب العراق مع ابناء عمومتهم في شمال العراق ويعتبر أول شيخ اورئيس قبيلة استطاع القيام بذلك خاصةً وأن الفوضى والطائفية مازالت تنهش بالجسد العراقي بمسميات غريبة ودخيلة على الواقع العراقي….
فالف تحية وتقدير لكل هؤلاء الشخصيات الوطنية والذي كان همهم الاول والاخير توحيد الصف الوطني وبناء علاقات واسعة وطيبة مع كل القوميات والأقليات والقبائل في المجتمع العراقي .وفي عهدنا اليوم لابد لنا أن نتمجد نحن ابناء العشائر العراقية جميعاً بشخصية وحدت ولم تفرق وتميزت ببساطة النفس وهدوء المنطق ويحبه الناس جميعاً لبساطته وطيب اخلاقه أنه الأمير صباح غازي الحنش أمير قبيلة طيء ….