مضت سنوات طوال، ومؤسسة التحالف الوطني، تعيش أوهاماً عاجزة في مكاتبها الخاوية، ولا تستطيع لسوء الحظ أن تقطع مسافة العقل، لتتحدث بجرأة وصراحة وشجاعة، فالدعوة فيه عبارة عن أرواح تشم رائحة الدم، وتمتطي صهوة القانون تحت ظلام غيمة سوداء، مملوءة بغبار الساسة، تربعوا فيها على شموع عذراء، إحترقت بسبب الفساد والتآمر، فدعاة يرغبون بالتغيير لكنهم لا يؤمنون به مطلقاً، وكأني بالتحالف يقول:(لقد نفذ الزيت من المصباح، وها أنا أرى الحياة تفارقني، مفارقة الضوء لذلك المصباح)!
بائعو الحرية ينطلقون أيام الجمع، ولا يستقرون ولا يهدأون، يعشقون النزاعات، والإحترابات، والإعتصامات، والإحتجاجات، والإضرابات، والإستجوابات، والإستقالات، ولا يقفون عند حد معين، بأوقات يتهيأ العراق فيه، لتحرير أخر المدن المغتصبة (الموصل الحدباء)، وصافرات الإنذار تدق أسفينها في خاصرة التحالف الوطني، ماذا تفعلون؟ كيف كنتم؟ وبماذا أصبحتم، ألم تنتبهوا للزيت إنه سينفذ، فسُمنة المؤامرات قد بلغت حدها الأعلى، ولابد من معالجات لإنقاذ العراق، فالبلد على أعتاب مرحلة جديدة، سيتمخض عنها كثير من المفآجات، ولكل مقام مقال.
مأسسة التحالف الوطني، قضية طالب بها أبناء منهج الإعتدال والحكمة، فشقوا طريقهم بصعوبة، وسط تقلبات السياسة العنيفة، والجدل المستفيض حول زعامة التحالف، الذي كان في وقته ضعيفاً ممزقاً، وسط إصرار الإخوة الفرقاء، الذين أرادوا بفسادهم، أن يبدو التحالف الوطني كدولاب اليانصيب لا يستقر عند رقم، ليمحص كل أكاذيبهم ويصرخ بوجوههم ليقول: إنتبهوا للمصباح فالزيت عند آل الحكيم، بقيادته الشابة المعتدلة المقبولة، ومؤسسة بهذا الحجم تحتاج لهذه الصفات، التي تحمل هماً جمّعياً بإسم العراق دون تمييز.
بين دفاتر الحكيم كثير من المبادرات، والإنجازات، والمواثيق، التي لولاها لما إستطاع التحالف الوطني، الصمود أكثر من ذلك، فقد إستفذ الفاسدون، والفاشلون، والدعاة، كثيراً من زيت مصباح التحالف، وأنهكوا فتيله على حساب أصوات الدماء، ونبوءات الأبرياء، لذا لن تكون مهمة الحكيم سهلة، كما أنها ليست بالمستحيلة، لأنه سيعطينا دروساً في كيفية منح الفرصة، لكي يعيش هذا المصباح طويلاً مؤمناً، فقد نبغت له شؤون، بقي أن نقول:عندما تحضر إرادة الشباب وعزيمة الفقراء، فلا مجال بيننا للمستحيل.