بعد صدور قانون الاحزاب السياسيةرقم 36 لسنة 2015م حيث فصّل في بنوده وفقراته اليات تسجيل الاحزاب والمصادقة عليها. وافرد الفصل السادس وخصصه للتحالف والاندماج بين الاحزاب السياسية في المادة 29 اولا وثانيا تحدثت بشكل مقتضب عن الائتلافات ولم يكن هناك تفاصيل دقيقة اصدرت المفوضية نظام للائتلافات السياسية تُفَصل فيه كل اجراءات تسجيل الائتلافات ومرشحيها وبرنامجها وحلها … الخ. وفي كل الانتخابات السابقة كانت تظهر ائتلافات متعددة وستستمر حتى بعد صدور قانون الاحزاب ولكن الان يجب ان تكون وفق قانون الاحزاب الجديد وتعليمات دائرة الاحزاب . ونود ان نبين هنا بعض الفقرات للأحزاب قبل ائتلافها نوجزها بالاتي:-
تعريف الائتلاف
هو تحالف مؤقت بين حزبين او اكثر من الاحزاب السياسية للوصول او لتحقيق اهداف مشتركة في بلد معين وغالبًا ما تكون ذات النظم البرلمانية بسبب تعدد الاحزاب وتعذر الفوز بأغلبيه المقاعد دون ائتلافها لتشكيل حكومة.
لماذا نأتلف
1- أن افكارنا ورؤانا متقاربة وفي كثير منها مشتركة وقد تكون متطابقة.
2- ان يكون لنا برنامج مشترك للوصول الى الهدف المحدد .
3- ان المواطن يرغب بتوحيد المواقف او تقاربها لكون التحالف قادر على تطبيق البرنامج على ارض الواقع قد يصعب على الحزب الواحد تنفيذه.
4- وجود نظام انتخابي يحتم على الجميع التفكير في تشكيل ائتلاف.
5- وجود قواسم مشتركة كثيرة. وقد تكون معظلات كبيرة لا يمكن لحزب واحد تخطيها تستوجب الائتلاف.
اهداف الائتلاف
1- الحصول على كتلة سياسية كبيرة سواءً في البرلمان او مجالس المحافظات وهذه الكتلة قادرة على تحقيق اهداف الائتلاف وبرنامجه السياسي.
2- اختيار أفضل كفاءات الائتلاف لتنفيذ البرنامج وتحقيق الهدف.
3- لدى الاحزاب المؤتلفة اهداف مشتركة لا تتحقق الا بالائتلاف.
4- للحصول على مقاعد يعجز عنها الحزب الواحد حصولها في بعض الدوائر الانتخابية.
مقومات نجاح الائتلاف
•1- وجود ايدلوجية (افكار ومبادئ) متقاربة او مشتركة ممكن ترجمتها الى واقع من خلال البرنامج السياسي والانتخابي.
•2- أن يكون تحالف متكافئ ومستقر.
•3- ان الجميع يشعر بمخاطر تشتيت الاصوات وهدر المقاعد بسبب تعدد القوائم الانتخابية في بلد لا يسمح فيه نظام توزيع المقاعد على تعدد القوائم فقد لا تحصل على شيء يذكر او لا يمكنها تحقيق ما تصبوا اليه الاحزاب المؤتلفة.
•4- دراسة أسباب فشل الائتلافات السابقة لتجاوز الخلل ومعالجته. ففشل الاخرين لا يعني بالضرورة نجاح الائتلافات الجديدة. بل بتخطيطها ووضع العلاج الناجع لكل الإخفاقات السابقة.
•5- تجميع احتياجات المواطن وصياغتها لتكون ضمن برنامج الائتلاف السياسي.
•6- تفعيل مشاركة المواطنين في القرارات السياسية والتواصل المستمر معهم لتحويل ارائهم الى خيارات سياسية لتنفيذها أو ايصالها الى الحكومة.
•7- استقطاب المرشحين واختيار الكفء منهم وتأهيل المرشحين الفائزين اداريا وعلميا وسياسيا.
•8- اعداد نظام داخلي رصين فيه اليّة دقيقة وفقرات مفصلة لكل جزئيات الادارة والتنظيم والصلاحيات والعمل داخل الائتلاف وكذلك على مستوى الخطاب الاعلامي والسياسي واكثر دقة وتفصيل عن كيفية اتخاذ القرارات المهمة والمصيرية. وان فُصلَ ذلك سيحجم ممن يحاولوا الخروج عن هذا التجمع الجديد .
•9- رسم سياسة الائتلاف الداخلية والخارجية ( الاقليمية والدولية) بصورة واضحة كي لا يحيد عنها المؤسسون اولا والمؤيدون ثانيا.
10- بعد إقرار البرنامج السياسي يعقد الائتلاف مؤتمر يشارك فيه نخب اكاديمية ومختصين ليتم مناقشة البرنامج بشكل مستفيض والاخذ بآراء ومقترحات الحضور. وهذا يعزز موقع وتأثير هذا الائتلاف بحيث يشعر الجميع بانهم شاركوا بآرائهم في اعداد هذا البرنامج .
11-نشر ثقافة المواطنة والتعايش السلمي والحوار وقبول الاخر.
12-الراي العام العراقي يسوده التشاؤم من احزاب اتسمت بصبغة دينية وجاءت بعدها احزاب تدعي الوطنيةوائتلافات ادعت الوطنية وانتهجت وابتعدت عن الاحزاب الدينية واعطت شعارات براقة لكن معظمها اخفقت وفشلت. لذا يوجب دراسة هذه الظاهرة المهمة
وجمع كل اسباب الفشل لتقويمها وايجاد الحلول الناجعة لكل تلك الاخفاقات مع العلم بأن النجاح لا يقوم على فشل الاخرين بل على برنامج يحاكي الواقع ويعالج الاخطاء ويعتمد في تنفيذ برنامجه على شخصيات معتبرة لها باع في الوطنية والاخلاص والحنكة السياسية يجمعهم مشروع تحت خيمة الوطن ليصل بالمواطن الى بر الامان وشاطئ السلامة.
13- يجب أن يتفهم الجميع بانهم يخططوا لنجاح الكل وليس لجهة دون أخرى ونجاح المشروع وليس فقط نجاح رئيس الائتلاف او قادته او المرشحون.
14- قبل ان يفكر أي حزب بالائتلاف مع غيره يجب توحيد وتكاتف أعضاءه بمجمل القضايا السياسية والانتخابية والوطنية وغيرها حيث يجب ان يكون الطرف المفاوض لديه رؤيا للحزب موحدة يفاوض بها غيره من الاحزاب. اما تعدد الاراء وتباينها بين اعضاء الحزب سيؤدي الى ائتلاف ضعيف من اساسه وحتما سيتشضى بعد حين.
15- بعد الاتفاق على الاتلاف واقراره بصورة رسمية يجب ان تعقبه خطة توعية انتخابية مفصلة طويلة المدى يشارك فيها الجميع. مع العلم ان هناك نسبة عزوف تتجاوز نصف الناخبين عليه يجب ان تكون الخطة محكمة لرفع نسبة المشاركة بأعلى ما يمكن وزيادة المصوتين لهذا الائتلاف وكذلك تصحيح مسارات الاخرين في الاقتراعات السابقة.