22 ديسمبر، 2024 11:00 م

قبل أن تغلق أبواب المرجعية

قبل أن تغلق أبواب المرجعية

ألحق أباك, وأركب سفينة النجاة, ولا تأخذك العزة بالإثم, فلا عاصم اليوم من أمره, وقد جاءك مثل الذين من قبلك, إذ غرتهم الدنيا بغرورها, فأصبحوا على ما فعلوا نادمين, وما قولهم لك بأنا ناصروك, إلا حسدا من عند أنفسهم.
أبواب فتحت فالحذر من التسبب بإغلاقها, ونصيحة أبوية صادقة, طوبى لمن سار فيها.
أغلقت أبواب المرجعية الرشيدة بوجه الحكومة العراقية السابقة, لعدم التزام رئيس الحكومة السابقة بوصاياها المباركة, التي كانت تمثل أغلب الشعب العراقي, أصبح العراق منافسا على المركز الأول في الفساد العالمي, لم يخل يوما من أيامه إلا و أصبح يوما دامي, فاضحا عورة فساده بسقوط الموصل.
ليس من المعقول أن تخوض الحكومة الحالية, تجربة الفشل السالفة, ولكن الحذر من نزغ الشيطان, فشياطين الإنس قد أزعجتهم أبواب الرضا الأبوي, التي فتحت أمام الحكومة الجديدة, وهذه الانتصارات التي تكللت, أمام حلفاء الليل و أعداء النهار, وفضحت ما أثقلت من مضاجع الصفقات الفاسدة.
لكن؛ ما دامت هناك أذرع للإخطبوط, فلا أمان يرجى من تقربه إليك, سرعان ما يحكم قبضته, ويبث حبره المسموم, فلا صريخ يستصرخك, ولا عيون لرأفة أبوية تنظر إليك, فقد رسمت لك العقول الراجحة طريق نجاتك, و أمرت بالتغيير الجذري, أي قطع أذرع إخطبوط الفساد, حتى وأن كان من حزبك.
اليوم جميع العيون متجهة صوب رأس الحكومة, وفي الأمس وقبل أن يكون هذا الرأس رأسا للحكومة, لفقت له شتى التهم, كالتآمر, و الانقلاب السلمي, والتفرد في القرار عن الحزب, ليس لشيء, ولكن لأنه قال كلمة حق ضد سلطان جائر, و أبى أن يخالف الرأي الصائب لمرجعيته الرشيدة في التغيير.
تلك العيون بدأت تتقرب بتودد لشخص العبادي, بيد أنها مليئة بالحسد و الحقد عليه, منها ما قوبل بالرفض القاطع والصريح من قبل العبادي, كما حدث مع لسان البعث الناطق حنان, ومنها ما أهمل, ولكن لازال فيها من يقابل بغض البصر تارة, والمغازلة تارة أخرى.
كثيرة هي العيون الخائنة, وعلى العبادي ذر الرماد عليها, فكما غازلت سلفه وتمكنت من بلوغ مأربها, فهي تغازله اليوم بحجة قربها منه, فليس من العقل الإبقاء عليها, وقد تغازل غيرك, كما ليس من العقل الأمان منها ولا زالت تغازل غريمك, وما حدث في احتفالية الذكرى الثالثة للسيادة الوطنية خير برهان.
أبواب المرجعية لا زالت مفتوحة, وقد وجهت بالتغيير في جميع مفاصل الدولة, ولا زالت تراقب عن كثب, إلى ألان لم ينحى المدراء العامين الفاسدين عن مناصبهم, فهل تغلق أبواب الرحمة من جديد بسبب المحاباة الحزبية؟!
كلام قبل السلام: على رئيس الحكومة الحالي, بيان حسن النية, بقص أذرع الإخطبوط الفاسد قبل فوات الأوان, وقبل أن تغلق المرجعية أبوابها, فيسر عدوك, ويخيب ضنه بك صديقك, وتصبح طريدا آخر للمرجعية.