قبل ان تغادر كرسي السلطة والبيت الأبيض بودي أن أخرج عبارات من صدري حبستها منذ عام 2003 وهو العام الذي قدمت فيه جيوشكم لتغزو أرضنا تحت حجج وذرائع سخر منها الجميع وأولهم الشعب الأميركي ؛ وقبل ان أخرج كلامي الملئ بالصديد والجروح أود أن أبين لحضرتكم بأني رجل لا أعرف لغة الدبلوماسية ولا أجيد فنونها بأي شكل من الأشكال.. لذا إسمح لي أن أكون صريحا جدا وبغير مجاملة غبية ولكي يكون كلامي أكثر وضوحا لابد من التنويه على ما هو ضروري ؛ فانا يا سيد أوباما رجل عراقي عربي مسلم ، ولدت في هذا البلد وترعرعت فيه وسط مجتمع يعرف الحلال والحرام ويعرف حقوق الجار ويعطيه حقه بل يقدمه على نفسه وماله ، وهذه الصفة لاتتوفر فيكم – أقصد الزعماء تحديدا – لأنها لو كانت متوفرة لما أقدم سلفكم اللعين بوش الابن على ارتكاب أبشع جريمة عرفها التاريخ المعاصر ، تلك الجريمة التي أدت الى ضياع كل شئ جميل وحي في بلدنا الذي مزقته آلة الدمار الأميركي بل أتت على الأخضر واليابس حين جلبتم معكم التافهين وشذاذ الآفاق واللصوص والطائفيين ليتبوأوا مراكزا عليا في السلطة من خلال إنتخابات مزيفة مزورة لاتخفى عليكم أبدا .

سيد أوباما :

قل لي بربك : أتتمكن من النوم ليلا وأنت مرتاح البال والضمير ؟ أم أنك لاتعرف ضميرا من الأساس ؟ إن كان جوابكم بالإيجاب فإني أتحداك لو كنت تحمل ذرة منه ، والدليل هو ذلك الخراب والدمار اللذان حلا بالبلد منذ الساعة السوداء التي قدمت فيها جحافلكم لتعيث في الأرض فسادا وإفساداً .. فلعنة الله والملئكة والناس أجمعين على كل من إتخذ أو أصدر أو أيد أو ساند قرارا تسبب في موت الملايين من العراقيين وتحويل بلدهم من حالة زاهية الى أخرى لانحسد عليها . فهل كان ذلك لتحرير العراق من ( الاحتلال ) الصدامي ام بسبب البترول والثروات ، بلا شك أنه بسبب البترول وغير البترول ، ولو كان الامر كما تزعمون لِمَ سلمتم البلد الى عصابات قذرة تتربع على عرش الرذيلة من رؤوسها الى أخامص أقدامها ؟ وأظنكم تعرفون ما أعني بالضبط ! أتعلم – ياسيادة أوباما – هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها بأدب ! وكنت أتمنى أن أريك عجائب قلمي كي أضعك في مكان أكثر ملائمة ، ولكني سأضعك تحت الاختبار .. إختبار الضمير لتحكم أو ترد على رسالتي ، هذا لوكنت شجاعا أو تملك مثقال ذرة منها بعيدا عن صواريخ ( توما هوك ) وغيرها .. المهم أن تكون رجلا يتخذ القرارعلى الهواء مباشرة .. لتخبرنا بما فعل السفهاء سواء كانوا من داخل البلد أو من خارجه ؛ أتعلم سيد أوباما أن حكومة الولايات المتحدة ، وحسب المواثيق ، مسؤولة كل المسؤولية عن إعادة مادمرته آلة الحرب الأميركية ؟ فلماذ السكوت أذن ؛ أهو خوف من الفضيحة أم هناك ضغوطا صهيونية في هذا المجال ؟ فأن كان ردكم الاول اسمح لي ان أقول أن السياسة الأميركية ذات الكيل بمكيالين مفضوحة للقاصي والداني بل إن الطفل الصغير يعرفها أكثر مما يعرف امه ! وإن كان الرد هو الثاني ، فهذا أمر طبيعي كون ( اسرائيل ) هي البنت المدلـلـة لكم ، وهي الوحيدة المسموح لها بكل شئ ، ومن يعارضها لا يجد سوى الويل والثبور وذلك الفيتو يقف بالمرصاد لكل من ( تسول ) له نفسه التحرش بها أو لمس مؤخرتها بشكل عفوي !!..

ربما يقول البعض : ماهو دخل الرئيس أوباما بالموضوع ؟ الجواب بكل بساطة أنت الرئيس الحالي وتعرف جيدا الحالة التي وصل اليها البلد في كل مجالاته وآخرها التصدع الذي أصاب سد الموصل وما يحمله من كوارث تضاف الى تلك التي حصلت كنتيجة فعلية لأحتلالكم الغاشم والتسبب بهذه الفوضى التي تسود البلاد من أقصاها الى أقصاها . فكيف ستقابلون ربا لاتخفى عنه خافية ؟ وماذا ستقول لأحفادك من بعدك ؟ أقسم بالله أنك لاتملك جوابا !! .

ياسيد أوباما :

نظرا لما سببتموه في البلد ( فإن من بدأ المأساة ينهيها ) يتوجب عليكم القيام بما يأتي – هذا لو كنتم حقا تعرفون العدل والانصاف وتؤمنون بحقوق البشر :

1 أزاحة كل الوجوه الكالحة التي جلبتموها على ظهور الدبابات تحت مسميات المعارضة كونهم لصوص وعملاء للفرس والاتراك وغيرهم ولا يمتون للواقع العراقي بصلة .

2 العمل على إصلاح مادمرته ماكنة الحرب الاميركي للبنى التحتية والبشر .

3 تعويض المتضررين والذين أصيبوا بعاهات نتيجة القصف باعتدة محرمة دوليا .

4 ألإشراف – مع الأمم المتحدة – على إنتخابات نزيهة يستبعد منها الفئة الحاكمة حاليا بدون استثناء .

5 تقديم اللصوص من مزدوجي الجنسية وخاصة الأميركية للعدالة مع حجب الجنسية الثانية عنهم .

6 إحالة المجرم بوش الى المحكمة لينال جزاءه العادل بما إقترقت يداه وأيدي اتباعه مهما كانوا .

7 محاكمة الجنود الاميركان الذين سرقوا وبطشوا وانتهكوا الحرمات وعلى مقدمتهم بول بريمر .

8 إعادة الأراضي التي سلبها آل سعود وآل خامنائي وآل الصباح الى العراق ومحاكمة كل من سلمهم هذه الاراضي دون وجه حق وهم هوشيار زيباري ونوري المالكي وحسين الشهرستاني .

9 والأهم من كل هذا التشاور مع الوطنيين المستقلين لتشكيل حكومة تصريف أعمال لحين أجراء أنتخابات نزيهة بعيدة عن الحزبية والمحاصصة مع الأخذ بنظر الاعتبار هيكلة المفوضية الحالية للانتخابات كونها نتاجا لتلك الاحزاب الطائفية البغيضة .

10 مصادرة كل الاسلحة التي تقع خارج سيطرة الدولة وتقديم حامليها – مهما كانوا – الى العدالة .

وفي الختام أعرف أني أنفخ في قربة ( مخرومة ) وما هي إلا أحلام عصافير متهالكة ، ولكن عندي أمل بالله سبحانه أن ينفخ في صوركم فيحولكم إلى إنسان يفكر بالانسان وليس بماكنة بلهاء تنادي بحقوق الانسان كلما أرادت أن تضغط بإتجاه يخدم مصالحها ومصالح البنت المدللة ( اسرائيل )..

تقبلوا تحياتي وأرجو ان نسمع ردا شجاعا بعيدا عن الوعود والمجاملات اللتان لاتسمنان ولا تغنيان من جوع ..

( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ..