23 ديسمبر، 2024 12:42 ص

قبلات ومقبلات .. وأشياء أخريات .!

قبلات ومقبلات .. وأشياء أخريات .!

A \ إنفرَدَتْ بطرحها عنِ النساء .. أخذتني على إنزواء .. وسألتني بحياء , قالت : < أحِسُّ وكأنني اتحسّسُ ايضاً بوجودِ تشابهٍ صوتيٍّ متداخل في لفظ مفردتي < قُبُلات و مُقبّلات ! > , فإخبرني اذا ما من مغزىً مفترض وغير معلن وراء ذلك .؟ , ثمّ هل من علاقةٍ جدليةٍ مخفيةٍ ما في الربط بين تلكما المفردتين او الكلمتين .!

في النصفِ الأولِ من ردّي او إجابتي ذكرتُ : < إنَّ الحروفَ ذاتها مشتركة بين القبلات والمقبلات بأستثناء حرف الميم المضاف في الثانية وتشديد الباء ايضاً , ولعلّ هذا التشديد يمثّل الفرق والفاصل بين ما هو معنوي ” كالقبلات ” وبينَ ما هو عملي ” كالمقبلات ” مع الأخذِ بحسبان للإنسيابية اللفظية والصوتية المرنة في مفردة القبلات والمتشددة نسبياً في المقبلات .

سَحَبتُ نفساً طويلاً من سيجارتي مُجَيّراً إيّاه لأجزاءٍ من الثانيةِ ونيف لمزيدٍ من التأمل والتفكّر , وقلتُ لتلك الآنسة المستحية : < إنّ المقبلات بالطبع هي لتطييب اللسان والتأثير عليه لفتح الشهية بغية التشويق لإستقبال تناول ما يراد تناوله وبرغبة , بينما وبقدر تعلّق الأمر بالقُبُلات ” ولا نشير ولا نتطرّق هنا إذا ما كانت مشروعة او غير مشروعة , فالأمرُ هنا يرتبط بالتواصل العاطفي – الأنساني التجريدي ” , فعملية التقبيل وبالإندفاعات اللواتي تكمن خلفها , فهي نوع من اجراءات التمهيد السيكولوجي والفكري والعاطفي لتهيئة مجمل الأوضاع الفسلجية في الجسد ” حتى من دونِ قصد ” ! مما قد يغدو تمهيداً عفوياً وتلقائياً غيرَ مباشرٍ لإنجازِ منجزٍ اعظمُ واضخمُ من ذلك .!

لكنّي وجدتني فجأةً وكأنّي اصرخُ بصمتٍ مدوّي في وجه آنستي , قائلاً : < ومَنْ ذا الذي قال إنني لا امتلك هذه او تلك الدرجة من الحياء في الإسترسال اكثر فأكثر ! > , لكنّ الخلاصة المستخلصة أنّ كلتا القبلات والمقبلات تشكّلان من نواحٍ لفظية وصوتية + عملية وتنفيذية ما يساوي او يعادل

” قبول وإستلام واستسلام ” ايجابي بغية التحوّل والإنتقال التلقائي لما سيجري إنجازه داخل الجسد , عَضَّتْ الفتاة شفتيها او على شفتيها بخفّةٍ وبخِفّة دم وقالت باستحياءٍ : أنّ الفكرةَ وصلت مبكراً ولا تتطلّب إيضاحاً او وسائل إيضاحٍ اكثر .!

B \ تَنّورة وَ تَنّور .!

ما أنْ آثرتُ واوشكتُ على ترك ذلك المكان المنزوي , حتى مسكتني من يدي ذات الفتاة لا شعورياً , تزعم أنَّ تساؤلاً مقارباً انبثقَ عندها توّاً .! , وتطلب تفسيراً ولو بصيغةِ حدٍّ ادنى , ذكَرَتْ أنَّ ما يشغل رؤاها نفسياً وفكرياً هو تشابهٌ صوتيٌ نسبيّ في اللفظ والنطق بينَ ” التنّورة والتنّور ” , مع ادراكها المسبق لإستحالة وجود ايّ علاقةٍ ممكنة بين المفردتين , فهل من معنىً مفترض لهذا التقارب البعيد او التباعد القريب .؟

وقلتُ – فيما قلتْ – بغضّ النظر عن وجود تقارب نسبيٍ في عدد الحروف بين الكلمتين ” وبضمنها حرف النون المشدد ”

فأنَّ القاسم المشترك بينهما هو النّور ! وليست هنالك من دواعٍ تستدعي للإشارة عن النور المنبعث من التنّور , أمّا ما تحتَ التنورة وما تخفيه ورغم أنْ لا علاقة لي بذلك , لكنّ الأدباء يعتبرون تلك المنطقة المحرّمة نهاراً بأنها تشكّلُ نورا في الليل , ويعدُها العلماء العلميون نوراً غير مرئيٍّ قد تمثله الأشعة تحت الحمراء او البنفسجية وربما اشعة ” غاما ” .

وبرغم أنّي لا افقه في فقه الفيزياء كثيراً , إنما بمقدوري أن اضيف : – انّ التنّور يشكّلُ إطاراً لموضعٍ تنبعثُ منه حرارة ولا خلاف على ذلك , أمّا التنورة من الناحية المعنوية ومن زاوية الأدب العربي او العالمي فأنها تنجز ذات الدَور او اكثر . لكنَّ قطرات العرق كانت تتصبّب من وجه الفتاة كما زخّات الدوش والأمطار حياءً واستحياءً ” ولا حياءَ في العلم” , وأنا عرقتُ قليلاً ايضاً …