عبد الرزاق عبد الواحد شاعر مدح صدام حسين كثيرا. هذه حقيقة لاجدال فيها. وعبد الرزاق لم يعتذر عن مدحه, وهذه هي الاخرى حقيقة لامراء فيها. صدام حسين اغدق على عبد الواحد الكثير ومنحه من الالقاب ما حصر له ولا عد. وهذه ام الحقائق واخواتها. واذا كان من بين القاب ابي خالد شاعر ام المعارك والقادسية , فانه لو امتد العمر بحكم صدام لحاز ابوخالد القابا اخرى ربما من بينها شاعر”دكة رشيد عالي” ومعركة “سن الذبان” وحتى شاعر معركة “ذات الصواري” خصوصا وان صداما كان مولعا باعادة كتابة التاريخ العربي. مع ذلك فان الحكومة العراقية تعاملت مع صدام حسين بعد اعدامه بطريقة فيها الكثير من اخلاق الفرسان.
هذه الحكومة التي وصفها ادباء العراق ومثقفوه بانها “قندهارية” لانها “تجرأت” على اغلاق نادي الادباء الشهير لم تحكمها عقدة الماضي بكل صورها المؤلمة مع صدام حسين. فطبقا للوقائع المعروفة فان ما حصل ليلة التنفيذ هو ان طائرة هليوكوبتر نقلت جثمان صدام حسين من المقصلة الى القصر الجمهوري بامر من نوري المالكي رئيس الوزراء. وفي القصر كان شيخ عشيرة صدام حسين ينتظر قرارا بنقل جثمان احد افراد عشيرة البوناصر الى تكريت ليدفن هناك. وبامر من المالكي نفسه نقلته الطائرة نفسها مع الشيخ الى العوجة. ودفن هناك واقيم له مجلس عزاء لم تضع الحكومة فيتو على من يحضره ومن لايحضره.
وهاهو الان “قبر” صدام في تكريت يزوره الناس في المناسبات وتحيط به حتى باقات الورود . هذا ما كان من امر صدام الذي مدحه عبد الرزاق .. فما كان من امر عبد الرزاق من وجهة نظر قيادة اتحاد الادباء وكل جريرته انه مدح صدام؟ قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد ان طلب نائب في البرلمان بعودة الشاعر الكبير الى وطنه ليدفن فيه لانه في الايام الاخيرة من فراش المرض. هل هذا وقت اعادة النظر بشعر عبد الرزاق ومواقفه وهو يتنفس من انبوب ويتغذى عبر مغذي مربوط بالوريد؟ .
عبد الرزاق عبد الواحد لم يطلب العودة لكي يصبح رئيسا للجنة الثقافة والاعلام في البرلمان “حتة وحدة” ولا رئيسا لاتحاد الادباء “عدة حتات” ولا رئيسا او حتى عضوا في الامانة العامة لشبكة الاعلام العراقي او هيئة الاعلام والاتصالات او حتى انتزاع وزارة الثقافة من براثن محاصصة الكبار ومنحها ولو بالغلط للاخوة الصابئة المندائيين. كل مايتمناه هو ان يدفن في بلده فقط. تحية للحكومة التي لم تخشى “قبر” صدام حسين الذي يؤمه الزوار على مدار السنة بينما لا اجد تفسيرا لخشية اتحادنا من منع شاعر يريد قبرا في وطنه. سوف ننتظر طويلا حتى نعثر على شرطي امن درجة عاشرة يتجرأ على منع هتلر وموسيليني وديلاكروا وبيريا وابو طبر بل وحتى صدام حسين ان يسمح له بالدفن في بلده قبل ان ياخذ اذنا من .. الفريد سمعان او ابراهيم الخياط.