23 ديسمبر، 2024 1:33 ص

قانون” مريدي” الموحد.. وفقرات سبهان المكَرود ..!

قانون” مريدي” الموحد.. وفقرات سبهان المكَرود ..!

أربعون عاماً، وسبهان واضعُ على كاهله رُكام الحياة القاسية؛ لينتهي بهِ المطاف في درج النسيان؛ يتطلع الى الوطن بعينيه الذائبتين حزناً ، والأخير تركه في وادٍ يصارع الموت بِجسدٍ مُنهك.. يقف أمام أريكتهِ الحكومية بشغفِ الجلوس؛ بعد إن شغلها غيره.
لسخرية القدر؛ وقف سبهان على حواف الموت.. متكأً على رفيق دربه العُكاز، بعد إن إنسحقت فقرات ظهره من قضم الأوجاع، ليُفنى نسياً منسياً في هباء الزمن الأهوج، ويلتحق بأقرانه المتقاعدين؛ الذين سلبهم الوطن جلبابهم؛ فأختاروه جلباباً لا يُنتزع من أجسادهم عشقاً له، لكنه لم يحتضنهم؛ لتمزق أشلائه بِخناجر الخونة، والمرتزقين على خرابه، وأزماته المستديمة.
إنقضت سني الفقر المُدقع، وسلطوية الطغاة؛ ليحلم سبهان في راتباً تقاعدي يُجزي خدمتهُ للوطن، والتى أخذت نصف عمره؛ ليسد رمق عائلته التي تتضور الجوع في بلد الخير! فطاولهُ السأم والضرر في إنتظار تشريع قانون التقاعد الموحد. 
شُرع القانون، ووضع سبهان في الدرك الأسفل من الظلم؛ ليُعتلي مشرعي القوانين، مقاماً فاخراً جزاءٌ لخدمتهم الجهادية! ولم نعرف أن بائعي” الكنتاكي” والفطائر، خارج أسوار البلد، هم مجاهدين ضد صدام، ونظامه الدموي؛ ليحصلوا على(مستحقاتهم)  دون قيدٍ او شرط، ومن حُبس في ظلام البعث، لسني طوال عجاف، وحوصر بالقحط، والظلم، لا يمكن وصفه بالمجاهد!
هكذا أحتسبت( الخدمة الكنتاكية) في قانونٍ أشبه بما يدور في دهاليز” مريدي” وإستواء الغث والسمين على خطٍ واحد، فنالَ من كان ساهراً في ليال باريس، وبروكسل، وستوكهولم، حصة الأسد، ورضخ “سبهان” لِحَظهِ العاثر.  
كيف يمكن أن تتساوى خدمة أربعون عاماً بالحيف والقحط، وأربعة أعوام بالرخاء والنعيم في هذا القانون الموحد؟! وكيف يمكن أن نُفضل جهاد أصحاب( الكنتاكي) ورغيد عيشهم على جهاد” سبهان” ولياليه الظلماء، بكوابيس البعث؟!
ترقب” المكَاريد” خيراً ولم يجدوه؛ فأول قانون يُشرع، أنتهك حقوقهم، فماذا ينتظرون غداً من قوانين يضعُها  من أستوطن السلطة بخفة القط؟!
ماهكذا تُشرع القوانين يا نواب!
صار رفيق العكاز؛ يستغيث بالصفير، والصراخ، من قانونٍ أجحف حقه في العيش، وأذهب بخدمتهِ لأرضه الى أدراج النسيان، ليقف في طابور المتقاعدين، ينتظر( التفاليس) تكريماً للأربعون عاماً من عمره من أجلِ وطنهُ الجريح..!