23 ديسمبر، 2024 8:16 ص

قانون تشكيل الحرس الوطني ام الجيوش العراقية

قانون تشكيل الحرس الوطني ام الجيوش العراقية

تشكيل الحرس الوطني هو فكرة اميركية يقوم اساسها على تشكيل وبناء قوة عسكرية تحت مسمى الحرس الوطني والهدف الرئيس من ذلك هو التأسيس لنواة القوات المسلحة في الاقليم السني تمهيدا للانفصال والاستقلال فيما بعد مثلما فعل الاكراد في شمال العراق الذين باتوا يمتلكون دولة اكتملت مقومات اعلانها على حساب العراق وأمنه وثرواته وسيادته ووحدته بعد ان تم استكمال بناء جيشها المدرب وخلق الظروف والمبررات لاستكمال تسليحه ودعمه المباشر من اميركا وحلف الناتو فضلا عن استكمال مخطط تحويل الحشد الشعبي العراقي الى مؤسسة حكومية تمهيدا لضمه الى الحرس الوطني بفرعه الشيعي ليتم استكمال اركان المشهد الطائفي الذي يمهد لاطلاق صفارة بداية حرب البسوس العراقية الطائفية الجديدة وبدعم اقليمي ودولي لاطرافها والتي من المؤمل ان يكون متوسطها 7 -10 سنوات بحسب مراكز دراسات اميركية.

تقسيم العراق الى مجموعة من الاقاليم ثم الدويلات المتناحرة هو الهدف الاساسي الذي هدفت الى تحقيقه اميركا من احتلالها للعراق عام 2003 وكانت البداية مع حل بول بريمير الحاكم الاميركي لعراق ما بعد الاحتلال للجيش العراقي كمقدمة ومنطلق لرسم خارطة الشرق الاوسط الجديد بعد تفجير الواقع العراقي لتنعكس وتنتقل آثاره وتطال تداعياته المدمرة المحيط الطائفي للعراق.

اطلقت اميركا على عملياتها العسكرية بمعية حلف الناتو في العراق اليوم تسمية “عملية الحل الجذري” هدفها التقسيم واثارة الفتن الطويلة عبر جملة من الخطوات السياسية والعسكرية اذ يتواجد في العراق اكثر من  1800 عنصر من الشركات الامنية الخاصة يعملون لصالح الخارجية الاميركية وفي وقت سابق اصدر وزير الدفاع الاميركي امرا بارسال 1300 متعاقد آخر من الشركات الامنية كجزء بسيط من المجموع العام الذي سيتم ارساله اما الحضور العسكري الاميركي فقد وصل تعداده في العراق الى 3100 عنصر يُفترض وصول عددهم مع جنود الناتو الى 10-12 الف لادارة عملية التفجير الشامل اذ يتواجد في قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار 1900 عنصر عسكري اميركي اضافة الى 600 عنصر عسكري كندي وفي قاعدة سبايكر يتواجد اكثر من 500 عنصر اميركي واسباني وفي اربيل تتواجد قوات اميركية وفرنسية وبريطانية وكذلك تتواجد قوات اميركية في قاعدة التاجي شمال بغداد هذا الحضور العسكري هو بحجة تدريب الجيش العراقي الذي لا وجود له في الواقع والحقيقة هي تدريب ما يسمى بجيش العشائر السني تحت يافطة الحرس الوطني الذي تكفلت وفود العشائر الانبارية استكمال مباحثات دعمه وتسليحه بمعزل عن الحكومة العراقية وزيارات هذه الوفود المتكررة الى واشنطن ومجيء السيناتور الجمهوري جون ماكين الى بغداد ولقائه بالمعنيين بالمشروع فضلا عن عشرات الزيارات غير المعلنة كانت لهذا الغرض بالاساس اضافة الى تقديم طلب لتواجد اميركي اضافي على الحدود العراقية السورية يتمكن الاميركان من خلاله من ادارة المعارك وتوفير العمق العسكري لجيوشه البديلة الجديدة في العراق وكذلك في سوريا التي يعد لها المشروع نفسه.

لم يكن تشكيل التحالف الدولي لمحاربة داعش الا وسيلة لاشغال اعداء اميركا ووسيلة ادامة لحياة تنظيم داعش الى حين الانتهاء من خطوات مشروعها الجديد واستهداف القوات العراقية في قبال تقديم الدعم العسكري لداعش غير مرة ادلة واضحة على ذلك  فضلا عن الضربات الجوية المخجلة التي وجهها التحالف المزعوم الى داعش بالمقارنة مع ما قامت به التحالفات العسكرية بقيادة اميركا طوال العقود الماضية اذ قادت اميركا حرب الخليج الثانية عام 1991 بحملة جوية لمدة 43 يوما بمعدل 1100 طلعة يوميا والحرب على صربيا عام 1999  بحملة جوية لمدة 78 يوما بمعدل 138 طلعة يوميا والحرب على طالبان عام 2001 بحملة جوية لمدة 75 يوما بمعدل 86 طلعة يوميا والحرب على العراق عام 2003 بحملة جوية لمدة 31 يوما بمعدل 800 طلعة يوميا والحرب على داعش 2014 بحملة جوية منذ ستة اشهر الى الآن بمعدل (7) طلعات جوية يوميا!!!.

قانون الحرس الوطني يكرس مبدأ “السيادة المناطقية” على الجغرافيا العراقية اذ سيمنح كل محافظة عراقية سلطة عسكرية وامنية مطلقة على اراضيها مما يحول الجيش العراقي الجديد الى مجموعة من الجيوش المستقلة.