18 ديسمبر، 2024 11:58 م

قانون العفو العام والكلمة السواء

قانون العفو العام والكلمة السواء

في خضم الازمة السياسية التي يمر بها العراق والتي قسمت البلاد الى ثلاث فرق الاول منها مطالب بالتغيير الذي لم نعرف حدوده الى الان والثاني المدافع حينا والراضخ لبعض المطالب التي يعدها دستورية ومشروعة والفريق الثالث هو المتفرج الذي يرى انه الطرف المستفيد الحقيقي من دخول العراق في نفق مظلم لا يعرف احد نهايته سوى لون احمر قان من اوردة الفقراء والمساكين الذين لا حول لهم ولا قوة ولا ناقة لهم فيما يجري ولا جمل وما اكثر الذين غيبهم الثرى بلا ذنب اقترفوه.
من بين هؤلاء توجد شريحة واسعة من ابناء الرافدين وهم ذوي الضحايا او من تسبب العنف له بنقص في عضو من اعضائه لم يلتفت لهم احد بالمستوى الكافي ولو كان الذي جرى عليهم في دولة اوربية لكان اقل تعويض يصرف لكل ضحية بملايين الدولارات لكن في العراق وصلت الحد الاعلى لتعويض الروح التي ازهقت لا يتجاوز (3100) دولار وهو لا يساوي قيمة تعويض اضرار لحقت بسيارة حديثة بسبب سائق غافل نتيجة هموم ومشاكل الحياة (وما اكثرها ) وليس لذوي الضحايا سوى القبول بما تجود به الدولة التي بلغت ميزانتيها مئات المليارات من الدولار الامريكي ، لكن ان يسعى البعض الى اطلاق قاتل فلذات اكبادهم تحت عنوان مقاومة المد الشيعي وجواز قتل الرافضة الذي افتى به شيخ الاسلام ومجدده قبل مئات السنين (عليهم السيف الى يوم القيامة) نعم ان يصل الامر الى هذا الحد فهو استهانة بالدم الذي حرمه الله ورسوله الا ان نقول ان الدعوة الى اطلاق سراح القتلة والسفاحين من اي جهة كانوا ينطلق من مبنى (جواز استباحة الدم  الذي افتى به فقهاء العصور المظلمة ومن لا حريجة له في الدين) ونحن ندعي ان الله عنانا بقوله (خير امة اخرجت للناس).
نعم انه ما يحز في النفس ان من يطالب بهذا هم انفسهم الذين وضعوا على رؤسهم عمة الدين وتجلببوا بجلبابه ونسوا قوله تبارك وتعالى (ولكم في القصاص حياة يا اولى الالباب) (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها) وليس من حق اي حكومة ان تتنازل عن دماء الابرياء مهما كانت الاسباب ومهما كانت القوانين والظروف ، اما من ينكر الدعوة لهذا المطلب فعليه تقديم الدليل فقد بات اولي الضحايا في ريب لا يقر له قرار .
ان ذوي الضحايا يدعون المطالبين بالعفو العام (ولا يمكن ان يفهم من كلمة العام سوى انه يشمل الجميع بلا استثناء) يدعونهم لتطبيق كتاب الله وشعارهم كتاب الله بيننا وبينكم فما حرمه الله فنحن معه وما احله الله فنحن معه واتقوا يوما تشخص فيه الابصار لا تخفى على الله منكم خافية  اما البرئ والمسجون لتهمة كيدية او ظنية واعترف تحت التعذيب فالجميع يقول اطلقوا سراح الابرياء وان لم تفعلوا فعليكم لعائن الله والتاريخ والناس اجمعين.