الموتى بمقبرة النجف الاشرف يتظاهرون من اجل تزويدهم بالكهرباء لانارة شوارع المقبرة بالنور، والسبب فيما ادعاه ممثل الدفانين والناطق الرسمي باسمهم “علي العمية ” بأن اغلب عمليات دفن الموتى تصادف ان تكون بعد الواحدة ليلا لاسيما وان بعض الاخوة الدفانين يكونون منغمرين بدفن احزانهم في بيوتهم، وانهم متهيؤون على الدوام لدفن العراقيين جميعا لو انهم اختاروا مقبرة السلام على أي مقبرة في البيوت بوجود منكرة ونكيرة، فيما التقطت كاميرا برنامج (سمّع صوتك) احد المصلخين الموتى الذي مات عصبيا وهو يصرخ بمصور قناة الدفانة الفضائية : ادري رب المكَبرة…ماتلكَون وكت تدفنون بيه الا بعد نص الليل؟ كَولوا موتى ونايمين…ماخلصنه منكم بالدنيا لاحكَينه للآخرة…وبيناتنه اكو كم واحد من ملائكة العذاب مايشتغل بالراشديات والجلاليق والفلقة الا الفجر…ادري نتلكَاهه منكم من خوشية الآخرة…
من ضروريات الدفن العراقي الليلي ان يكون أبناء الميت حاملين للهواتف الذكية لاستخدامها اثناء الدفن او دخول السراديب، الموت العراقي موت الكتروني تساهم فيه شركات آبل وسامسونج وهاواوي في الاضاءة، بينما كانت الريادة الصوتية للهواتف الصينية التي تنعر مثل منشآت الريم ودكـ النجف، وينصح الدفان السيد علي العمية باصطحاب الشاحنة الخارجية للهواتف ابتداء من ال 2000 وحتى ال 10000 ليكون اهل الميت في حالة نفساوية جيدة اذا تعرضوا لموقف صعب مثل سفر الدفان او مغسل أجساد الموتى الى خارج محافظة النجف الاشرف.
حياة المواطن الكريم مطفأةٌ في حياته، او هكذا تعوّد، لكن من المفجع ان تكون لحظة دخوله الإقامة الدائمية في الفندق الترابي هي لحظة مظلمة في حياة جسده تحت هواء النجف، فجيعة لن تقرأها حتى في فصول الالياذة والانياذة مجتمعة…ثم انت أيها المواطن المنتقل من الحياة الى الموت…الا ترى مايمر به الوطن من حل وشد لطابوكَات مستقبله؟ …فلماذا تطالب بحقوق يتغصصها الاحياء قبل الموتى؟ الا تخشى ان يخرج اليك المصلخون وهم يحملون سيوف عناترهم ودشاديشهم بين اسنانهم ليطالبوك بابداء حسن السير والسلوك ما دمت عشت ومت تحت هذه السماء الغريبة؟ انا اشك بانهم سيقولون لك: يا غريب صير اديب!!.
نودّع موتانا تحت رحمة الهواتف وشاحناته الخارجية، فمن لم يكن مع ابنه او أخيه شاحنة كهربائية فعليه ان يتوقع ان الدفان سيقوم بدفنه عكس اتجاه القبلة، الدفان لايملك ” جي بي أس”، والخطأ مرجوع للطرفين، ولله يامحسنين..صدقة قليلة تنفع في روايةوطن طويلة، التظاهرات انصفت الاحياء وأسمعت أصواتهم الغاضبة بخصوص أي شيء، فمن ينتصف للموتى المدفونين بعد منتصف الحزن من الليل…نفس صاحب الرأي المنفرد وليس الصلي في برنامج (سمّع صوتك) صرح لقناة الدفانة الفضائية: نحن بحاجة الى تظاهرات شريطة ان لايقودها ميت مصلّخ خشية ان يدخل مجلس النواب بقلاقيله التي ربما كانت أولى ضحايا الدود المتجمع لالتهامه في اول ليلة له في القبر…ادري شتريد تشوف بكَبرك؟ اكلت طول عمرك، واليوم ستنال شرف ان تكون مثل السمج …مأكول مذموم…واشار هذا الميّت الشقندحي ان جل مايخشاه ان تتهمه الأحزاب المناوئة لحزب التشريب الوطني بانه كان جوكريا في يوم ما…وانه سيكون مسؤولا امام أي بلدية للنجف وحتى عرعر بدعوى ان هذه التظاهرات ستملك من الشفافية مالم تملكه “جنيفر لوبيز” وهي تعرض ترسانتها النووية امام عيون الكاميرات، وحلف بشرف شريفة فاضل وذمة حسنة ملص ان جميع تظاهرات المتظاهرين الموتى ستكون ليلية وليس في الدوام الرسمي للحكومة، الموتى يهوّسون بارواحهم التي تنطلق لزيارة بقايا موتاهم في بيوتهم وتعود مسرعة بزيارة زمنية لمدة ساعتين، وان الموتى جميعا سيعودون للنوم في انتظار الازعاج الليلي الذي يبدأ به الدفانون بعد منتصف الليل من مقبرة النجف.
ربما سيكون قانون “منع الدفن الليلي في مقبرة النجف الاشرف” من القوانين التي ينتظرها الموتى الراقدون هناك وذلك للأسباب الموجبة لاقرار هذا القانون لان المواطن العراقي شاف الموت بالدنيه لاحكَينه… للمكَبرة ؟