22 ديسمبر، 2024 7:15 م

قانون الحشد الشعبي في خدمة القضية الكردية

قانون الحشد الشعبي في خدمة القضية الكردية

لا يختلف إثنان، على الأهمية الأمنية، لتشكل “الحشد الشعبي” بفتوى رشيدة من سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، صباح إحتلال تنظيم “داعش” الارهابي، لثلثي العراق، مهددا بالنفاذ الى الثلث المتبقي؛ كي ينكل بالعراقيين؛ لولا أن تصدى السيستاني وأستجابت له جموع العراقيين.. سنة وشيعة ومسيحيين وأيزيديين وصابئة، من عرب وكرد وتركمان،…
بدءا.. حدّوا من إنتشار “داعش” وطمأنوا الشعب.. سواء أمن وقع تحت براثن إحتلاله، أم من ثار فيه هلع رعب لمقدم الارهاب، والآن قوضوه منهين إسطورة الذعر الداعشي البغيظ!
ولأن الرب تساءل في محكم كتابه العزيز.. القرآن: “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان” فقد تضافرت جهود المرجعية الرشيدة، ومجلسي النواب والوزراء، على ضمان حق “الحشد الشعبي” في الحسنيين.. النصر والشهادة.. وما بينهما من معوقين ومتضرري المصالح، الذين تركوا أبواب رزقهم، التي تقوت عوائلهم، وتوجهوا الى خطوط الصد، بمجابهة “داعش” فمنهم من إستشهد ومنهم من أصيب على أمل الشفاء والبعض ناشه عوق دائم، يكفله الله والوطن، بحياة عز وكرامة، من خلال قانون “الحشد الشعبي” الذي إنتظم بموجبه هؤلاء الابطال، ضمن تشكيلات وزارة الدفاع، شاكرين من صوتوا لصالح القانون، عموما، وبالخصوص كتلتي الإتحاد الوطني، برئاسة جلال الطالباني، والتغيير، بقيادة نوشيروان مصطفى.. الكرديتين.
فمن حسنات هذا القانون، ضمان رسمي من قبل الدولة، للمتطوعين، وتكفلها بشؤون عيشهم كريما معافى، بإعتبارهم تشكيلا عسكريا وطنيا.. وفوق كل ذلك، ضمان إنضواء السلاح، تحت لواء الدولة، ولا يخرج عنها؛ فينفرط العقد وتتشظى السلطات، ويمكن ان يتحول “الحشد” لا سمح الله، الى كيان نظير للجيش،…
بينما إقرار قانونه، ضمن نظام الدولة، جعله جزءا من تضافر الجهود الفئوية، من شيعة وسنة ومسيحيين وأيزيديين وصابئة وعرب وكرد وتركمان، إنصهارا في الوطنية، من دونما تناحرات.
صوتت كتلتا “الاتحاد الوطني” و”التغيير” داخل مجلس النواب، الى جانب القانون، وفق إستشفاف ستراتيجي، يؤرخ لمستقبل العراق، إنطلاقا من هذه اللحظة، خلال مرحلة أثبت فيها الحشد الشعبي، أنه سند وسور حامٍ وقوة ضاربة، للدفاع عن كامل تراب العراق؛ ضد “داعش” وسواها، حيثما ذر الشيطان قرنه؛ وليس كيانا شيعيا نشأ بفتوى جعفرية من السيستاني، إنما هي فتوى للعراقيين، حفظت كيان وطن وذادت عن شرف العراقيات، قبل أن يجروء أحد على سفحه.. لا سمح الله؛ آخذين بثأر كل حرة روعها “داعشي” وكل طفل خاف من منظرهم، على هبة الإستعداد لحماية كل شبر من العراق، في أي وقت.
فبورك العراق الذي لبى فتوى “الحشد” بكل ألوان طيفه الطاهر الكريم، وبورك مجلس النواب، بقانون “الحشد الشعبي” وطاب مقاما مقاتلون قدموا زهرة شبابهم؛ تلقاء وطن لن يفرط بأبنائه النجباء.. وطن من الكبر والتسامي، أنه يسامح الخنجر المغروس في كبده، إذا تراجع معتذرا، وساهم بصدق في شفاء الجرح… 
طبت مقاما أيها العراقيون في وطن التسامح الذي يرسم عمق الروح على جسد الخارطة، مبتهجا بالمنجزات التي ستلي إنهاء العمليات العسكرية، وتحول كل القوى للبناء الحضاري المرتقب.. رجاءً أكيداً؛ كي ينعم الشعب كافة، بثرواته متساوي الحقوق والواجبات.