هناك حكمة للفيلسوف أكسو بيري، في كتابه أرض البشر مخاطباً الساسة: (إجبر الناس على أن يشتركوا في بناء برج يجعل منهم إخوة)، إنها فرصة ووصفة لتحقيق الوئام، والمصالحة الحقيقية، والمواطنة الصادقة، لذا نحن بحاجة الى رؤى جديدة، وعبارات جديدة، وفرق قوية منسجمة، ليتحقق الأمن والأمان لجميع مكونات الشعب العراقي، بعدما عانى منذ عام (2003) ولغاية الآن، من مشاهد الدماء، والأشلاء، والنزوح، والهجرة على يد مجموعة إرهابية، نزعتهم فوضوية، وغايتهم دنيئة، لأنهم مجرد حثالة وقتلة. لابد من وجود فرسان من طراز خاص لمواجهة التكفير، فكان الرد مدوياً وصادقاً، من رجال الحشد الشعبي، تحت أقدس قيادة أخذت إمتدادها الطبيعي، من مرجعية الأئمة الأطهار، المتمثلة بالمرجعية الدينية العليا، فقد عملت بفتواها على إستعادة هيبة العراق أرضاً وشعباً، وهذا راجع الى القيادة الناجحة، حيث المنهج والمهارة والعمل، الذي يهدف للتأثير في الأخرين تأثيراً ايجابياً، وإشراكهم في عملية البناء وفي الإتجاه الصحيح.إن العمل الحقيقي للمرجعية الرشيدة، وهي تسعى لجعل الحشد لجميع المكونات دون إستثناء، ليكون قوة ضاربة لحماية حدود الوطن، وحدود محافظاته المتاخمة للدول الإقليمية، إذن الهدف المشترك لهذه الفئة المؤمنة، يتميز بالقداسة لأن مَنْ لبى النداء، ومنح روحه فداء للوطن والمقدسات، فهو قد ركب معراج الشهادة، في عليين مع الشهداء والصالحين.
ما قدمه الحشد من تضحيات، وتصديهم الأسطوري لجرافة الموت المتمثلة بداعش، وتقديم الأرواح فداء لهذا الوطن، فإن أسمى ما يمكن تقديمه لهم، هو إقرار قانون الحشد الشعبي، خاصة في هذا التوقيت، حيث يستحق الحشد المؤمن منا كل التقدير، لأنه إعلان للوفاء والكرامة والتكريم، لمَنْ ضحى بحياته وترك الأهل والعيال، لتلبية الدعوة الكفائية، وقد أعطوا أغلى ما يملكون، لكي يحيا الآخرون في أمن وأمان.
رجال الحشد المقدس، عندما واجهوا آفة الإرهاب بصمود وشموخ وإنتصروا، كانت إنتصاراتهم نوعية أحرجت أمريكا وأذنابها، لأنها قضية ليست على مزاج الإنسان، بل مملكة للرابضين الصابرين، حتى أقسموا على ألا يكون لداعش، موطئ قدم على أرض العراق، فخرج مجلس النواب اليوم بإنتصار جديد، وخاصة نواب التحالف الوطني بزعامته الجديدة برئاسة الحكيم عمار، فاثبت الوطنيون ولاءهم الحقيقي للعراق، ولرجال الحشد المقدس.
ختاماً: تعامل مجلس النواب، عند إقرار قانون هيئة الحشد الشعبي بنضج وإنصاف، فباتوا مدركين أن هذا الحشد، يمثل أول الغيث لتنمية روح الوطنية والمواطنة، بين مكونات الشعب العراقي، ويبقى الفضل الأول والأخير للتحالف الوطني، وزعامته القوية.