كتابي اليتيم في مكتبتي الأرملة , لا يقرأ البشر كلماته , في الليل سمعت صوت قارئ , انه كتابي يقرأ نفسه بنفسه ِ , الصفحات تسمع الكلمات والسطور في صفوف مستقيمة تنتظر دورها في القراءة .
قال كتابي … في السماء بيوت من غيوم يسكنها خيال البسطاء وفي القلوب أوجاع تحفر الشرايين , عصافير البلاد إذا ماتت يعيش الجراد سلطان فيها , دموع الرجال الغاز سوداء تخفيها الجبال بين أحجارها , المرأة الجميلة هندسة نسائية ترسم إشكال الفتنة للناظرين , في ابتسامتها الشفافة معطف من خداع يلبسه الكثير .
قال كتابي في الفصل الثاني … حارب الدنيا بعقل الصبر ولا تدفن سرك إلا في مقبرة نفسك , واحترم الغائب حتى يحترمك الحاضر , واحذر أفواه النفاق لأنها تطلق النار , ظل السماء يغطي الثائرين , من يراه الناس ملاك يصدقون أكاذيبه دائما .
قال كتابي في منتصف كلماته … الكتاب أوفى من الأصحاب , منارة للروح يهدي للأمان سفن العقول , من يقرأ كتاب في زمن الوحشة ينتصر على أعدائه , عشق الكتاب رحلة لا تعرف اليوم الأخير ولا تكتب لنا النهاية . الكتاب شراع الحياة في عواصف الجهل , ومفتاح أبواب متاهات العلوم .
في الفصل الأخير ألاف الكتب حضرت تنتظر الوصايا , وقف كتابي إمام الجميع وقال … اليوم أعلن ثورة القراءة , وشعارنا الثوري .. حروفه مسلحة تهاجم أسوار الجاهلين ,
{ البلد الذي لا يقرأ يعيش أعمى بين البلدان } ,
شكرا يا كتابي .. شعارك أعجب الجميع