18 ديسمبر، 2024 8:54 م

قال أسلافنا:- ساحر مجنون..فكانوا الطلقاء

قال أسلافنا:- ساحر مجنون..فكانوا الطلقاء

بعد بزوغ فجر الإسلام في الجزيرة العربية، وقف أشراف قريش وأغنيائها بوجه الدعوة مستخدمين منطق القوة، ومنطق الاستغفال، وكل وسائل الترغيب والترهيب المتاحة، لكن الرسول الكريم وبأسلوب قوة المنطق، أصر على أكمال دعوته كما أرادت السماء، وأعلنها بوضوح ( لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي، على أن اترك هذا الأمر ما تركته)، فشلت كل محاولات قريش وحلفائها، وبدأ الإسلام يدب في جسد الجزيرة العربية حتى غطاها، حيث دخل أبو سفيان ورهطه مكرهين إلى الإسلام، ليعطف عليهم الرسول الكريم ويعفوا عنهم ويسميهم (الطلقاء)، مما اضطر أعداء هذا الدين العالمي إلى العمل من داخله، دس وتزوير وتحريف، كانت نتيجته أن تولى الوضعاء أمور الأمة لتبدأ رحلة التسافل الذي نجني ثمارها اليوم، ذل وهوان وقتل، نهب خيرات وثورات، سيوفنا صدئت ولا تقطع إلا رؤوس بعضنا، حانت أمامنا فرص كثيرة للتصحيح كلها رفضناها، لان تعاملنا ظل كما هو منطق القوة، فشلنا مرات ومرات دون أن نتعض، اثبت الآخر الأخ أو الجار أن قوة المنطق هي التي تنتج، وهي التي تنقذ الأمة، لكن الصحراء مازالت تسكن نفوسنا وعقولنا، لذا أي صوت يصدر يحذر إننا نسير إلى الهاوية، اتهمناه وشتمناه، وكانت التهم جاهزة التخوين والعمالة والتجسس، وبدأت وسائلنا التي فشلت الأف المرات نفسها، أبرزها أن ننسب أفعالنا وأقوالنا وخيبتنا للأخر، ونحاول أن ندفن رؤوسنا كالنعام، ننتظر معجزة تغير الواقع، نريد من الحياة أن تسير حسب رغبتنا وهوانا، لأننا لا نفهم منها إلا البطن والفرج.

نصر الله شتمناه وحاربناه لا بل دعونا لانتصار إسرائيل على حزب الله..! لكن الخاتمة ولحد ألان حسن نصر الله يتحكم بمصير الشام بأكمله شئنا أم أبينا، الآخر إيران كم زعقنا وبحت أصواتنا ضدها، لكن الخاتمة سيدتنا وسندنا أمريكا تطلب ودها، وتركل عمقنا السني لسبب بسيط، هو أن النفط يوجد في أراضي يقطنها الشيعة سواء في السعودية والعراق أو لبنان الذي اكتشف فيها النفط والغاز مؤخرا، كذا الممرات البحرية تقع بيد إيران والحوثيين في اليمن، هل تنبه عمقنا أو قادتنا لما يراد بهم وكيف تغيرت بوصلة الغرب الآن، الغرب وامريكا بالتحديد واقعية، تتعامل مع القوة المؤثرة على الأرض، وإيران التي حج لها جميع أأكد جميع قادتنا الذي يعيشون معاناتنا خارج الحدود، الآن قوة على الأرض وعنصر مؤثر، العراق أصبح يدار من قبلها بواسطة الساسة الشيعة ولبنان والشام يتحكم

به حزب الله، والجهاد الإسلامي في غزة تشكل تهديد لإسرائيل المدللة، والحوثيون اليوم القوة الأقوى في اليمن، مصر يغزوها التشيع ودول شمال أفريقيا كذلك، والخليج العربي مهدد بشيعة البحرين والإحساء والقطيف، فضلا عن شيعة الكويت العنصر المؤثر الأكبر هناك، فهل تضحي أمريكا بهذا الواقع لتحافظ على علاقتها مع شيوخ خرف معظمهم، يعيشون خارج الزمان والمكان، وطبقة تدعي الثقافة لكن ثقافة الصحراء ورجال دين لا يجيدون إلا لغة السب والشتم والتحريض، لذا اكرر أننا نحتضر إذا لم ندرك الفتح ونعيد حساباتنا في التعامل مع الواقع الجديد، فالروافض جيران كانوا أو شركاء واقع مفروض ولا يمكن أن نزيحه أو نتخلص منه بالتصريحات والكذب، علينا أن نتعامل معه، وكل وسائل الإرهاب لن تستطيع أن تعيد التاريخ إلى الوراء.

قبل أن نكون طلقاء، علينا أن نبحث عن المشتركات لنتعايش مع الشركاء والجيران، خاصة مع المنطلق العشائري الذي يسيطر على واقعنا، والمنطق القومي الذي نتمسك به في عدائنا للجيران وننزع الانتماء القومي لأهلنا لأنهم على نفس عقيدة الجار، ونختار من أبناء قوميتنا أصحاب المركب الذي يجتاز موج البحر، ونترك أصحاب المركب الذي أغرقت المياه نصفه وما هو إلا زمن لن يطول ليصبح في قاع البحر، بعد أن لفضته الأرض وأهلها..