18 ديسمبر، 2024 10:48 م

قالوا ونعمَ ما قالوا!!

قالوا ونعمَ ما قالوا!!

أمطرني صديقي بعشرات الأقوال التي قالها الأجانب بحق النبي الكريم , وكأنه يريد أن يقنعني أو يقنع نفسه بحقائق وخصال سلوكية ننكرها بأفعالنا , ونصدقها بالقول الأجتبي!!
ترى أ يحتاج المسلم الواعي العارف بدينه وسيرته نبيه لأجنبي ليذكره بأخلاقه؟!!
هذه سلوكيات نقوم بها عن غفلة أو جهل , ونتصور بأننا غيارى على ديننا ونبينا , ولا نجرؤ على سؤال أنفسنا , ماذا نعرف عن ديننا ونبينا , وماذا قدمنا , وهل أعمالنا تمثل الدين وتعبّر عن بعض خصال نبينا الكريم وما دعانا إليه؟
تلك الأسئلة حرام , إذ نرى بأننا نمثل الدين القويم , وكل منا هو المسلم المِثال , وإذا سألته عن معنى كلمة في القرآن يهب بوجهك غاضبا ويحسبك تهينه!!
إنها سلوكيات تبعية , تمثل فقدان الثقة بالذات والموضوع والهوية , والتوهم بأن الأجنبي هو المقياس وعين الصواب , وما عندنا دون ذلك , ولا يستحق النظر والتقدير , ولهذا ننكر ما لدينا من القدرات والطاقات والإمكانات الأصيلة.
صديقي العزيز لماذا ترسل هذه الشهادات , أ تريد أن تقنعني بأن نبينا الكريم على خلق عظيم , أم أنك لا تعرفه وتريد من الآخرين أن يعرِّفوك به , ويعددون لك خصاله , ويذكرونك بأن عليك أن تعرف نبيك؟!!
يُحكى أن جمال عبد الناصر سأل ماو أن ينصحه , فتعجّب ماو وسط دهشة سائله , وقال بما معناه: أ تسألني النصح وأنت من أمة ذات أغنى تراث , أنا الذي يجب أن أطلب منك النصح!!
وما يفعله صديقي يقوم به الملايين من المسلمين في زمن التواصل السهل السريع , وبهذا يحررون أنفسهم من العمل الجاد المعبِّر عن جوهر الدين , مما يعني أن الأمة تتقهقر وتسير نحو وديان الإتلاف الحضاري , وقد صار فعلها أقوالا وحسب!!
فهل من وعي الدين العمل؟!!