17 نوفمبر، 2024 9:41 ص
Search
Close this search box.

قالت العرب لا خير في من لا خير فيه لأهله…

قالت العرب لا خير في من لا خير فيه لأهله…

كثيرا ما كنا نسمع من الاباء والاجداد النصائح والحكم والامثال التي كان لها مدلولات خاصة من ناحيه الواقع الحياتي العام..

وكانوا يضربون الامثال على اي واقعة تمر امامهم حتى تبقى عالقة في اذهانهم بهذا المثل الموجود في ما بينهم فتجدهم يتكلمون عن الشجاعة ويشبهون الرجل الشجاع بالذئب او الاسد ويتكلمون عن المكارم ويقولون هذا مكرم هذا حاتم الطائي ويتكلمون عن الصدق ويقولون مصداقية فلان ويتكلمون عن الوفاء ويقولون وفاء الاعرابي وكثيرة هي الامثال التي كنا نسمعها واحيانا نعيشها ضمن أمر الواقع ولكن ما يجذب الانتباه وقد مر في مخيلتي هذا اليوم المثل الذي يقول

((لا خير في من لا خير فيه لأهله))

ربما كنا في طفولتنا لا نفهم شيء من هذا القبيل ولكن مع مرور الزمن ومع تقدم سنين العمر والاستفادة من تجارب الحياة ونصائحها وجدنا ان هذا المثل هو اقرب شيء لواقعنا المزري الذين نعيشه هذا اليوم وخاصة اننا نعاني من طبقة سياسية فاسدة وصل بها الفساد الى سرقة قوت الشعب ولا يهمها سوى مصالحها الخاصة.. فالخدمات اصبحت رديئة وربما لو اعطيتها درجة رقمية لقلت انها تحت الصفر فمع شحة الطاقة الكهربائية ومع شحة الوقود وخاصة ماده النفط الابيض وانا اشاهد  الطوابير تقف امام محطات التعبئة للحصول على حصة رسمية من الدولة مقدارها 100 لتر فقط من النفط الابيض حتى يقيهم من برد الشتاء القارص هذا البرد الذي لا يرحم لا صغير ولا كبير. والمشكلة الكبرى ان العراق بلد مصدر للنفط ويمتلك اكبر احتياطي عالمي..

ولكن المسؤولين وعوائلهم مترفين تحت أجهزة التدفئة المركزية ولا يهمهم من يبحث عن خمسة لترات من الوقود ليحافظ على عائلته من الامراض ويقيهم من البرد القارص..

نعم اننا اليوم يجب ان نقولها بملء افواهنا ودون تردد لا خير فيكم لأنه لا يوجد خير في انفسكم فقد ذهب الخير الموجود في تلك الانفس بعد تسلمكم المسؤوليات وقبضتم ثمنه بالدولار الامريكي وتناسيتم الازمات التي كنتم تعيشونها انتم واهلكم كمواطنين واصبحت مهنتكم الرئيسية السرقة والكذب امام وسائل الاعلام.. فاين انتم من الشعب الذي تنتمون اليه واين انتم من العشيرة والقبيلة وانتم تكتبون الالقاب والمسميات.. واين انتم من المدينه وانتم تتفاخرون بانتمائكم اليها وانتم ابناءها وتشاهدون اهلها وهم يعانون الامرين عندما تشاهدهم يقفون اليوم طوابير امام محطات التعبئة للحصول على  وقود التدفئة وقد كانوا بالأمس القريب ومن اجل ان يجلس جنابكم الكريم على كراسي السلطة يقف هؤلاء بالطوابير امام صناديق الاقتراع لينتخبوكم ممثلين لهم وتطالبون بحقوقهم وتعيشوا انتم وعوائلكم بهذه الحياة المترفة…

واأسفاه واأسفاه واأسفاه

لقد خاب الرجاء في الكثيرين منكم وربما اصبحوا بالنسبة لنا في اعداد الاموات ونشبههم بالأموات لأننا لا نرجو من الاموات شيئا كوننا  نعرف بان هذا الرجاء مستحيل..

مناظر مؤسفة ومخزيه وانا امر من امام احد محطات التعبئة وارى بأم عيني ما يحدث هناك من منظر مؤلم جدا وانا ارى اغلب الناس من الرجال والنساء والاطفال يتدافعون للحصول على وقود التدفئة…

واذا اردنا ان نتحدث عن الطاقة الكهربائية التي بات انقطاعها اكثر من وجودها وربما انعدمت تماما في بعض المناطق. والمواطن البسيط يدفع الفارق للمولدات الأهلية وهو مجبر على ذلك واريد ان اذكركم فقط اننا اليوم ونحن على ابواب امتحانات نصف السنة الدراسية لكل المدارس والكليات فاين انتم ايها المسؤولون من توفير الطاقة الكهربائية لهؤلاء الطلاب الذين هم أمل المستقبل…

وتذكروا دوما مقولتنا ((لا خير في من لا خير فيه لأهله)) وصدقت الامثال والحكم القديمة ورحم الله رجالا عاشوا في فقرٍ متقن ولكنهم لم يروا في حياتهم سياسيي الصدفة وهم يتبجحون بحديثهم ولا يميزون الكذب من الصحيح…

أحدث المقالات