عندما تصنع معروفاً وجميلاً يخدم الناس عليك أن تكتبه بأحرف من نور حتى تضيء به الطريق لمن يعيشون ظلام العوز الذاتي وحقده اللئيم,أو أن تكتبه على جدران الحجر بدلاً من الكتابة على رمال الشاطىء حفاظاً عليه من الضياع والتلف جراء أمواج البحر العاتية ,يقول الإمام الحسن(ع):{ هلال المرء في ثلاث ,الكبر,والحرص ,والحسد,فالكبر هلال الدين وبه لعن ابليس,والحرص عدو النفس به أخرج آدم من الجنة,والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل}.
أذكر جيداً مثلاُ مفاده(القافلة تسير ولا يهمها نباح الكلاب) يعد هذا المثل أحد الأمثال المستخدمة في أدبيات الحوار حتى وقتنا الحاضر،ودائمًا ما يقال في وجه أعداء النجاح والحاقدين من البشر،ويراد به الإشارة إلى كل الناجين والمبدعين الذين يمضون في الحياة رغم أنف مثبطين العزائم،وهادمين القدرات،فالحقد يفعل بالإنسان كما يفعل الخريف بأوراق الشجر،ويجعله خاوي ويريد كل من حوله خاويين.
ويعد هذا المثل من أشهر مقولات الإمام الشافعي في مواجهة اللئام،وهذا أعظم رد وجد لمجابهة أمثالهم من الحاقدين الذين لا يبغون النجاح لأحد،ويعلقون فشلهم دائمًا على شماعة الآخرين،ويتمنون لو أن الكل مثلهم بل أقل منهم بكثير,وفي مرة من المرات رد بحكمة كبيرة على الحاقدين بأبيات الشعر التي كانت مثل الذهب قيمة ووزنا ،حينما قال :
قل ما شئت بمسبتي * فسكوتي عن اللئيم هو الجواب
لست عديم الرد لكن * ما من أسد يجيب على الكـــلاب
ويقصد بهذا المثل : أنه يرفض سباب الحاقدين الشامتين أعداء النجاح،فليقولوا ما شاءوا،وليخطئوا بحقنا،هذا لن يؤثر بنا،وصمتنا عن الرد عليهم هو أفضل جواب ، فهم نكرة،مجرد لا شيء,ويوضح أن هذا السكوت ليس بدافع عدم امتلاك الردود المفحمة،إنما لا يوجد أسد عزيز النفس مهاب الطلعة يرد على نبح الكلاب التي هي أقل منه شأنا،فهو أسد الغابة،صاحب الكلمة والرأي،وهو الذي يسير القافلة أينما أراد ،ومهما نبحت الكلاب ، فلن تضره بشيء, وقول سيد الإلم والحكمة الإمام علي (ع) ( عظموا أنفسكم بالتغاضي ) إلا من سخرية الأقدار أن يتسلط اقزام القوم وانصاف رجالهم على ألأحرار,والضباع التي كانت تقف على مسافة طويلة تتحاشا وتخاف المرور بقرب الأسد أصبحت اليوم تتسيد على عمالقة الحيوانات وتأمر وتنهي وتأمر وتطاع ,ولله در السيد جعفر الحلي في قصيدته : ما خلت أن الدهر من عاداته … تروى الكلاب به ويضمي الضيغم .