منذ بدايات العملية السياسية التي تلت التغيير في العراق عام ٢٠٠٣ كان هناك الكثير من الذين شخصوا الخلل في قواعد الشراكة الخاطئة مع أولى صورها ببدعة كل شهر حاكم في مجلس الحكم التي أسست لها الأحزاب آنذاك ، لتكون بعدها أعراف وطقوس للعملية السياسية الوليدة في العراق الجريح. لم يمضي زمن طويل حتى اتسعت دائرة الرافضين لهذه الأعراف التي سرعان ما تحولت الى محاصصة مقيتة ، أخذت تشكل عبأ ثقيلا على العراق تجره الى الفوضى يوما بعد يوم ، فالمححاصصة هذه وفرت فرصة ذهبية للأنظمة المعادية للديمقراطية بأن تدس الكثير من الإرهابيين بهيئة سياسي ليتبوأ اخطر وارفع المناصب في الدولة، كل ذلك أدى بالسواد الأعظم من الشعب ان يدرك ابعاد هذا الخلل الجسيم ومنذ فترة طويلة. لكن السيد عمار الحكيم لديه رأي اخر ، فهو يرى ان مخزن المصطلحات البراقة الجديدة التي تطلق على المححاصصة كل موسم انتخابي لم ينفذ بعد ، فابتكر لنا هذه المرة مشكورا ( شراكة الأقوياء) ، وحتى أكون منصفا لا ينفرد الحكيم في هذا الطرح فشركائه في هذه المفاهيم كثر، لكن لهذا الرجل إصرار غريب ومستميت بعناد محيير بالترويج للمححاصصة في كل مناسبة، فهو يقول يجب ان يشترك الجميع في تشكيل الحكومة والمبرر برأيه حتى لا يهمش احد من الأحزاب او المكونات.
وهنا أتساءل مالذي يخشاه الحكيم حقاً…. مالذي غاب على الأكثرية التى تروج لحكومة الأغلبية وادركه هذا الحكيم والأقلية التى تتبعه!!! هل يسمح الحكيم ان يوضح لنا ماهي الكارثة التي ستحل بالعراق اذا على سبيل المثال قرر الحكيم والبرزاني والنجيفي وعلاوي بنوابهم ان يكونوا اول معارضه حقيقية يشهدها العراق ، هل يخشى مثلا انخفاض مستوى الخدمات الراقي الذي ينعم به المواطن الان في ظل حكومة المححاصصة الحالية !! ام انه ربما يخشى زعزعة الأمن والاستقرار الذي يرفل به المواطن منذ اليوم الذي طبقت فيه المححاصصة !!! ، لانه اذا أقصى النجيفي مثلا ولقربه من قطر واردوكان قد تبدأ مرحلة يشهد العراق فيها لاقدر الله سيارات المفخخه الامر الذي لم يشهده العراق مطلقا في حكومة المححاصصة فتراق دماء المواطن لأول مرة في شوارع العراق وهذا طبعا لايطيق رؤيته رجل دين مثل الحكيم !!!! ام انه يخشى اذا جلس نواب البرزاني في المعارضة سوف يؤدي بالبرزاني ان يتحول من هذا القائد الوطني المحب للعراق ولوحدته والحريص على أمنه الى دور عدائي ربما يؤدي الى طرد حرس الحدود الاتحادية التي تتواجد الان في كردستان وتراقب المنافذ الحدودية والمطارات وتحمي شمال العراق وربما يطرد ممثلي الوزارات الاتحادية في الإقليم فتتقلص بذلك حالات ممارسة السيادة في الشمال وهذا يشكل خطورة على وحدة العراق ، وربما تتفاقم الأزمة لتصل ربما للتحالف مع أعداء العراق مثل اردوكان وقطر والقرضاوي ، ثم لاسامح الله يمكن ان يتجراء على تصدير النفط بمعزل عن بغداد … او ربما يهدد بالانفصال فتكون سابقة خطيرة، او ان لاسامح الله يخرق الدستور الذي يلتزم به الان بكل حذافيره ….حذفور… حذفور!!!! ام ربما يخشى ان حكومة الأغلبية قد تؤدي الى ترسيخ نظام دكتاتوري ، لكن اذا كان كذلك لماذا كان يرى ان ثمان سنوات من المحاصصه في حكومة المالكي أيضاً رسخت الدكتاتورية برأيه !!!!
اخيراً أقول عندما يفشل صاحب دعوة العودة للمححاصصة مرة اخرى في ربطها باي مكسب للشعب العراقي الذي جزء لابأس به منه وضع ثقته به ، يحتم علينا استنتاج ان هدف الدعوة ينحصر فقط بمصالح شخصيه وحزبيه ضيقة، وهكذا مصالح بالضرورة ضد مصلحة المواطن فتتحول المقاعد البرلمانية التى منحها الشعب للحزب أساس لحصة اكبر في مجلس إدارة مؤسسة الفساد الكبرى في العراق.
ياسيد عمار الحكيم المحترم التاريخ لايرحم لا تجعله يؤرخ لك نقيض ما أرخ لجدك المرجع العظيم سيد محسن الحكيم ( قدس) ، اعلم ان قاعدتك هذه معادلة رابح رابح للأحزاب طرفها الاخر يساوي خاسر خاسر للشعب.