لم يتغير الايقاع اليومي للمشهد الدموي العراقي على الرغم من مرور اكثر من عقد ونصف ولم تختلف الوسائل والادوات مما يؤكد ويدلل على ان اللاعب واحد والمستفيد واحد كون المتضرر والخاسر هو الشعب العراقي فقط الذي يدفع الثمن الباهض ,ولم تشفع له مقدار الخسائر الجسيمة والاليمة التي يدفعها !!, وبعد ان اصبح شعبنا ضحية مخطط يراد له أن يستمر ويبقى قائم لا بد علينا أن نبحث ونراجع ونتحقق عن الجاني الذي دبر وخطط واشرف على مسلسل الجرائم الدموية اليومية من خلال ما حققه من منفعة وفائدة كبرى وبعملية حسابية بسيطة. نجد أن (ايران) حققت اكبر واكثر المكاسب حتى من المحتل الاميركي نفسه !, وهذا ما كشفته المعطيات والوقائع على الارض ويتقدم الضرر العسكري على باقي الاضرار الاخرى عندما اطلقت ايران ذراعها العسكري في العراق والمنطقة وكون العراق يمثل لها (خط الصد) عملت على تثبيت وتدعيم هذا الخط بكل ما تمتلك من قوة واهتمام وكلفت ( قاسم سليماني) قائد فيلق القدس للحرس الثوري الايراني وراحت ايران تمنح سليماني كافة الصلاحيات والسلطات ومسك اهم واخطر الملفات في العراق والمنطقة من تشكيل (الحكومة الى اقليم كردستان الى تجنيد المتطوعين في سوريا واليمن والبحرين ولبنان الى تصفية كل المعارضين والناقمين على نظام الملالي), واصبح قاسم سليماني الرجل الاول في العراق يتحرك بمعية المقربين منه ومنهم ( هادي العامري والخزعلي وقادة المليشيات الايرانية في العراق) حتى نجح سليماني في تأسيس جيش موالي لإيران وهو (الحشد الشعبي) على غرار (حزب الله في لبنان) و (الحوثي في اليمن)!!, فهو العقل المدبر والمخطط لرسم سياسة ايران في المنطقة لما يمتلكه من مكر ودهاء ونفوذ مكنه من مسك هذه الملفان , ولو عدنا للعبة (ظهور داعش) نجد ان ايران المنتفع الاول منها عندما اسس لها سليماني في سوريا ونجح بالتنسيق مع راس النظام السوري (بشار الاسد) الذي يمتلك ملفات الارهابيين عندما كان يشرف على تمريرهم عبر الحدود السورية للعراق ويحتضن قيادات القاعدة لسنوات عدة , فهل عمل بشار آنذاك من دون تنسيق وتفاهم مع ايران؟!! انا اشك في ذلك بل من ذلك الوقت انطلق التعاون والتنسيق بين بشار الاسد وقاسم سليماني وهم من رتب ومهد لزعزعت الوضع الامني في العراق وسوريا لهذا لا نستبعد مطلقا أن كل ما حدث من تفجيرات في العراق بعلم واشراف قاسم سليماني وهو مكلف بمهمة ابعاد التهديد الامني عن حدود ايران !! لهذا بعد اعلان القضاء على (داعش) في العراق تقلصت المدة عند سليماني الذي كان يتمنى ان تطول لإرباك المشهد اكثر مما يجعله يسارع لمنح ( فيلق الحشد الثوري العراقي) السلطة السياسية والعسكرية في العراق وكسب اكبر عدد من مقاعد مجلس النواب العراقي القادم كي تجني ايران ثمار ما دفعته من اموال واسلحة طيلة الحرب مع داعش قبل أن يفقد (الحشد) الوهج الذي طبل له الاعلام الايراني لتحقيق مكاسب انتخابية على حساب آلاف الضحايا من الشعب العراقي , لهذا لم يأت تهديد قاسم سليماني للعبادي بضرورة (التحالف مع الحشد) وبعد ان رفض الاخير التحالف معهم هدد قاسم سليماني بتفجير(60 مفخخة) تزلزل بغداد وتطيح بحكومة العبادي , مما اضطر العبادي للرضوخ لأنه يعلم ان قاسم سليماني قادر على هذا واكثر !! لكن ماذا فعل سليماني بعد التحالف بساعات قليلة؟!! انسحبت قائمة الحشد من تحالف العبادي مما يدلل على لعبة سليماني لإسقاط العبادي وفتح الطريق لهادي العامري ان يكون المرشح الاقوى لمنصب رئاسة الوزراء القادم! ولان نقول لراعي العملية السياسية (السيستاني) ما هذا الصمت؟! عن تهديد سليماني وكان الامر لا يعنيك؟! وهل ارواح العراقيين لا قيمة لها عندك؟! وانت تحابي سياسة وطنك الام ايران؟!
نرفق لكم تصريح خطير حول تهديد سليمان بتفجير 60 مفخخة