18 ديسمبر، 2024 8:05 م

قاسم سليماني يقود الجميع!

قاسم سليماني يقود الجميع!

لايمر يوم إلا و نجد أنفسنا أمام مواقف و تصريحات مثيرة تکشف و تٶکد لنا حقيقة واحدة بالغة الاهمية وهي مدى الخطورة التي يشکلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على السلام و الامن و الاستقرار في بلدان المنطقة، خصوصا وإن هذا النظام وکم نعلم جميعا، قد إتبع و يتبع سياسة التدخل في بلدان المنطقة و يجيز ذلك لنفسه فقط فيما يعتبره محرما فيما لو قامت دولة أخرى بنفس الشئ معه.
هناك الکثير من الابواق المأجورة في المنطقة والتي تدافع بطرق فيها الکثير ليس من الاستماتة فقط وانما الاسفاف أيضا عن عن هذا النظام و تٶکد بأنه يسعى للمحافظة على الامن وإنه لايتدخل في الشٶون الداخلية لدول المنطقة وإن کل مايقال بخصوص ذلك إنما محض إشاعات مغرضة يثيرها عملاء أمريکا و اسرائيل! لکننا لانعرف کيف بإمکان هذه الابواق”الرخيصة” أن تقول بعد أن تسمع تصريح(المرشد الاعلى)لهم، قائلا: :”لماذا لاتتواجد إيران في المنطقة؟ ستتواجد رغما عن أنوفکم”، هذا هو رد خامنئي على الدول الاوربية بعد أن طالبوا بوضع حد للتدخلات في بلدان المنطقة.
المثير للسخرية، إنه وتزامنا مع هذا التصريح الوقح للمرشد الاعلى و الذي يبدوإنه يستخف و بکل صلافة بالسيادة الوطنية لبلدان المنطقة، يعلن رضا بور دوستان، نائب القائد العام للجيش الايراني، إن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، يقود القوات الايرانية، سواء من الجيش أو الحرس الثوري، إضافة الى الميليشيات الافغانية و العراقية التي تقاتل تحت أمرتها في سوريا! وهذا يوضح الصورة أکثر فأکثر بشأن سليماني، الذي هو بالاساس مطلوب للعدالة کإرهابي على لائحة المنظمات الارهابية، والانکى من ذلك إن هذا التصريح يأتي في وقت أعلنت فيه وزارة الخزانة الامريکية تصنيف الحرس الثوري الايراني ضمن قائمة الارهاب.
السعي لإبراز قاسم سليماني مرة أخرى، خصوصا بعد تدخلاته الاخيرة في الاوضاع المتعلقة بکرکوك و الاقليم الکردي، هو أشبه مايکون بسباحة ضد التيار، غير إنه وفي نفس الوقت يأتي من أجل طمأنة الاحزاب و الميليشيات العميلة لإيران و الإيحاء لها من إن الامور کلها على مايرام و تسير بصورة طبيعية، رغم إن هناك تضارب بل و تخبط کبير في التصريحات و المواقف بعد إعلان الاستراتيجية الامريکية ازاء إيران و التي تسلط الاضواء بسکل خاص على تدخلاتها في المنطقة و تطالبها بالکف عنها، لکن، وکما هو واضح فإن هذا النظام من النوع الذي يظل يصرخ و يملأ الدنيا ضجيجا طالما کان له مجال بل وإنه وفي اللحظات الحرجة”کما هو الحال الان”يصرخ و يهدد وهو يظن بأن تصرفه هذا کفيل بإرعاب خصومه، غير إن ذاك الزمن ولى الى غير رجعة وإن على النظام الايراني الاستعداد لدفع ثمن کل ماإرتکبه من أخطاء في المنطقة وخصوصا فيما يتعلق بتدخلاته السافرة.