قفز اسم الجنرال قاسم سليماني القائد في الحرس الثوري الإيراني إلى الواجهة الدولية في بداية نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة, وتعاظم هذا الدور في بداية العقد الثاني وخصوصا اثناء حصول الاضطرابات في سوريا عام 2011.
أصبح اسم الحاج سليماني يمثل صورة من صور مقاومة امريكا التي مارست البلطجة في سياستها اتجاه الدول, فأمريكا تحاول فرض نفسها وارادتها على كل دول العالم من خلال سياسة القوة التي تستخدمها لإرهاب العالم.
وجود الحاج سليماني صار أرقا للإدارة الامريكية, فهو القائد الهمام الذي لا يتخفى بل يظهر في العلن على السواتر, وفي اشتداد النيران لا يبالي بالموت أوقع عليه أم هو من وقع على الموت.
لقد أصبح الحاج سليماني قائدا عابرا للحدود والقارات, فهو يدافع عن قضايا المسلمين بكل طوائفهم هنا وهناك, وعن القضايا الانسانية أينما كانت كدفاعه عن الايزيدين والمسيحين, ويحارب العدو الاسرائيلي والثور الامريكي الهائج, ويذيق المحتل مرارة الهزيمة.
لم تكن للقومية والدين اثرا حاجزا في تصدي الحاج سليماني للمحتل الامريكي والاسرائيلي فهو المخطط هنا والمنفذ هناك يصل الليل بالنهار مجاهدا مدافعا عن القضايا النبيلة.
شارك الجنرال سليماني العراقيين واللبنانيين واليمنيين والفلسطينيين والسوريين في دفاعهم, وكان وجوده باعثا للهمة والاقدام في نفوس المقاتلين, واصبح وجوده حجر عثرة امام مخططات امريكا وحلفاءها.
لم يكن القائد سليماني ايرانيا فقط, بل كان عربيا عراقيا, وعربيا لبنانيا, وعربيا فلسطينيا, وعربيا سورياً وعربيا يمنينا, كان سليماني رمزاً لنكران الذات وترك الانا, فهو دوما كان بشوشا مبتسما, يصف نفسه بانه تلميذ عن القادة الاخرين, وخادما للمجاهدين, كقوله عن رفيق دربه الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس حيث قال “انا اتعلم من الحاج ابو مهدي المهندس” ولعمري ان كلامه وسلوكه هذا, هو سلوك الاولياء الصالحين الذي يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة.
لتفخر ايران بقائدها الشهيد, ولتفخر المقاومة بهذا القائد, ولنفخر نحن العرب الاباة, بهذا القائد الهمام الذي عاش همومنا وقاتل معنا.