قاسم الملاك فنان قدير لا يشق له غبار , وقد عرف من خلال مسلسل (الذئب وعيون المدينة و(نسر وعيون المدينة) في دور (رجب). وكان المسلسل بمجزئيه من تأليف الكاتب الكبير عبد الباري العبودي .ثم توالت الادوار على قاسم الملاك ,لكنه فاجأ جمهوره في الايام الاخيرة بانه ايضا يكتب الدرامة العراقية , وقد ظهر في مسلسلين من أنتاج قناة (الشرقية) .المسلسل الاول (دار دور) والثاني (سايق الستوتة) وفي هذين العملين ظهرت مقدرة هذا الفنان بشكل واضح وجلي . فقد عالج فيهما الواقع السياسي العراقي وعن معاناة الفرد العراقي في ظل هذه الظروف المأساوية , منتقدا الوضع من خلال مواقف كثيره يعيشها الشعب العراقي, وهما ايضا نقد لاذع وصريح لإداء الحكومة الحالية واظهار اخفاقاتها في عدم السيطرة على الاوضاع الامنية و المعاشية والخدمية , وما صاحب ذلك من معاناة اخرى نكدت عيش المواطن وجعلت منه شبحا يسير في دوامة ظروف لا يمكن ان تعثهر من خلالها على ومضة امل في سبيل عيش كريم وراحة دائمة.
    وبما ان الفنان صاحب رسالة ,حاله حال المصلح الاجتماعي والاديب والفيلسوف والعالم في العلوم الاخرى .فقد ظهر قاسم الملاك في (دار دور) و(سايق الستوتة) مصلح اجتماعي ومحلل سياسي ووطني كبير, تعنيه مصلحة شعبة , وبالخصوص المواطن العراقي الذي يعيش هذه الظروف. فكان المسلسلان صرخة في وجه كل ظالم مستبد , هدر اموال الشعب العراقي واضاع مستقبلة ,وصادر حريثه .
   واذا اردنا ان نحلل رسالة الفنان نجده سياسي من الطراز الاول ,بل الصحيح انه اخطر  من السياسي بكثير . ومن هذا المبدأ نقول : ان الفنان اذا تنازل عن رسالته وباع ضميره وخان مبدئه من اجل الاموال , فهذا ليس بفنان وان رسالته مزيفه , فلا يقام له وزنا بين المجتمع . وفي رمضان هذا ظهر الملاك في (التيتي) وهو مسلسل سخيف ليس له معنى , ولا يهدف الى شيئ وخال من الروح النقدية التي يراد منها اصلاح كسر واستقامة ميلان, وهو من انتاج (العراقية) والكل يعلم بان هذه الفضائية هي قناة حكومية , ودائما ما تحسن صورة الحكومة وتظهرها بالوجه الحسن . والجميع على علم بان سياسة (الشرقية)هي ليست سياسة (العراقية). فلا ادري ما هو الدافع الذي جعل من الملاك ان (يندار)  360 درجة بسرعة قياسية لا تقاس بمقياس رختر , الا انني افسرها بتفسير واحد لا غير هو اعطاءه من الدولارات مالم تعطه (الشرقية) .واخيرا اقول للملاك كما قال المطرب راغب علامة (لا تلعب بالنار تحرق صبيعك).