بعد انتظار طويل بدأت عملية تحرير نينوى بمشاركة القوات الأمنية من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر وبأسناد التحالف الدولي ليؤكد تلاحم أبناء الشعب وتوحيدهم من اجل تحرير محافظة نينوى وبكل تأكيد هذا التلاحم البطولي له أثره المعنوي الكبير في توحيد الصفوف وإعادة الأمل لأبناء نينوى ومدنها بالتحرر من عصابات داعش وعودة النازحين إلى بيوتهم بأمان .
لا توجد معركة بلا خسائر و لا تضحيات ومعركة تحرير نينوى تحتاج الكثير من الصبر والتخطيط لها وتنفيذ مراحل تحريرها يحتاج الى جهد عسكري استثنائي لما للمعركة من اهمية خصوصا انها المعقل الأخير لداعش في العراق الذي يحاول جاهدا ان يعرقل تقدم قواتنا البطلة بكل إمكانياته وما تيسر له من معدات بزرع العبوات وتفخيخ البيوت و العجلات والطرقات وقد يلجأ الى استخدام السكان دروع بشرية لحماية أنفسهم وهذا ما سيؤخر تقدم قواتنا البطلة , لابد هنا من الإشارة الى ضرورة تعاون إخواننا واهلنا في الموصل مع القوات الأمنية بتقديم المعلومات وكذلك اتباع التعليمات التي تم القتها الطائرات وعدم الخروج من منازلهم وهذا يسهل تحرير مدنهم وعدم تعرضهم لاي خطر , لقد انتظر اهلنا في محافظة نينوى ومدنها النصر ودحر الارهاب بعدما ذاقوا مرارة داعش وجرائمه ولا يخفى على الجميع ان الامل بالتحرير والفرح واضحا عليهم وقد اتصل عدد من الأصدقاء يعبرون عن مدى فرحهم وسرورهم بقرب نهاية داعش وعودة الحياة الى مدينتهم بعد تحريرها .
الاعلام له دور كبير في النصر وفي هذه المعركة يجب ان يتوحد الاعلام الوطني وان يقف بجانب قواتنا الامنية و يساندها من اجل تحقيق النصر , اعتقد ان معركة تحرير نينوى سترافقها الكثير من الإشاعات والأصوات النشاز وهناك من يحاول عبر القنوات الفضائية وضع العراقيل وبث روح التفرقة بطرق مختلفة من اجل التشويش والاساءة الى قواتنا بفركة الصور والافلام لتضليل الرأي العام داخل وخارج العراق , ولعل من يتابع خلية الاعلام الوطني سيجد ان التغطية الاعلامية تتابع الاحداث لحظة بلحظة من خلال المراسلين المنتشرين على كافة محاور عملية تحرير نينوى , وهذا جهد كبير لا يمكن تجاهله ويضعنا في قلب الحدث ويمنح من يتابعها الامل خصوصا اهلنا في نينوى .
المعركة مثلما تحتاج الى جهد عسكري واستخباري واعلامي تحتاج الى جهد سياسي كبير والتواصل مع قادة الدول الكبرى ودول الجوار وبيان الخطر الحقيقي لداعش ليس على العراق فقط وانما يمتد هذا الخطر الى دولهم وعليهم مساندتنا في معركتنا ونحن نحارب الارهاب نيابة عن العالم .
المعركة على الارض يجب ان يرافقها تواصل ومتابعة المسؤولين وتلبية طلبات المقاتلين من اسلحة واعتدة وارزاق وكذلك مكافئتهم على جهودهم الكبيرة في محاربة الظلم والارهاب .
حسب التوقعات سيكون هناك الاف النازحين من معركة نينوى وهذا يتطلب إنشاء مخيمات لاستقبالهم وتوفير كل وسائل الراحة والمستلزمات الضرورية الطبية منها والغذائية وكذلك توفير الأجواء الآمنة معنويا ونفسيا حتى يتمكنوا من العودة مرة اخرى الى مدنهم بعد اعادة تأهيلها واعادة الحياة اليها بعد تطهيرها من مخلفات الحرب وما خلفه داعش من خراب ودمار وإعادة فتح الدوائر الرسمية وتوفير الخدمات من ماء وكهرباء وغيرها لتعود الحياة طبيعية كما كانت وينعم سكانها بالامان , وهنا لابد من الاشارة الى ضرورة اعادة وسائل الاتصالات بكافة انواعها بصورة جيدة ليتمكنوا من الاتصال المباشر والاطمئنان على اهلهم وأصدقائهم ومن فارقهم خلال فترة احتلال داعش لمدينتهم داخل وخارج العراق .
ان معركة تحرير نينوى تسير وفق ما مخطط لها ولكن يجب علينا ان نكون حذرين جدا من الخلايا النائمة لتنظيم داعش في بغداد والمحافظات فقد يكون لهذه الخلايا الارهابية اهدافا مخطط لها واحداث فوضى داخل المدن الامنة لارباك المواطنين وزعزعت الثقة بقواتنا الامنية وخصوصا ان داعش يلفظ انفاسه الاخيرة في الموصل لذا يجب اتخاذ تدابير الحيطة والحذر وعدم التهاون في تطبيق الخطط الامنية اللازمة لذلك .