23 ديسمبر، 2024 10:31 م

قادمون يا بغداد ولكن نازحين.!

قادمون يا بغداد ولكن نازحين.!

لاشك أن ساسة الأنبار لا يمثلون أهالي الأنبار وعشائرها، من خلال ما شاهدنا منذ سقوط النظام البعثي؛ حيث أدخلوهم في أنفاق مظلمة، وجعلوهم بين المطرقة والسندان كما يقال؛ فما يقوم به أولئك الساسة، من مهاترات وتنفيذ مشاريع خارجية، بعيدة عما يطمح له أبنائهم وعشائرهم، التي أصبحت فريسة لكواسر الحقد والظلام، ولا يخفى على العراقيين المظاهرات ونصب الخيم، وقطع الطرق الرئيسة في محافظة الأنبار غرب العراق، والمنصات التي جلبت شذاذ الأفاق والطائفيين من أصقاع العالم، وأصحاب فكر الموت والتفجير والذبح والزنا” جهاد النكاح”.
حزب البعث والنقشبندية وداعش؛ هذه المرتكزات الثلاثة التي شكلت قوى مختلفة بالفكر، متفقة بقتل العرقيين وإعاقة مؤسساته وحرق البنية التحتية، إنتقاماً للحكم الذي تربع على صدورنا ثلاثة عقود ونصف، وتنفيذاً للسياسات الغربية والحكومات الدكتاتورية، التي دعمت التظاهرات ومطالبها بإسقاط الحكومة الشرعية المنتخبة، من خلال تلك الأبواق التي شعلت فتيل الأزمة، وهربت لتسكن الفنادق المرفهة وأماكن بائعات الهواء، وترك الشعب الأنباري تحت مطرقة تجار الحروب، والمفاهيم الإجرامية التي جاء بها داعش.
ساسة الأنبار تذكرني بقصة صقر مفيلح؛ هذا الصقر الذي أطعمه مفيلح، من أجل إنضاجه والإستفادة منه أثناء خروجه للصيد، عندما يصيد طائر يتوجب على الصقر أن يذهب لجلب الطائر، لكن يبدو إن هذا الصقر ناكر للجميل وخائن للزاد والملح، وتناسى كل ما قام به مفيلح طيلة هذه الفترة، وصار يصطاد الأفاعي السامة والقاتلة ويجلبها إلى بيت مفيلح.
هؤلاء أصحاب سقيفة الأنبار، التي هي إمتداد لسقيفة بني ساعدة؛ حيث وجدوا مساحة كافية وأرض خصبه تستوعب أفكارهم المنحرفة، وشعارهم” قادمون يا بغداد”، التي يحكمها” الفرس والصفويون”.! هذه الشعرات البراقة والأصوات المبحوحة نكشف نقابها، وأصبح أمرها مفضوحاً لدى ابناء الأنبار وعشائرها.
لم يفهم شعارهم قادمون يا بغداد معظم العراقيين، وخصوصاً الأنبارين منذ نصب الخيم وشل حركتهم الإجتماعية والإقتصادية؛ فقد جاء اليوم الذي يثبتون للعالم مصداق لشعارهم، حيث قتلوا شبابهم وشيوخهم وإغتصبوا نسائهم، وهجروا ما تبقى منهم إلى بغداد؛ لتؤويهم الحكومة” الفارسية”.! وتحمي شرف الأنباريات، وتبعد تلك الثعابين التي جاء بها صقر مفيلح، على يد ابناء الوسط والجنوب” الحشد الشعبي”.