أيها الطائفيون يامن تُقيمون في فنادق البذخ والترف والفوخان ، يا من تُسمّون أنفسكم بثوّار العشائر وانتم لستم سوى ثوّار العهر والسهر ، أيها المطالبون بحقوق أهالي الأنبار كذبا ً – ونفاقا ً- و تحريفا ً – وتزييفا ً ، يا من تتخذون من مساجد الله دعوة للإرهاب ، يامن تنادون ” حي على الفساد ” من منارات أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها أسمه من أجل كرامة الإنسان وسلامة الأوطان ، يا من تدّعون بأنكم أئمة هدى وانتم لستم سوى أئمة ضلال وقتل وانحلال، وخطباء فتنة ودعاة للفرقة والتهجير ضد أبناء الوطن الواحد ، ها هي عوائلكم بشيوخها ونسائها واطفالها قد حصلت على حقوقها التي سلبها ” الروافض ” !؟ ، ها هم أهالي الأنبار نازحين الى بغداد الكاظمين ، وكربلاء الحسين ، ونجف الأمير ، بسبب حماقاتكم وجهلكم ، وبسبب تطرّفكم الأعمى …
في الوقت الذي كنتم تقرعون اسماع العالم بأنكم مظلومين ولا نعرف من ظلمكم ومن استوطن مدينتكم واستباح دمائكم وعاث فيها فسادا ً وخرابا ً ، فمن حق أي شخص يتسائل ويقول من الذي ظلمكم ؟ هل حقا ً هم الشيعة الصفويين كما تطلقون عليهم هذه التسمية وغيرها من الأسماء والأوصاف التي يقطر منها الحقد المعلن وماخفي أعظم هل حقا ً كان الشيعة خنازير والعياذ بالله ، كما كنتم تصفونهم ، بالخنازير وكنتم تكفرونهم وتحرضون على قتلهم ، والكلام موجه الى من كان يعتلي مايسمى منصّات ” ساحات العزة والكرامة ” سواء كانوا شيوخ دين أو شيوخ عشائر من أمثال علي حاتم سليمان ، وشيخ طگعان وفلتان وخاسر الميزان ، والعلواني ، واللهيبي ، وآخرون ممن نصّب نفسه ممثلا ً ومدافعا ً عن حقوق المناطق الغربية الذين أسسوا مشروع تخريبي وقادوا أكبر فتنة دفعنا فيها أغلى الأثمان في الخسائر البشرية … كانت الحصة الأكبر في التضحية والإقدام من الجنوب وبالتحديد من الشيعة الذين كانوا ومازالوا يدافعون عن العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الى يومنا هذا وقوافل الشهداء لم تتوقف … بينما أنتم تصفونهم بالصفويين والفرس المجوس ، واوصاف ماانزل الله بها من سلطان ، أليس شيعة العراق هم عروبيين وعراقيين أصلاء لم يأتوا من جنوب أفريقيا ولم يتم استيرادهم من افغانستان والشيشان وغيرها من الدول التي يتكاثر فيها المتطرفين وشذاذ الآفاق ، أليس الشيعة مسلمين يشهدون بأن لااله الا الله ” جل في علاه ” وأن محمد ” ص ” عبده ورسوله وخاتما ً للأنبياء والمرسلين ؟ ، أليس الشيعة يقيمون الصلاة ويصومون شهر رمضان ويحجون بيت الله ويقرأون القرآن حالهم حال أي مذهب من المذاهب الإسلامية وبالتالي دم المسلم على المسلم حرام ، بل حتى دم الإنسان على الإنسان على مختلف المعتقدات والديانات والقوميات والمذاهب حرام مطلقا ً ؟ ، وأنا أسأل كل عراقي منصف سواء كان سنّيا ً أم شيعيا ً ، مسلما ً أم مسيحيا ً ، عربيا ً كان أم كرديا ً ، ماهو الذنب الذي اقترفه الشيعي ؟ والجواب أكيد لأنه يدين بالولاء للأئمة الأطهار ” ع ” وهذا هو السبب الوحيد الذي جعلنا نحن الشيعة أن نعيش وسط هذا النكد والحقد والكره من اولئك الذين يتصدرون المشهد الفتنوي في كل زمان ومكان ، وأنا هنا لا اتحدث عن انعطافة جديدة أو حالة غريبة قد حصلت … انما هي سلسلة من الظلم الذي تعرض لها أبناء المذهب الشيعي منذ بعثة النبي الأكرم ” ص ” الى ما لا يعرف متى ينتهي ويتوقف هذا الظلم …
على أي حال ، الكلام لاينفع مع هؤلاء عميان البصر والبصيرة … وما اريد قوله هنا :
أننا كمذهب شيعي تعلمنا من نبينا وأئمتنا ” عليهم السلام ” أروع معاني الرحمة والإنسانية وتزودنا منهم ما لم تتزوده كل المذاهب الإسلامية ، وعلى هذا الأساس نحن لانفرق بين بشر وآخر ، حتى وإن اختلف البعض معنا عقائديا ً ، ومذهبيا ً ، فهناك مشتركات وروابط كثيرة تجمعنا معهم ، وكما يقول سيد الأوصياء علي ” ع ” في وصيته لمالك الأشتر ” رض ” عندما أصبح واليا ً على ولاية مصر : أوصاه بأمور كثيرة فيما يخص الرعية وكان أبرز وصية من الامام لمالك هي : ( يامالك اعلم إنَّ الناس صنفان ، إما أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ) وهذه واحدة من حقوق الإنسان التي تعلمناها من سيدنا وامامنا أمير المؤمنين علي ” ع ” التي طبقناها في حق أهلنا النازحين من أهالي الأنبار ، وهو ليس فضل منّا بل هو واجب شرعي واخلاقي ، قد امرنا الله به ورسوله والأئمة الطاهرين ، ويشهد الله بأننا نعامل امهاتنا واخواتنا النازحات من الرمادي كما نعامل امهاتنا واخواتنا في كربلاء والنجف والبصرة والناصرية والعمارة وغيرها ، ولا نفرق بينهن ولا بين أي مواطن عراقي غربي أو شرقي ، والله من وراء القصد ، هذا هو ديننا وهذه هي أخلاقنا وهذه سماتنا الحميدة واقول واكرر : ليس فضلا ً منا بل هو واجب وطني واخلاقي وانساني على كل عراقي آمن بالله وباليوم الآخر وكذلك هو شعور كل إنسان شريف يؤمن بالانتماء لهذا الوطن و لايفرط بأبناءه ولا يميز بين هذا وذاك طالما هم أبناء وطن واحد وشعب واحد وأمة واحدة …
ختاما ً أقول لهؤلاء الطائفيون :
لقد خابت آمالكم وسقط رهانكم وتحوّلت شعاراتكم من ( قادمون يابغداد ) الى ( نازحون يابغداد ) وستبقى بغداد عصيّة على مؤامراتكم ، وخرفاتكم واحلامكم ويقضتكم ، سيبقى أهل بغداد الحبيبة بكل طوائفهم متحابين ومسالمين ، والخزي والعار والشنار لكم أيها الطائفيون يا أتباع الشيطان ، قاتلكم الله وحشركم مع الظالمين في نار جهنم خالدين .