في كرة القدم كما في الحرب إستراتيجية الهجوم خير وسيلة للدفاع هي التي تأتي دائما بالانتصار، خاصة عندما تكون قدرات المتحاربين تقريبا متكافئة، وهذه الإستراتيجية تحتاج إلى قائد شجاع لا يعرف التردد في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهذا ما لم يكن عليه مدرب منتخبنا الوطني السيد راضي شنيشل، بحيث احتاج إلى خسارتين متتاليتين لكي يقتنع إن الهجوم خير وسيلة لتحقيق الانجاز الأفضل، عندها قرر أن يلعب مع أقوى الفرق الآسيوية مهاجما وهو الفريق الياباني، وبعد انتهاء المباراة ورغم الخسارة غير المستحقة مع اليابان إلا أن الجميع، ونحن منهم خرج بقناعة راسخة أن أداء منتخبنا كان هو الأفضل، وكان يستحق الفوز بجدارة، ولكن أن تصحو في أول ثلاث مباراة خير من أن لا تصحو أبداً، وأمام اسود الرافدين مشوار طويل فيه 21 نقطة، وربما لا يحقق هذا الرقم حتى أول المتأهلين لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018…
ولكن على راضي شنيشل أن لا يعود في كل المباريات القادمة إلى الاسلوب القديم عندما يلاقي خصوم المنتخب، حتى في عقر ديارهم…فقد سبق وأن قلنا أن قدرات عناصر منتخب أسود الرافدين المهارية والتكتيكية، ولياقتهم البدنية، وقوتهم الجسمانية، والمعنويات التي تتصف بها الشخصية العراقية هي أفضل على الإطلاق في كل منتخبات الكرة الآسيوية…
لذلك نقول لا يزال الأمل كبيرا بتحقيق الانجاز…ولكن بشرط وحيد لا يقبل أي أعذار أو تأويل، وهو تطبيق إستراتيجية الهجوم خير وسيلة للدفاع ولآخر دقائق المباراة…والتركيز على الاستحواذ على الكرة في منتصف الملعب، ويجب الاستقرار على التشكيل الأساسي في عموم المنتخب، خاصة لاعبو منتصف الملعب، والأجنجة، عندها نقول إننا واثقون من تحقيق الانجاز وبكل أريحية … سنكون معكم إلى آخر المشوار لأننا واثقون من قدراتكم؛ وأدائكم مع اليابان في المباراة الأخيرة، دليل لا يقبل البهتان إنكم الأفضل آسيوياً، ونحتاج فقط أن يعرف ذلك الكادر التدريبي، وكل اللاعبين. بالتوفيق لاسود الرافدين في مبارياتهم القادمة، وأهمها كسب النقاط الثلاثة في مباراتنا القادمة مع تايلند في إيران بتاريخ 11 من الشهر الجاري.