22 نوفمبر، 2024 1:34 م
Search
Close this search box.

قادة عراق اليوم.. أين أنتم من قادة عراق الأمس الميامين؟).. الحلقة الثانية

قادة عراق اليوم.. أين أنتم من قادة عراق الأمس الميامين؟).. الحلقة الثانية

1ـ نوري السعيد.. رئيس وزراء:

ـ نزيه حتى الثمالة.. جاداً وحازماً.. دقيقاً في مواعيده.. عصبي المزاج.. دبلوماسي من الطراز الأول.
ـ لم يكن طائفياً البتة.. حتى إن عشيرته أو نسبه غير معروف.. وما يقال غير مؤكد.
كان حاضراً في السياسة العراقية في العهد الملكي دوماً.. “سواء رئيساً للوزراء.. أو وزيراً للخارجية.. أو وزيراً للدفاع.. أو حتى بدون منصب”.

نزاهته :
ـ راتب نوري السعيد كوزير 150 شهرياً.. وكرئيس للوزراء 250 ديناراً.
ـ لم يكن يملكب في البداية داراً.. فسكن في دار ولده صباح.. العائدة لمديرية السكك في الصالحية ببغداد.. باعتبار صباح مديراً عاماً لدائرة السكك الحديدية.

ـ سلفه لزفاف صباح السعيد:
قدم نوري السعيد..طلباً موثوقاً لوزير المالية في حكومته.. بتسليفه مبلغ قدره (100دينار عراقي) لإتمام مراسيم زواج (ولده صباح).. وسدد إقساطها بوقتها المحدد.

ـ سلفة البنك العربي:
العام 1945 استلف من البنك العربي 6000دينار من البنك العربي ببغداد العام 1945.
مقابل رهن أسهم له في معمل الغزل والنسيج لقاء تسلم المبلغ.. وسدد الإقساط سددت في مواعيدها.

ـ العام 1955 أعلن “محافظة الأنبار” عن بيع بالمزاد العلني قطع أراضي ل100 دونم.. شارك السعيد بالمزاد ورست عليه إحدى هذه القطع.. وكان آنذاك خارج الحكم.. لكنه لم يستثمرها حتى مصرعه.. بهدف استثمارها عندما يتقاعد.. فالقانون العراقي آنذاك لا يسمح لأصحاب المناصب الرفيعة العمل خارج وظيفته.

ـ نوري السعيد يشكل لجنة:
سمع نوري السعيد سمع لغطاً عن إثراء غير مشروع لبعض المسؤولين.. فأوعز لوزير العدلية “احمد مختار بابان” بتشكيل لجنة سرية من كبار القضاة ممن يثق بهم الوزير للتحري عن مصادر ثروة المسؤولين.. وسموها “لجنة من أين لك هذا”.. عملت اللجنة بصمت وبعيداً عن الأضواء.. وجمعت المعلومات وعرضتها على الوزير.. لكن بابان أخفاها عن رئيس الوزراء.
بعد مدة تذكر “نوري السعيد” الموضوع فطلب مقابلة الوزير ليطلع على ما توصلت إليه اللجنة.. وسبب تأخرها!!
سكت الوزير ولم ينطق بكلمة.. لكن “السعيد” قال له: “إشبيك أخرسيت”.
ردً عليه الوزير: باشا اسمك أول واحد.. وأخاف من الفضايح !!
ضحك “نوري” وقال:
ولك آني اشعندي غير البيت وهذا الكرسي.
فرد الوزير عندك بستان علشط.. وأنت إجيت كلشي ما عندك!
قهقه “نوري السعيد” وقال:
معقولة “نعيمة” سجلت البستان باسمي.. يقصد “زوجته السيدة “نعيمة العسكري”.. شقيقة المرحوم “جعفر العسكري” وكانت تمتلك بستان ورثتها عن أهلها.
وأضاف “نوري”: خلي يروحون للطابو بلكي تطلع صدك بس هاي متسويها أم فليس.

ـ مصادرة أمواله:
ـ بعد ثورة 14 تموز 1958 تقرر مصادرة أمواله.. ولم يجدوا عنده إلا داره.. وتبين إن الأرض التي شيد عليها نوري السعيد داره تعود لزوجته نعيمة العسكري.. ولا يمكن قانوناً مصادرتها.

أسرته:
ـ بعد مقتله لم يكن لأرملته.. وأرملة ابنه صباح ما تعيشان به.. واللتان كانتا في لندن للمعالجة.. فتعُينت أرملة ابنه صباح مترجمة في الإذاعة البريطانية.. ال bbc
ـ أمّا أرملة السعيد فقد خصص لها جلال بايار رئيس جمهورية تركيا راتباً يسيراً.
ـ بعد الانقلاب على حكومة بايار.. انقطع هذا الراتب في أواخر أيار 1960.
ـ أخذت تبيع إغراضها.. وما لديها من حاجيات كانت معها.. لتعيش.
ـ أخيراً اضطرت الى بيع عقد لها ثمين كان هدية قديمة من أمير الكويت.. فاشتراه أحد الأثرياء الكويتيين.
ـ لمّا سمع أمير الكويت بذلك أمر بردّ العقد.. وخصص لها راتباً شهرياً.
ـ عندما مرضت باعت جميع ما بقى عندها من حاجات كانت معها.. لتسديد أجور المعالجة والدواء.. ولم يبق عندها غير ساعة ثمينة لزوجها.
ـ وعندما اشتد عليها المرض والفقر وذلك قبيل وفاتها بأيام أرسلت بيد احد الدلالين اليهود تلك الساعة الثمينة ليبيعها لأحد الأغنياء.. لكن لم تباع
ـ ماتت زوجة نوري السعيد.. ولم تجد كنتها تكاليف الدفن! فتبرعت بلدية لندن بدفنها مجاناً.
ـ وبعد رجوع الدلال اليهودي في لندن.. أخبر إنها قد أنها فارقت الحياة..ولا ندري هل أعاد الساعة الى كنتها.. أم لا ؟

2ـ علي جودة الأيوبي.. رئيس وزراء: في العهد الملكي
عصامي.. متواضع.. قليل الكلام.. طيب السيرة.. رزانة في التفكير.. ليونة غير مصطنعة في السلوك.. معتدل في خططه.. اعتمد على نفسه في بناء شخصيته.. التزم بمبدأ “السياسة فن الممكن.. لا العاطفة”.. تسلم مناصب رفيعة عديدة.. ورئاسة الوزارة ثلاث مرات.

نزاهته:
نزاهته لا توصف.. عمل لأكثر من 50 سنة.. وشغل عشرات المناصب الرفيعة.. لم يستغل منصبه لخدمة مصالحه أبداً.
ـ لم يعين أحداً من أقربائه.
ـ لا يملك أي عقار.. ويسكن داراً بالإيجار.
ـ ليس له حساب مصرفي لا في العراق.. ولا خارج العراق.
ـ مات ولم يملك شيئاً من حطام الدنيا.

ـ حكاية العشرة دنانير:
ترأس علي جودت الأيوبي رئيس الوزراء.. وفد العراق لحضور مؤتمر في إسطنبول.. أواخر العام 1957.. وعندما انتهى المؤتمر.. لم يعد كما هو مقرّر في برنامجه الرسمي إلى بيروت ومن ثمّ إلى بغداد.. بل قرر الذهاب الى دمشق كي يلتقي بالرئيس السوري شكري القوتلي.. لهذا طلب من السفارة العراقية ببيروت تأجير سيارة لتقله الى دمشق.. ومن هناك عاد الى بغداد.
ـ بعد فترة قصيرة من عودته وصله إشعار من وزارة المالية بقطع عشرة دنانير من راتبه الشهري.. وهي بدل إيجار السيارة التي أقلته من بيروت الى دمشق..
وجاء ردّ المحاسب وافياً شافياً:
برنامجك المقرّر.. يا سيّدي.. لم يكن يتضمّن زيارتك إلى دمشق.. ولم تكن في مهمّة رسميّة.. لذلك يتعذّر عليّ تسديد مبلغ التاكسي.. آسف !!
وبالفعل دفع الأيوبي المبلغ بلا أي نقاش؟ والجدير بالذكر أن راتب رئيس الوزراء الكلي 200 دينارا فقط ؟

3ـ فيصل السامر.. أستاذ جامعي.. ووزير .. وسفير:
صادق.. متسامح.. يحب فعل الخير.. أخلاق رفيعة.. مثقف ذو معرفة واسعة.. ومربي فاضل.. ورب أسرة ناجح.. وسياسي نقي.. ووطني مخلص غيور.
نزيه حتى آخر رمق فيه.

نزاهته:
ـ عنده المبادئ.. ثروته في الحياة والوفاء: فقد رشح عدة مرات لمنصب عميد كلية الآداب.. كذلك لمنصب رئيساً لجامعة بغداد.. إلا انه اعتذر واثر التفرغ العلمي والإشراف على طلبة الدراسات العليا.
ـ أسقطت الحكومة العراقية بعد 8 شباط 1963 عنه وعن أفراد عائلته الجنسية العراقية.. وعرضت عليه مختلف الجنسيات إلا أنه أبى.. ورفض أن يحمل غير جنسيته العراقية.
ـ كان سفيراً.. يسد النقص في المصاريف والأثاث من حسابه الخاص.. تاركاً كل شيء للسفارة بعد أن تنتهي مدة سفارته.
ـ كان أستاذاً في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا ويتسلم راتب وزير.. لكنه أصر على العودة للوطن.
ـ لم يكن يملك داراً.. ولا أي عقار آخر.. لا في العراق ولا في الخارج.
ـ حسابه بالبنك عند وفاته عشرة دنانير فقط .
ـ كان مثالياً بكل المقاييس.. وبكل معنى الكلمة.. ربما تكون الثروة الوحيدة التي تركها السامر لأولاده هي المبادئ.. كما تقول د. سوسن ابنة الدكتور فيصل السامر: “انه مثالي بكل المقاييس وبكل معنى الكلمة ربما تكون الثروة الوحيدة التي تركها السامر لأولاده هي المبادئ.

4ـ نزيهة ألدليمي:

هادئة.. متواضعة.. بسيطة.. ما يميز شخصيتها كطبيبة هي مهارتها المهنية.. وحققت خلال ممارستها لهذه المهنة الإنسانية.. التي تتلاءم مع طبيعتها السمحة.. كان تشخيصها الطبي وعلاجها دقيقاً.. ورعايتها خاصة للمرضى الفقراء والمعوزين.
في 14تموز 1959 شكلت وزارة جديد بأسم وزارة البلديات وعينت نزيه ألدليمي وزيرة لها.. وهي الوزيرة الوحيدة التي كانت تزور المناطق الشعبية وتتابع تنظيفها وتبليط شوارعها وإقامة المجاري فيها.
كما كان لها دور في إنشاء مدينة الثورة شرق بغداد.. التي تسمى حالياً “مدينة الصدر”.. ووزعت قطع الأراضي في منطقة الشعلة.

نزاهتها:
كانت نزيهة حتى الثمالة منذ كانت طبيبه حيث تداوي المرض الفقراء مجانا في عيادتها الخاصة.. في السليمانية في محلة الشواكة ببغداد.
ـ لا تملك داراً.. ولا أرضاً.. ولا أي شكل من أشكال العقار.. لا في العراق.. ولا خارجه.
ـ ليس لها حساب مصرفي.. أو أي شكل من الحسابات والأمانات.. لا في العراق .. ولا خارجه
ـ تعيش على راتبها.. فعيادتها الخاصة كانت شبه مجانية للعناية بالفقراء والمعوزين.
ـ تقول نزيهه: “اتصل بيً مرافق الزعيم في ذلك الصيف القائظ من العام 1959.. طالباً مني الحضور إلى وزارة الدفاع.. لم أكن أملك ثمن التاكسي.. لذلك ركبتُ الباص رقم (4).
ـ بعد لقائي بالزعيم قاسم قال انه بصدد استحداث وزارة جديدة للبلديات.. وطلب مني اقتراح هيكل لها.. وان أكون وزيرتها.. نظرتُ له بدهشة.. وقلتُ أنا مواطنة بسيطة وطبيبة لا تفهم شيئاً بالوزارات.. لكنه ضحك وشجعني.. قائلاً: انه يثق بيً وبقدرات النساء على المشاركة في بناء البلد”.
ـ لا تملك سيارة خاصة.. وتتنقل في إشغالها في الباص.. وليس في التاكسي.
ـ لم تستغل منصبها للإثراء أو لأية مصلحة خاصة لها أو لأسرتها.
ـ كما إنها لم تعين أحد من أهلها أو أقاربها أو معارفها.

راتب تقاعدي:
في العام نيسان 2004 اتخذ مجلس الحكم المؤقت في العراق قراراً بمنح الدكتورة نزيه ألدليمي راتبا تقاعدياً شهرياً قدره “750 دولار” اعتباراً من نيسان 2004.. تثميناً لجهودها في خدمة الوطن ونضالها الطويل.. وفي العام 2007 توفيت ألدليمي بمرض عضال.

5ـ ناجي طالب.. وزير
ـ عسكري منضبط.. ثقافة عالية.. سمو في الأخلاق.. كان كثير الإصغاء.. قليل الكلام..لا يتحدث إلا عندما يضطر الى تصحيح معلومة.. أو الإجابة على استفسار.. الإخلاص للواجب.. وتواضع واضح.. وتفاني في العمل.. جزء من شخصيته.. نظيف اليدين.. وقدوة في النزاهة.
ـ كان والده كان من ملاكي الأراضي.. ونائباً في البرلمان في العهد الملكي .. ثم عيناً في مجلس الأعيان.
ـ كان ناجي نائباً لرئيس اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار.. التي يرأسها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم.. ونائب آمر فوج في البصرة العسكري.
ـ عند قامت ثورة 14 تموز 1958 استؤزر وزيراً للشؤون الاجتماعية في حكومة الثورة الأولى.. وزير الصناعة العام 1963.. رئيساً للوزراء العام 1966.. اختير العام 2004 رئيساً للجمهورية.. لكنه اعتذر.

نزاهته:
ـ كان نظيف اليد.. نزيهاً.. وتضمنت اضبارته الشخصية.. وإضبارته التقاعدية.. كل ما يشير الى نظافة سلوكه الوظيفي.. والشخصي.. وتفانيه في مسلك الجندية.. والتوصيات الإيجابية المرفقة من الآمرين.. والضباط المسؤولين تدلل على هذه السيرة.
ـ لم يستغل منصبه لمصالحه الخاصة طيلة حياته.
ـ لم يعين أي من أقرباه في أية وظيفة على حساب الآخرين.. طيلة حياته.
ـ لم يثرى أبداً.. ولم يكن في بيته أي مال.. وليس له حساب مصرفي.. لا في العراق.. ولا خارج العراق.. ولا أي حساب مصرفي باسم زوجته أو أبنائه.
ـ أثاث بيته لم يغير سواء عندما أصبح وزيراً.. أو عندما أصبح رئيساً للوزراء.. فالأثاث القديمة العادية هي نفسها في داره.
ـ لم يمتلك أي دار لا في بغداد.. ولا في المحافظات الأخرى.. سوى دار سكنه القديمة.. قبل إن يكون وزيراً.. ولا تملك زوجته.. أو أبناءه أية عقارات لا في العراق.. ولا في خارج العراق.
ـ المدهش: عند تم تطبيق قانون الإصلاح الزراعي.. صادرت الدولة أراضيهم.. فأتصل أبيه به هاتفياً معاتباً قائلاً له: “بويه ناجي ليش ما بلغتنه قبل الإستملاك حتى نبيع الأراضي”.. أجابه: “يا والدي: إذن لمن جئنا”.. علماً إن ناجي كان يعلم قبل شهور من قرار استملاك أراضيهم”.
ـ المدهش: في تسعينيات القرن الماضي.. وخلال الحصار على العراق.. دعت الحكومة رؤساء الوزارات السابقين.. ومنحتهم هدايا مالية ضخمة..إلا إن ناجي اعتذر عن استلام الهدية.. معللاً ذلك بأن وضعه المالي بخير ولا يحتاج مساعدة الآخرين.

6ـ عبد الخالق السامرائي:
مبدئي.. كريم النفس.. هادئ.. قمة في التواضع.. صادق.. شخصية سياسية تتسم: بالحكمة والعقلانية..والقدرة على التفاوض.. يلقبوه ب (الملا) لطبيعته.. كان يعيش حياته حد الكفاف.. عرف بزهده ونزاهته.. وسميً أيضاً (درويش الحزب.. أي حزب البعث).. لأن نمط حياته الخاصة يوحي بالدروشة.

نزاهته فوق التصور:
ـ ترفع عبد الخالق عن مباهج الحياة والإثراء.. بتقشفه.. ونقاء سريرته.. وتواضعه الجم.. ولم يستغل مناصبه.. وكان كل شيء متوفر أمامه.. فهو عضو مجلس قيادة الثورة.. وعضو القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث.. فكان يستطيع أن يكون أكثر ثراءً من صدام.. لكنه أبي.
ـ لم يكن طامعاً بالسلطة.. وقد نأى بنفسه تماماً عن كل امتيازاتها وإغراءاتها.. وظلّ إلى يوم ألقيً إلقاء القبض عليه لا يتغذى سوى بـ (سندويتشه) كان يضعها في حقيبة أوراقه.. وهو الذي لم تكن له سوى بدله واحدة.. وظلّ إلى يوم اعتقاله يصعد إلى جانب سائقه ” عباس” في سيارة ألفيات الصغيرة.. بدون مرافقين أو حرس.
ـ لم تأخذه بهرجة السلطة.. ولا تسلطت عليه مفاهيم القوة واضطهاد الخصوم.. أو الاستعداد للغدر بالآخرين أبداً.
ـ كان يخرج من القصر الجمهوري.. بعد انتهاء دوامه.. ويمشي باتجاه الباص العمومي.. الذي كان يمر من أمام القصر الجمهوري.. ويصعد فيه.. لأنه كان يرفض أن يأخذ سيارة خاصة به.
ـ أقصى ما كان يتطلع إليه” الملا” بعد ساعات عمل مضنية قد تمتد إلى منتصف الليل.. هو أن يتمشى بعدها في شارع السعدون حذراً من أن يتعرف عليه الناس.. لا لخوفٍ.. وإنما لكي لا يفسدوا عليه متعة السير في الشارع كرجل عادي وبسيط.. كل همه أن يشم هواء بغداد.. وأن يستمتع بمناظرها.
ـ لم يفارق داره.. وأبقى على أثاث داره القديم من دون تغيير.. بعد أن وصل الحزب للسلطة.. وكان بمقدوره اقتناء أحسن القصور.. وأفخم الأثاث.. وأحدث السيارات الفارهة.. وأفضل الملابس وألتحف وغير ذلك.

إعدامه :
فبركً صدام حسين سيناريو بمساهمة عبد الخالق السامرائي في مؤامرة ناظم كراز.. التي حاول تنفيذها في 30 حزيران 1973.. واعتقل عبد الخالق 6 ستة سنوات بسجن انفرادي.. ليتم تنفيذ الإعدام فيه حال تسلم صدام لرئاسة الجمهورية في تموز 1979.


هادئ.. قليل الكلام.. ذكي.. لا يكذب.. يؤتمن.. محارب جيد.. من أسرة معروفة.. وهو شخصية عراقية.. حظيت.. بالاحترام.. والاهتمام.. له سمعة طيبة.. وسجل ناصع.. وسيرة حسنة.. وإيمان راسخ بالمبادئ.
اختط لنفسه طريقاً نضالياً صعباً.. فقد مثل التيار القومي العربي الناصري فهو من المؤمنين بقدرة العراق والأمة العربية على النهوض والتقدم والتحرر.. وهو ممن يدعو إلى الحرية بكل أنواعها.. ويرفض الاحتلال والتخلف.. انه: صبحي عبد الحميد.

السيرة والتكوين:
ولد بغداد العام 1924.. أكمل صبحي دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد.. ليقبل في الكلية العسكرية العام 1945.. تخرج منها في حزيران 1948 برتبة ملازم ثان.. التحق بكلية الأركان العام وتخرج منها1957بدرجة امتياز (أ) في حزيران 1955.. وتدرج بالتبة والمناصب العسكرية والسياسية.. وأصبح وزيرا للخارجية والداخلية بعد حركة عبد السلام عارف في 18 تشرين الثني 1963 بحل الحرس القومي والاستيلاء على السلطة بالتدريج.

نزاهته.:
(نزاهته لا توصف):
ـ لم يستغل موقعه العسكري أو السياسي لمصلحته الخاصة أبداً.
ـ لم يعين أحداً من أهله أو أقاربه.. عندما كان في الجيش.. أو عندما أصبح وزيراً.
ـ لم يستطيع تغيير أثاث بيته المتهالك.. زرته (أنا كاتب هذه المقالة) العام 1987 لإجراء حوار معه.. استغربتُ.. بل خجلتُ فأثاث بيتي حديث وجديد.
ـ مات هذا الرجل.. ولا يملك غير داره.. التي شيدها على قطعة ارض استلمها كبقية الضباط في مدينة اليرموك.. وبناه بقرض العقاري.
ـ مات.. ولا يملك مالاً.. وليس له حساب مصرفي لا هو.. ولا زوجته.

(مواقفه الإنسانية):
ـ من مواقفه الإنسانية حين كان وزيراً للداخلية:
ـ إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من المعتقلات والسجون.
ـ أعاد أكثر من ثلاثة آلاف معلم ابتدائية الى الخدمة.. ممن سحبت اليد عن عملهم لأسباب سياسية.
ـ أعاد المعلمين المنقولين إدارياً خارج بغداد إليها.. لإكمال دراستهم الجامعية.
ـ نقل السجناء السياسيين من سجن نقرة سلمان الى سجون قريبة من محلات سكناهم.

9ـ احمد صالح ألعبدي:
شخصية محافظة.. متواضعة.. هادئة.. قليلة الكلام.. لا يتدخل في شؤون غيره.. عسكري حرفي ويمثل الجندية بكامل صفاتها الإنسانية.. كان محباً للرياضة بمختلف أنواعها.
احد رجال ثورة 14 تموز 1958.. وأصبح الحاكم العسكري العام.. حال قيام انقلاب شباط 1963. التحق الى وزارة الدفاع الى جانب الزعيم عبد الكريم قاسم ..وقبيل الإفطار نظر عبد الكريم قاسم إلى ألعبدي.. وقال له: احمد اذهب الى عائلتك.. فأطاع الأمر وأدى التحية العسكرية للزعيم وخرج من الوزارة باتجاه نهر دجلة حاملا قطعة بيضاء !! لكن قوات الانقلابين اعتقلته.
ظلً ألعبدي معتقلا عدة شهور.. وبعد إطلاق سراحه بأشهر قليلة توفيً أحمد صالح ألعبدي أثر نوبة قلبية العام 1964.

نزاهته:
ـ نزاهته كانت فوق الشبهات.. فقد كان عصامياً..
ـ لم يسجل عليه خلال كل مراحل دراسته.. أية حالة غش.. بل العكس كان من الطلبة المتفوقين.
ـ تشهد اضبارته الشخصية في وزارة الدفاع.. وإضبارته التقاعدية.. حيث جاء فيها: (يمثل الجندي بكامل صفاته الإنسانية).. وعلى تفوقه في دراسته في كلية الأركان أو دراسته في مدرسة المدفعية في لاركهل.. أو في دورة الأقدمين في إنكلترا.
ـ لم يعين أي من أقرباءه.. أو يتوسط لتعينه أو قبوله في الكلية العسكرية.
ـ لم يستغل مناصبه للإثراء.. لم يقبل طيلة حياته أية هدية.. حتى لا يستغل بسببها.
ـ عندما سافر ألعبدي الى لندن للعلاج العام 1959.. وبعد العلاج قرر الأطباء أن يذهب الى مدينة مالرو (المطلة على التايمز) للنقاهة..وهناك رفض ألعبدي أن يقيم في الفنادق الضخمة.. على الرغم إن علاجه على حساب الدولة.. بل استقر في فندق بسيط صاحبته امرأة عجوز جداً.
ـ عامل أبناءه سواء في البيت أو الدراسة كأي مواطن آخر.
ـ ليس له عقارات.. سوى دار سكنه التي حصل عليها كأي ضابط في الجيش.
ـ مات ولم يملك مالا نقداً.. ولا حساباً مصرفياً لا هو.. ولا زوجته.. ولا أبناءه.. لا في العراق.. ولا خارجه.
_______________

ملاحظة: للاطلاع مزيد من الشخصيات.. يمكن مراجعة كتابي: (رجالات العراق الجمهوري.. من عبد الكريم قاسم الى صدام حسين).

أحدث المقالات